اختتمت لجنة الفنون المسرحية أنشطها الخميس الأخير من شهر ذي القعدة الماضي بعرض مسرحية (السيمفونية الثانية) على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض وسط حضور جماهيري و فني كبير من المثقفين و المهتمين بالمسرح الأكاديمي الراقي البعيد عن التهريج و الإسفاف. المسرحية التي ألفها "د.شادي عاشور" و أخرجها الأكاديمي المبدع الأستاذ. "محمد الجفري" و جاءت ضمن إطار المسرح النخبوي الذي يهتم بلغة الجسد والتكوينات البصرية و النص الفكري و يحقق معادلة و شروط المسرح الصعبة و الحقيقة. و قد جاءت المسرحية مركزة على نظرية (الفراغ و الجسد) التي ابتدعها المخرج الجفري عن طريق حركة هارمونية بين بطلي المسرحية " أسامة خالد " و " يعقوب الفرحان " عبر فراغ و فضاء المسرح و أدواته التي تشكلت من قطع من آلات التشلوا و الساكسفون ذات الحجم الكبير. و التي تدل على حجم مسؤولية الإنسان طوال مراحل حياته..و قد أجاد " د.خالد حاجي " الذي عزف مقطوعات مستمرة على (آلة الساس) و هي آلة تشبه العود و البزغ و قد أعطت العرض أجواء سيمفونية حقيقية و جسدت معنى أعمق للحركة التي كانت تشتعل بها خشبة المسرح. و كان " بندر الحازمي " الذي تقمص دور الإنسان الذي يعاني صراعات نفسية منسجم مع الشخصيتين الذين شكلوا في مجموعهم ضمير و ذوات الإنسان وصراعه مع نفسه ، حيث فكك المؤلف هذا الإنسان إلى قطع نفسية تتحاور فيما بينها الأنا و الموسيقار .. المسرحية تعد نقلة في الحراك المسرحي السعودي ، على مستوى التمثيل والتأليف والإخراج و تعكس مقدار الوعي المسرحي الذي تتمتع به لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالرياض. و تكون فريق عمل المسرحية من: أسامة خالد بدور " أنا " و يعقوب الفرحان بدور " الموسيقار " و بندر الحازمي بدور " هو ".. و الفريق الفني المساعد تكون من : محمد الحارثي في الصوت و احمد الشمري مدير للخشبة.و هذال البيشي في الإضاءة و إدارة الإنتاج عبد العزيز الداوود..التأليف للمتميز الدكتور شادي عاشور و تصميم الديكور و الإخراج محمد الجفري و الإشراف الفني الأستاذ رجاء العتيبي. وكانت اللجنة قد نظمت دورة ( مخرج تحت التدريب ) بالتزامن مع بروفات مسرحية "السيمفونية الثانية" التي استمرت 30 يوماً قدمها و حاضر بها المخرج السعودي محمد الجفري، وشارك بها كل من محمد الحارثي و أحمد الشمري و خالد الصقر و يعقوب الفرحان و فيصل المهيدلي.