إنه سبق وان كتبت عن هذا الموضوع التدخين طريق إلى الموت وقرأت احد التقارير من المنظمات الدولية وقد كثر التدخين بين الشباب العربي بشكل وبائي، فبعد ان كان سائدا في مراحل العمر المتقدمة من سن الشباب واصبح يغزو مرحلة الطفولة المبكرة، حيث الآن بين تلاميذ المدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية فضلا عن الجامعات مما يشكل تهديداً صحياً خطيرا للامة العربية والاسلامية ولابد ان يوضع في الاعتبار من حيث ان اصبح اكبر معوقات التنمية في البلاد النامية التي تسعى جاهدة للحاق بالعصر في سباق محموم لا يرحم خاصة ان العرب قد قادوا حملة شعواء على التدخين في العقود الاخيرة فقد كانت الجسارة في الستينات من القرن المنصرم رمزا للاسترخاء والسعادة كما نرى في الافلام في هذه الفترة واعلاناتها، فإن التدخين تدخول في السبعينيات الى رمز للانسان المستعد لاحضان لموت من اجل شهوة التدخين اصبح في الثمانينات مرادفاً للانسان اللامبالي الذي لا يأبه بما يتسبب فيه من اضرار لمن حوله جميعا ثم جاءت التسعينيات بمقولة مختلفة تماما هي انه من حق من يريد ان يموت ان يموت تدخيناً ان يفعل ذلك واما في السنوات الاخيرة وبعد التحقيق علمياً من اضرار التدخين نتيجة عشرات الابحاث التي تم التأكد من خلالها على اضرار التدخين وراثياً بالنسبة للصحة والبيئة فهناك اتجاه لاعتبار التدخين أمراً غير لائق فعله على الاقل في العلانية ولذلك لم يعد الكثيرون من السياسيين يدخنون خشية ذلك حتى لا يؤذي الآخرين الذين لا يدخنون حتى لا يكونوا قدوة سيئة للمواطنين، واصبح معتاداً ان تمنع شركات الطيران التدخين على رحلاتها الداخلية والخارجية وكذلك تخصيص مساحات محدودة في الاماكن العامة كالمطاعم او المطارات، ومنع التدخين تماما في داخل المواصلات العامة وفي جميع الاماكن المكتظة بالناس، النشوة والحضور والتركيز كلها اوهام يتخيلها المدخنون، خمسة ملايين مدخن يموتون سنوياً بسبب السجائر، فعلى جميع دول العالم ان تتخذ الخطوات الضرورية لتتمكن من مواجهة تلك الآفات الخطيرة العارمة التي تتغلغل في اوساط مجتمعات العالم كله، وخصوصا في الدول العربية والاسلامية من انتشار الكثير من المدخنين، فيجب على المسؤولين في هذه الدول ان يقوموا بدراسة ووضع الاستراتيجية للعمل المشترك في مواجهة تلك الاخطار علمياً وعملياً لايقاف تلك السيول الجارفة التي تنذر بالاخطار المحققة التي تؤدي الى الموت للمدخنين، فأتمنى من المسؤولين بهذه البلاد الغالية (المملكة العربية السعودية) بأن يكونوا حريصين كل الحرص في الامور العالقة بالمدخنين ومتابعة امورهم بالشكل المطلوب وابداء النصائح بأضرار التدخين والاقلاع عنه لايقاف استيراد هذا الوباء من الدخان بجيمع انواعه وفرض العقوبة على من يخالف بهذه الامور وليعيش الناس في امان وفي صحة وفي عافية واتمنى من الجميع الابتعاد عن تلك الآفة الخطيرة التي قد تدمر حياتهم واسأله عز وجل بأن يحفظنا من البلاء والامراض والاسقام في هذه البلاد بلاد الحرمين وإنه سميع مجيب. بقلم المتقاعد والعضو بمؤسسة الطوافة عبدالحليم بن عبدالعزيز تميم