أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لرعاية المملكة للمصالحة الوطنية العراقية تأتي من منطلق استشعار المملكة لمسئولياتها العربية والإسلامية تجاه العراق الشقيق. وقال سموه في البيان الافتتاحي للمؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مقر وزارة الخارجية بالرياض : " تؤكد المملكة أنها تنظر الى جميع العراقيين بعين المساواة وتتعامل معهم من هذا المنطلق وعلى أساسس أنهم عراقيون أولا وأخيرا وأشقاء أعزاء للشعب السعودي تكن لهم المملكة - حكومة وشعبا - كل خير ومحبة وتتطلع إلى مساعدتهم بما يعزز أمنهم واستقرارهم ويحقق ازدهارهم ". وأضاف سموه قائلا :" إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود تستند الى قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة والعراق عضو فيها وتؤكد المملكة العربية السعودية على التالي:- أولا : احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية من أي طرف كان ، وكذلك احترام إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير مستقبله السياسي لما فيه استقرار وأمن العراق. ثانيا: إن هذه المبادرة لا تخضع لأي شروط مسبقة من أي دولة كانت بما فيها المملكة بل تأتي دعما للإرادة المستقلة للقيادات العراقية والشعب العراقي في تحقيق الطريق الأنسب لتقرير مستقبل العراق السياسي وهو مادأبت عليه المملكة في كل مبادراتها السابقة. ثالثا : خادم الحرمين الشريفين يتمنى أن تثمر المشاورات التي تشمل كافة القيادات العراقية وبمبادرة من رئيس إقليم كردستان العراق الأخ السيد مسعود البرزاني الى نتائج إيجابية تخرج العراق الشقيق من أزمته السياسية في تشكيل الحكومة وفي تحقيق الإستقرار في العراق الشقيق والمملكة بذلك ستؤيد أي حل يتوصل اليه الأشقاء العراقيون بكافة أطيافهم فما يهم المملكة العربية السعودية هو الوصول للحل الذي يرضي جميع الأطراف ويحقق الأهداف الوطنية لعراقنا الأبي. ومن خلال ذلك كله تؤكد المملكة مرة أخرى تأييدها التام لمبادرة رئيس إقليم كردستان وتتمنى لها النجاح. وتدعو المملكة في الوقت ذاته كل من يهمه أمن واستقرار العراق ووحدته ورخائه وازدهاره الى دعم ومساندة الاخوة العراقيين في مسعاهم لإيجاد حل للأزمة السياسية حتى تصل الى مبتغاها في دفع جهود العراقيين وحشد طاقاتهم لتحقيق المصالحة والوفاق الوطني المنشود ". عقب ذلك أجاب سمو وزير الخارجية على أسئلة وسائل الإعلام المحلية والدولية ، ففي رد على سؤال عما سيؤول إليه الوضع في حال لم تتوصل الأطراف العراقية إلى تشكيل حكومة قبل "المهلة" التي حددها خادم الحرمين الشريفين في دعوته أو في حال رفض أي طرف عراقي القدوم الى المملكة ، قال سموه : " هذا سؤال افتراضي وسابق لأوانه ، أولا لم يحدد في نداء خادم الحرمين الشريفين موعد محدد ، والمفروض إن كان هناك اجتماع أن يكون بعد الحج ، ولكن ليس هناك موعد محدد والمرتكز الأساسي هو إرادة العراقيين، فرفض العراقيين لأي مبادرة تعنى بالعراق سيكون حاسم في هذا الاطار ، الإخوة في العراق يسألون أين المبادرات العربية وأين الجهد العربي في هذا الاطار، هذا الجهد العربي، المبادرة تحت غطاء الجامعة العربية ولا تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية، هي مجرد توفير الأرضية والمكان المناسب و الهادئ الذي يهيئ للوصول إلى حلول يرضاها الجميع " . وبين سموه في رده عن سؤال حول تأييد المملكة للمبادرة الكردية وكون المبادرة السعودية تتعارض معها لاسيما وأن هناك أطرافًا عراقية لم ترحب بالمبادرة السعودية ، وماذا لو اتفق العراقيون على اسم " المالكي" ماهو موقف المملكة ، قال سموه :" الخيار للعراقيين فيما يرون أي شخصية كما ذكرت في المقدمة ليس لنا اعتراض على أي شخصية عراقية يختارها العراقيون ، نحن نسير وفق رغبة العراق بالأسلوب الذي يراه العراقيون وبالإرادة التي يظهرها العراقيون وليس لدينا أي تحفظ وأنا لا أجد تناقضا بتاتا بين المبادرة هذه والمبادرة العراقية فهي تتجه نحو نفس التوجه والمبادرة العراقية تسعى إلى إيجاد حل لحكومة يقبلها الجميع وهذا ما تتمناه وترجوه المملكة العربية السعودية " . وبين الأمير سعود الفيصل أن العراقيين هم الذين سيصلون في النهاية إلى استخلاص ما يريدون أن يستخلصوه من هذه الاجتماعات كل ما نتمناه لهم هو التوفيق في الوصول إلى القناعات التي تجمع ولا تفرق بينهم والتي تخرج بنتائج إيجابية إن شاء الله . وقال سموه تعليقا على سؤال حول عدم فتح سفارة سعودية في بغداد :" السبب هو أمني وسبق أن ذكرت ذلك عدة مرات في مقابلات مع الصحافة ليس هناك أي عنصر آخر يعوق فتح السفارة أرجو أن لا يوضع أي اعتبار آخر غير هذا الاعتبار على فتح السفارة ". وبين سمو وزير الخارجية أن الكتل العراقية تؤيد بشكل عام المبادرة وتقدرها ، والمملكة تواصل العمل في هذه المبادرة لتحقق أهدافها في مساعدة العراقيين للحفاظ على استقرار وأمن العراق . وفي رده على سؤال عن دعوة المبادرة لأي جهة لحضور المحادثات كمراقبين ، قال سموه :" المبادرة لا تتضمن دعوة أحد من الخارج ، المجموعة العراقية هى التي ستتفاوض لحضور اجتماعاتهم " . وأضاف سموه أنه لا يرى مجالاً للتشابه بين اجتماع الطائف ودعوة العراقيين للمصالحة في الرياض ، وقال :" إلا أن الاجتماعين يخصان استقرار دولة ووحدة دولة ولكن الظروف تختلف كلية ففي الوضع اللبناني لم تكن هناك شرعية لبنانية واعتمد على جمع البرلمان اللبناني بصفته هو المؤسسة الشرعية الوحيدة التي كانت موجودة وجاء اللبنانيون وبحثوا فيما بينهم ، المملكة لم يكن لها دور في هذا البحث وإذا كان لها دور كان بطلب اللبنانيين لبعض الأمور التي يرون ان تقوم المملكة باتصالات حولها وخاصة في جانب الاتصالات الدولية ، وهذا ماكانت تقوم به المملكة في ذلك الحين وإذا كان هناك طلب من الإخوة الأشقاء العراقيين للمملكة بأن تقوم بأي دور فهي ستكون بطبيعة الحال جاهزة للمساندة وستؤيد بكل مالديها من إمكانيات ما يصلوا إليه من اتفاقات " . وأجاب سمو الأمير سعود الفيصل على سؤال حول ما إن كانت المبادرة حول العراق تمت بالتنسيق مع فخامة الرئيس السوري بشار الاسد ، قال سموه :" هذه المبادرة من خادم الحرمين الشريفين ، وإن كان أطلع عليها أشقاءه القادة من قبل فهذا شيء طبيعي " . وبين سموه أن مبادرة المصالحة العراقية تأتي تحت مظلة الجامعة العربية ونجمت عن مشاورات القمة العربية وقال :" القمة جزء من الجامعة والجامعة تشمل القمة فكونها تكون تحت مظلة الجامعة العربية أعتقد أن هذا شيء منطقي ومطلوب وأعتقد يستحسنه الأخوة العراقيون وسبق أن كان هناك مجهود تحت مظلة الجامعة العربية في بداية الأمر فالجامعة العربية بما أننا كلنا دول عربية هي المظلة التي نتظلل بها جميعا في العمل العربي المشترك ووضعها تحت مظلة الجامعة فيه دعم لاستقلالية القرار العراقي وحفظ حقوقه كاملة مكملة كدولة عربية " . واختتم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل المؤتمر الصحفي قائلا :" ليست هناك نية لتدخل دولي في هذا الاجتماع ، هذا الاجتماع مخصص للعراقيين هم أصحاب الشأن ، التركيز سيكون بشكل دقيق ومرهف الحساسية باستقلالية العمل والجهد العراقي و لن يكون هناك نية لأي تدخل في الشؤون الداخلية العراقية ".