أكد دولة رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردان براون عن ثقته في قدرة المملكة على تبوأ مكانة كبيرة في الاقتصاد المعرفي القائم على تسخير عقول علمائها وباحثيها لطرح منتجات تنافسية في السوقين المحلية والدولية ،موضحا أن لدى المملكة امكانات كبيرة يمكن تطويرها لتحقيق نقلة كبيرة في الاقتصاد العالمي القائم على المنافسة والعدالة والاستثمار في الفرص الواعدة . وقال براون في الجلسة الأولى لفعاليات منتدى جامعة الملك سعود العالمي الأول لريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي الذي بدأ أعماله بمقر الجامعة بالرياض ويستمر يومين تحت شعار"نحو الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة" انه لايملك الا تسجيل الاعجاب بالانجازات العلمية التي حققتها جامعة الملك سعود وتقدمها المستمر في مختلف تصنيفات الجامعات الدولية وبالرؤية الخاصة التي وضعتها الجامعة لنفسها بهدف تسخير إمكاناتها العلمية والفنية وتوجيهها نحو إنتاج سلع وخدمات تسهم في تلبية الطلب المحلي وتعمل على إتاحة المزيد من فرص الاستثمار والوظائف أمام الشباب والشابات.ونوه دولته خلال الجلسة التي قدمها معالي وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل بما توليه حكومة المملكة العربية السعودية وقيادتها من اهتمام ودعم للتعليم . ولفت الى انه لا يزال يتذكر الكلمات التي جاءت في لقاءاته السابقة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي كان دائم التركيز على ضرورة استفادة المملكة من التجارب العالمية في مجال تطوير التعليم العام والعالي ،مشيدا بالرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم وبذل الكثير من أموال الميزانية العامة لتطوير المدارس والمعاهد والكليات والجامعات السعودية. ورأى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي استفاد منه عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات الذين ابتعثوا الى مختلف جامعات العالم سيسهم في تسريع وتيرة انتقال المملكة الى الاقتصاد القائم على المعرفة ونقل المعرفة الى الاجيال القادمة والناشئة في المملكة بما يعود نفعه في نهاية الأمر الى الاقتصاد الوطني السعودي الذي سيستفيد من تعدد فرص الاستثمار الواسعة والعديدة أمام الشباب . وأكد أن مساهمة الدول في الاقتصاد المعرفي لاتعتمد بالدرجة الأولى على قوة تلك الدول سياسيا واقتصاديا بل تعتمد على قوتها المعرفية ومدى قدرة جامعاتها على تخريج كوادر مؤهلة ذات مبادرة لتطوير قدراتها واستشراف وسائل عمل ومشاريع جديدة تسهم بدروها في خلق المزيد من الفرص وترفع دخول العاملين في مجالات الاقتصاد الجديد.وأفاد رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بأنه يلحظ تزايد مساهمة الدول الصغيرة والناشئة في الاقتصاد العالمي التي تعمل على إضافة قيمة مضافة للاقتصاد نتيجة لاستثمارها في العقل البشري وتطوير قدرات مواطنيها خاصة وأن العالم أصبح يركز بدرجة أكبر على المعرفة أكثر من الموارد الطبيعية وطرق مجالات لريادة الأعمال من قبل الشباب المتعلم وهو ما يشكل بوصفه تحولا كبيرا غير مسبوق في الاقتصاد العالمي. وشدد على أن المملكة العربية السعودية بما تمتلكه من ثروات طبيعية وبما تعمل على تحقيقه في مجال تطوير قدراتها البشرية تسير في الطريق الصحيح لكي تكون من بين أهم المساهمين في الاقتصاد القائم على المعرفة في المستقبل ، مشيرا الى أن لدى قادة المملكة قناعة بأنه قد حان الآوان لتنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على النفط .وقال جوردان براون انه لايستغرب اقتحام المملكة لتقنيات النانو وتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية المتسمة بانها طاقة نظيفة وآمنة ومتجددة ومجالات أخرى عديده مبديا اعجابه بمواصلة المملكة طرق هذا المجال الذي يعد أحد استثمارات المستقبل المهمة.وأضاف أنه يرى وجود فرص لتعزيز التعاون بين الجامعات السعودية ونظيراتها في العالم من أجل سد الحاجة في ضرورة توفر منتجات تقوم على الاقتصاد المعرفي وتشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني خاصة في ظل وجود قناعة لدى قادة المملكة في ضرورة تنويع مصادر الدخل وضرورة قيام الجامعات والمراكز البحثية السعودية بدور كبير في هذا المجال يضاف اليها قناعة الجامعات السعودية بضرورة توسيع المشاركة مع قطاع الأعمال بهدف تحقيق مفاهيم ريادة الأعمال. وأوضح دولة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ما قامت به الحكومة السعودية من جهود كبيرة لتوسيع فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي لدى مواطنيها بحيث ضاعفت أعداد المقبولين بنسبة 30% متجاوزة النسبة العالمية 20% وهو ما يمنح المزيد من الشباب فرص مواصلة التعليم النوعي ويشير من ناحية أخرى الى توجه الحكومة السعودية في الاستثمار في العقل البشري.ودعا براون الى ضرورة التركيز على مشروعات ريادة الأعمال وضرورة تشجيع الصناعات القائمة على الاقتصاد المعرفي خاصة في ظل توفر فرصا هائلة للنمو والتوسع في المستقبل القريب لمثل هذا النوع من الصناعة القائمة على المعرفة والابتكار ولمواجهة التغير السريع في الاقتصاد العالمي الذي أصبح تنافسيا بشكل أكبر من أي وقت مضى يعمل على الاستثمار في العقل البشري واستثماره لمعالجة الكثير من القضايا المتعلقة بموضوعات الغذاء والمرض ومكافحة الجهل والفقر وهو مايعزز برأيه من دور الجامعات والمراكز البحثية لمعالجة تلك القضايا وتقديم الحلول الناجعة لها.ودعا جوردان براون في جلسة العمل الأول للمنتدى الى ضرورة وجود تعاون بين الحكومات والأسواق الدولية ومحاولة تجنب عوامل المخاطرة التي تسببت في الأزمة المالية العالمية وضرورة تبني نظام مالي صارم يسهم في التحذير المبكر لأية مشاكل مالية قد تقع في المستقبل ،مبينا أن ما حدث في السوق الأمريكية خلال الأزمة المالية ناجم عن وجود ضعف في تقدير حجم المخاطر بشكل صحيح اضافة الى وجود سلوكيات خاطئة في عمل البنوك وهو ما جعل الأزمة متفاقمة الى ذلك الحد الذي شهده العالم وتأثر به بشكل كبير.وتوقع أن تقوم دول كالمملكة العربية السعودية بدور أكبر في الاقتصاد العالمي وتسهم في الحد من آثار الأزمة المالية العالمية ،لافتا الى أن في المملكة مواهب كبيرة يمكن تطويرها واستثمارها عبر التعليم الذي كلما كان متطورا أكثر كلما أصبح بأمكان المملكة تحقيق ما تصبوا اليه من خلال التعليم والتدريب المستمر والمشاركة في الجوانب العلمية والعملية مع الآخرين.واعتبر أن المشكلة لدى الجامعات في مختلف أنحاء العالم هو أنها لم تتوصل الى طريقة مثلى للتواصل والالتقاء مع قطاعات الأعمال المنتجة وأن المشكلة الكبرى تتمثل في كيف يمكن للجامعات أن تسهم بدور أكبر في الاقتصاد الوطني، مجيبا على ذلك بالقول أن ذلك يكمن في تقديم سلسلة من الحوافز والتشجيع وإقامة المزيد من علاقات الشراكة مع قطاعات الأعمال والمشاركة بشكل أكبر مع الآخرين وهو في النهاية ما سيعمل على تسهيل نقل وتوطين التقنية من خلال المزيد من المشاريع الصغيرة ومنحها الحوافز للتوسع في العمل والانتاج .وقال براون أن على تلك المنشآت والمشاريع الصغيرة أن تعمل الان على أسس بحثية أكثر من أي وقت مضى وأن تعمل الحكومات على تشجيع مبادئ التنافسية وإنشاء الحاضنات التقنية والعلمية لخلق علاقات متفاعلة ومتوازنة بين قطاعات الأعمال والجامعات ينجم عنها تطبيقات ومنتجات تعود بالنفع للمجتمع والاقتصاد الوطني والدولي.