نظمت جامعة أم القرى ممثلة بكلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر مساء أمس لقاء مفتوحاً لسماحة مفتي عام المملكة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ مع منسوبي الجامعة وذلك في مقر الجامعة بالعزيزية. وفي بداية اللقاء رحب مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس بسماحة المفتي العام مزجيا له الشكر على تفضله بحضور اللقاء. ثم ألقى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ محاضرةً أوضح في مستهلها أن الأصل في الإسلام هو الإنقياد والخضوع لله عز وجل ولتعاليم دينه وكماله وكف الأذى عن الناس لقوله صلى الله عليه وسلم// المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده// مبينا أن من كف اللسان عن الأذى عدم القول على الله بغير علم ، فقد حرم الله القول عليه بغير علم وجعل القول عليه بلا علم درجته أعلى من درجة الشرك والضلال . وقال سمحاته " إن من يصدر الأحكام بغير حجة ولا دليل من الكتاب والسنة ومن يصدر الفتوى الخاطئة فذلك الذي يتبع هواه وميوله الشخصية ويوقع الناس في الحيرة والاضطراب ، كما أن من يدّعي على الناس بالكفر والفسق ويتهمهم بالباطل بدون علم ظاهر يكون آثماً عند الله عز وجل". وبين سماحته أن من كف اللسان اجتناب السخرية واحتقار الآخرين وقال " الواجب على المسلم الذي سلم المسلمون من لسانه أن يكون صادقاً فيما يصف به الآخرين ؛ فلا يسعى بينهم بالنميمة لإحداث الفرقة بينهم كما ينبغي عليه إذا أراد مناقشة الأخطاء أن يناقشها باحترام وعدل وأن يعطي كل ذي حق حقه ولا يناقشها مناقشة المنتقم ، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون". ودعا سماحة مفتي عام المملكة الكتاب للكف عما يؤذي المسلمين وعدم توظيف الأقلام للطعن والتهجم على الآخرين وقال " يجب عليه أن تكون كتابته نقداً لا ذماً وأن يعالج الأمور بالحكمة والعدل حتى لا تحدث بين أفراد المجتمع الفرقة والتنافر وحتى تتم المحافظة على وحدة الوطن وبنائه ". وأشار سماحته إلى أن من سلامة اللسان ألا يشهد المسلم شهادة الزور وألا يكتم الشهادة ولا يخفيها ، كما أن من سلامة المسلم أن تسلم منه أسرته زوجته وأبناؤه من الاعتداء عليهم وضربهم ؛ فيجب عليه أن يعالج أخطاء أسرته باللين والهدوء من غير إجحاف ومن غير إلحاق الضرر والأذى بهم ، وكذلك من سلامة المسلم عدم ظلمه للناس وأكل حقوقهم بالباطل. وأكد سماحة المفتي أن من كمال الإيمان عدم غش الناس والتغرير بهم وقال " على المؤمن أن يكون أميناً في تجارته وتعامله مع الناس حتى يأمنوه ويثقوا به ، مشددا على حرمة دم ومال المستأمن والمعاهد ومحذرا من الانخراط في خلايا خبيثة ينفذ من خلالها أعمال ومخططات فاسدة تسعى إلى تفجير الناس وقتلهم وترويعهم فهؤلاء أصحاب فكر إرهابي أخل بالأمن وقتل الأنفس وأفسد الممتلكات. واختتم سماحته محاضرته بالدعاء أن يوفق الله ولاة أمر هذه البلاد لما فيه خير الأمة والمسلمين وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه لخدمة حجاج بيت الله من تيسير وراحة لهم وأن يوفق الحجاج في حجهم ليؤدوا مناسك حجهم ويعودوا إلى أوطانهم سالمين. بعد ذلك أجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ على أسئلة واستفسارات الحضور