على أرضٍ عربيةٍ عموماً خليجية خصوصاً كانت مباراة البرازيل وانجلترا، لعبتا بشكلٍ جميلٍ ومثير والاهم انهما لعبتا وديا ، اما لماذا الاهم ؟ فلأنه ومن وجهة نظري كان الحدث يتطلبُ اظهارَ الود وسمو الاخلاق الكروية كما يجب ان تكون الرياضة ، ذلك كان في الرابع عشر من نوفمبر والمناسبة عيدُ الجزيرة الرياضية السادس، وكما قلت انا في برنامج قبل موعد الابطال الذي سبق المباراة مباشرة "العمر كله للجزيرة الرياضية " التي عودت مشاهديها على تقديم المميز كُرويا سواء كان بنقل الاحداث الرياضية حصريا او تحليل المباريات مهنيا ، أعلم انه في هذه الاثناء سيقول البعض ممن يقرأ هذه الاسطر إني امدحُ قناةً اطل عبر شاشتها وبالتالي اقول ردا على ذلك "شهادتي مجروحة" ولكن الحق يُقال ايضا فالمباراة على ارض قطر وتحديدا في استاد خليفة الدولي والتغطية كانت بحجم الحدث. فالكرة البرازيلية معشوقة الكثير من المُهتمين بالرياضة ، كيف لا وهي التي فازت بنهائيات كأس العالم لكرة القدم خمس مرات ليُسمى ذلك رقماً قياسياً في عالم الرياضة ، وهي التي حققت اكبرَ فوز لها على نيجاراجوا بنتيجة اربعة عشر هدفا للا شيء في عام خمسة وسبعين، واخيرا وليس آخرا تميزت بانضمام ابرز اللاعبين اللذين ارتدوا قميص المنتخب البرازيلي ومنهم رونالدو وكاكا ورونالدينيو وغيرهم، وقد لعب المنتخب البرازيلي في مقابل منتخب انجلترا التي تُعتبر مهد كرة القدم والذي يضم رمز الاناقة في بلاده الكابتن ديفيد بيكهام ، وواين روني الذي يُعتبر افضلَ لاعب انجبته الملاعب الانجليزية في الثلاثين سنه الاخيرة حسبما قال عنه السيد اليكس فيرغسون. اذا الحدث كبير والتغطية عظيمة وما تم في تلك الامسية كان مميزاً ومتوقعاً مقارنةً باسم الجزيرة الرياضية، لذلك لا عجب اذا قلنا إن المباراة كانت احتفاليةً رياضيةً فريدةً من نوعها خاصة انها اول مباراة تجمع بين المنتخبين على ارضٍ عربيةٍ خالصة، يومها تحديدا كان مبنى الجزيرة الرياضية يعُج بالحركة وكأنه خلية نحل لم تهدأ والجميع في حالة ترقب، تحضيراتٌ كثيرة تمت قبل الموعد سواء في التقارير او المواد والبرامج والمزيد، وبات الاهم ظهور كل ذلك بشكلٍ ناجحٍ للمشاهد الذي ينتظر ما تعّود على مشاهدته عبر شاشة الرياضية، فالمواجهةُ المرتقبة والتي اُعتبرت حدثاً عالمياً فريداً سيبقى لفترةٍ في ذاكرة عشاق كرة القدم. وقد تم نقل المباراة بكل تمّيز وقدمت كاميرا الجزيرة الرياضية تغطيةً واسعةً للحدث قبل وبعد المباراة ولم تكتف بنقلِها والتعليق فقط، حيث رافقت الكاميرا وصول المنتخبين لأرض الدوحة وبعضا من التدريبات حسبما سُمح بذلك وحشدت الجهود في برامج عدة سبقت المباراة والتحضيرات المرافقة بل وشاركت الجماهير فرحتهم قرب الاستاد، سواء حضرو لمتابعة المباراة من المدرجات او للاستمتاع بالفعاليات الرياضية والفنية والتراثية المرافقة للحدث، وصولا للاستديوهات التحليلية التي وضعت المباراة في اطارها النهائي الناجح للمشاهد. وان كان حديثي السابق عن مباراة الابطال على ارض دوحة الخير، فلا بد من العودة لعنوان مقالي عن التنظيم الذي شمل كل شيئ ، وترافق مع ملف استضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022، ولو حسبتم المدة فهي بعد ثلاثة عشر عاما تقريبا (هل لاحظتم النظرة البعيدة المدى ليتم التخطيط للامور بهذه المده، الم نتعود ان نُخطط للغد او لنهاية الاسبوع او لإجازتنا السنوية كأقصى حد فمعظمنا تسير قراراته بطريقة ارتجالية وحسب الحدث.. ولن اخوض اكثر في الموضوع لأنه يستحق العديد من الصفحات لا الاسطر فقط )والملف لا يحمل رؤىً رياضية وقتية فقط كإنجاح البطولة بل ان دولة قطر تعملُ على بناءٍ وتطوير البُنى التحتية الرياضية المتناسبة والحدث العالمي ، ناهيك عما ستُوفره من وسائل كفيلة بإظهار هذا الحدث الكبير بشكل متناسب واسم الدولة الصغيرة من حيث الحجم والكبيرة في طموحها اللامحدود فلمن يقف خلف هذه الانجازات اميراً وقيادةً الف تحية وقطر تستحق ملامسة نجاحاتها الكبيرة والتي هي بحجم العقلية التي تقف خلف ذلك. شهادة... إن استحقت قطر الثناء لرؤيتها المستقبلية في الابداع والعطاء على كل الاصعدة، فالجزيرة الرياضية تستحق ان تنال شرف التميز بما يليق باسمها، واستحق كل موظفيها ومن يقف خلف كاميراتها قبل من يطل بابتسامةٍ عبر شاشتها أن يُقال له: "نجاح الجزيرة الرياضية بفضل من يقف خلف إبداعاتها ومفاجآتها المستمرة" مذيعه بالجزيرة الرياضية [email protected]