واصل المحتجون المصريون التجمع بوسط القاهرة وتعهدوا بالبقاء مع تصاعد الضغوط من الشارع والخارج.فيما يترقب الجميع تطورات محتملة أكثر خطورة اذا نجح المتظاهرون في حشد مظاهرة ميدانية قد تخلط الأوراق من جديد.وكتب المحتجون على لافتة في ميدان التحرير بالقاهرة «على الجيش أن يختار . وفي الميدان تبادل المحتجون الطعام مع الجنود الذين تم ارسالهم لاستعادة الأمن والنظام بعد احتجاجات عنيفة هزت مصر في العمق.وبعد ستة ايام من الاضطرابات قتل أكثر من مئة شخص لكن الجانبين وصلا الى حالة من الجمود. إذ يرفض المحتجون الرحيل بينما لا يتحرك الجيش لاجلائهم. وكلما بقي المحتجون فترة أطول دون تحد بدا النظام في وضع أكثر صعوبة.فيما أدت الحكومة الجديدة برئاسة أحمد شفيق اليمين الدستورية أمام الرئيس.ورفض المحتجون في ميدان التحرير تعيين مبارك لرجلين عسكريين في منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة.وأخفقت وعوده باصلاح اقتصادي لتهدئة الغضب الشعبي من ارتفاع الأسعار والبطالة والفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء في وقف مطالباتهم بحملة تطهير سياسي. ودعا المحتجون لاضراب عام وتنظيم مسيرة أطلقوا عليها «المسيرة المليونية» اليوم الثلاثاء لفرض مطالبهم بالديمقراطية التي يمكن أن تؤذن بنهاية حكم المؤسسة العسكرية التي حكمت مصر منذ الاستقلال في الخمسينات.ولكن بدأ الخلاف يدب بين المعارضة حول من يمثلها بشأن مطالب التغيير ورفضت بعض القوى تفويض محمد البرادعي بشأن محادثات مع الحكومة.ولم تصل الولاياتالمتحدة الحليف الذي قدم مساعدات بمليارات الدولارات لمصر منذ وصول مبارك الى السلطة الى حد القول انها تريد تنحيه عندما تحدث الرئيس باراك أوباما إلى عدد من قادة العالم بشأن «تحول منظم» لاستقرار البلاد.وقال مسؤول رفيع بالادارة الأمريكية إن الشعور السائد بين مساعدي أوباما للأمن القومي هو ان عهد مبارك قد انتهى لكن الأمر بيد الشعب المصري ليقرر مصيره. في غضون ذلك بدأت الدول عمليات مكثفة لإجلاء رعاياها من مصر في ظل التدهور الأمني الشامل وخشية المجهول الذي ينذر به اصرار المتظاهرين على التصعيد والتمسك برحيل كافة عناصر النظام بما فيها نائب الرئيس ورئيس الحكومة اللذين تم تعيينهما وتكليفهما ببرنامج عمل لحل الأزمة.