ودع منتخبنا الأول لكرة القدم نهائيات كأس أمم آسيا الخامسة عشرة لكرة القدم بعد خسارته من نظيره الأردني (0 -1 ) أمس على ستاد نادي الريان بالعاصمة القطرية الدوحة وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية ، وهذه هي الخسارة الثانية على التوالي للمنتخب السعودي وذلك بعد الخسارة الأولى أمام سوريا 1 - 2 في الجولة السابقة . ودخل منتخبنا اللقاء بتغيير أربعة عناصر عن التشكيلة التي خاصت لقاء سوريا وهم نايف هزازي وتيسير الجاسم وكامل الموسى ومحمد الشلهوب حيث كاد هزازي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 16 بكرة رأسية أخرجها الحارس الأردني عامر شفيع ببراعة ، وفي الدقيقة 43 فاجأ الأردني بهاء عبدالرحمن الحارس السعودي وليد عبدالله بكرة ساقطة مستغلاً تقدمه عن المرمى لتعلن عن الهدف الأردني الوحيد ، وكاد المنتخب الأردني أن يضيف الهدف الثاني بعدها بدقيقة ولكن الحارس السعودي تصدى للكرة لينتهى الشوط الأول بهذه النتيجة . وحاول المنتخب السعودي في الشوط الثاني العودة إلى اللقاء وأجرى المدرب الوطني ناصر الجوهر تغييرات هجومية بإخال ناصر الشمراني كمهاجم ثالث ونواف العابد في الوسط الأيسر وعبدالعزيز الدوسري ليستمر اللعب بين الفريقين حتى انتهت المباراة بفوز المنتخب الأردني الذي ارتفع رصيده إلى أربع نقاط ليتصدر المجموعة بعد تعادله في مباراته الأولى مع نظيره الياباني 1-1. ويحتل المنتخب السوري المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط قبل مباراته اليوم أمام نظيره الياباني صاحب المركز الثالث برصيد نقطة واحدة بينما يحتل المنتخب السعودي المركز الرابع والأخير بدون رصيد من النقاط. الشوط الأول استطاع طاقم منتخبنا الوطني أن يبسط سيطرته الميدانية منذ مستهل اللقاء ويمارس استحواذه الصريح على منطقة المناورة بالتميز في التمرير والتوزيع من الجاسم وعطيف وكريري والشلهوب وعاب الأخير اصراره على امداد كراته عن طريق العمق التي كانت دائما ما تصطدم بالكثافة الدفاعية التي نهجها المنتخب الأردني. حاول كثيرا عبدالله شهيل الذي اجاد وابدع في القيام بأدواره الهجومية وتحويل كراته العرضية لياسر وهزازي واللذين خضعا كثيرا للرقابات الصارمة التي فرضها باسم فتحي وعبدالفتاح. ومع هذا الاصرار في السيطرة الميدانية أهدرت العديد من الفرص السانحة أمام هوساوي وهزازي وكذلك التسديدات الطائشة لكريري التي تجاوزت مرمى عامر شفيق في أكثر من مرة.. كما ساهم البطء احيانا في التحضير في منطقة المناورة في آخر الربع ساعة من هذه الحصة في ضياع الثغرات والفراغات الواضحة في المناطق الخلفية والجانبية بالذات للمنتخب الأردني. بهاء الدين يحرز الهدف الأول واستطاع بهاء الدين عبدالرحمن ان يقلب التوقعات والحسابات بتسديدته التي ارادها تمريرة من الجهة اليسرى لفريقه وبخطأ فادح لوليد عبدالله الذي لم يتمكن من التعامل مع هذه الكرة وتدلف الشباك الخضراء عند الدقيقة "41". حاول الصقور في العودة لأجواء المباراة وتكريس لغة الضغط الهجومي بالتسديد المباشر من الكريري الذي جانبه الحظ بالدقة في التصويب على مرمى عامر شفيق. وبتسارع الوقت الذي لم يسعف المنتخب السعودي باحراز ما يريده في آخر محطات هذا الشوط..يعلن حكم اللقاء علي حميد عن نهايته بتقدم المنتخب الاردني بهدف نظيف اراحه كثيرا للدخول في الشوط الثاني بروح عالية مقابل لا شيء لمنتخبنا السعودي. الشوط الثاني قلب المدير الفني ناصر الجوهر عملياته الميدانية الى طريقة هجومية باسقاط الشمراني بديلا لعبده عطيف املا في تعزيز خطوطه الامامية واللحاق مبكرا بورقة التعادل والذهاب نحو الفوز المؤمل في هذا النزال المهم. ورغم هذه المتغيرات الفنية بتكثيف الادوار الهجومية الا ان سيناريو البطء في التحركات والسرعة في نقل الكرات الطويلة للملعب الاردني ظلت هذه الحاضرة في معطيات الأخضر الفنية. ومع هذا التباطوء في وسط الميدان اخرج الجوهر محمد الشلهوب وحل نواف العابد بديلا له املا في ممارسة التسديد والمساهمة في صناعة الاهداف من خلال الجبهة اليسرى ولكنه لم يفلح هو الآخر في احداث ما كان منتظرا. وكانت الفرصة الوحيدة في الدقيقة السبعين للشمراني الذي استطاع ان يتجاوز المدافعين ويواجه مرمى عامر شفيق الذي نجح في افشال هذه الفرصة والقبض عليها في الوقت المناسب. ورمى الفني الجوهر بآخر اوراقه بخروج الشهيل ودخول الدوسري تطلعا في تعزيز جوانبه الأمامية والمساهمة في فك الحصار الرقابي على ثالوث الخط الهجومي وكسر التكتل الدفاعي الذي تميز به المنتخب الاردني. وفي الوقت بدل الضائع (91) اهدر اسامة المولد آخر الفرص الخضراء بتسديد كرته الطائشة الى خارج الميدان. استمرت المحاولات اليائسة للمنتخب السعودي في اقتناص ورقة التعادل التي استعصت تماما بفعل اليقظة الدفاعية والاحكامات الرقابية التي كان عليها الاردن على مدار المباراة. وبهكذا عروض فنية متدنية لمنتخبنا الوطني تنتهي احداث هذا النزال بفوز ثمين للمنتخب الاردني بواقع هدف نظيف مقابل لا شيء لمنتخبنا السعودي ويعلن خروجه المبكر والمرير من هذه البطولة عقب هزيمتين متتاليتين استهلها من امام المنتخب السوري.