أعجبني اللفظ الصريح الذي أطلقة الإعلامي عبدالله المقحم مدير القناة الرياضية السعودية سابقا وأحد مؤسسيها عندما قال عبر حواره الذي نشر في ملحق الميدان جريدة اليوم بأن القناة أصبحت ( قناة بربرة ) من الصباح حتى المساء والكل أصبح منظرا في القناة ولا يمكن إعادتها للحياة بعد أن أضحت ( جثة هامدة ) وهذه حقيقة تنطبق بالفعل على الوضع الحالي الذي تعيشه القناة الرياضية السعودية منذ فترة حيث نشاهد معظم برامجها نسخة مكررة من برامج أخرى هدفها خدمة المعدين والمخرجين ومقدمي تلك البرامج للظهور على حساب المشاهد بعيدا كل البعد عن المهنية والاحترافية في العمل والحس الإعلامي الذي يجيد الانتقاء والموضوعية في الطرح بأسلوب شيق وجذاب فيه الكثير من الشفافية والصراحة ولا تجد خطوط حمراء تقف في طريقك للتعبير عما يدور في نفسك بشكل واضح كما كان سابقا أضف إلى أن القناة أصبحت تهتم بالشكل والمظهر بصرف النظر عن المضمون والجوهر مع أنها تملك إمكانيات تقنية عالية الجودة لكن لا تجد من يديرها باحترافية للتعامل معها وفق مسمى القناة وأهميتها مع أن بعضا من القنوات المجاورة لنا في دول الخليج العربي تطورت كثيرا بعد أن اهتمت بالمضمون والشكل والمادة ونوعية الضيوف وبنت سياستها الإعلامية على الصراحة والوضوح وقوة الطرح وتناول مواضيع مهمة وحساسة للغاية تشد المشاهدين وتشبع رغباتهم لمتابعتها والجلوس أمام تلك الشاشات ساعات طويلة و لا أود أن اذكر اسما من تلك القنوات والعارف لا يعرف حتى لا يجد القائمين علي شؤون القناة حرجا من ما وصلت إليه تلك القنوات من تطور فني وتقني وإداري وكنت أتمنى حقيقة أن تحدث قناتنا الرياضية نقلة نوعية جيدة لتغير الوجه السابق لها لكن للأسف أصبحنا نشاهد برامج مملة وساذجة وأطروحات بليدة وأفكار متحجرة لا تعدو كونها مقتبسة من برامج أخرى أو شبيه بها عفا عليها الزمن ومهاترات خالية من أي طرح ايجابي وسيطرت عليها المحسوبيات والمجاملات وعلاقات أمسلكي واقطع لك كما أطلق عليها الزميل المقحم من باب نفعني وأنفعك فكيف تتطور هذه القناة وواقعها الحالي مخجل يندى له الجبين لدرجة أصبحنا لا نعرف الاستراتيجيات والأهداف والخطط التي تسير عليها لبلوغها مرحلة المنافسة والتحدي مع بقية القنوات الرياضية الأخرى . وقفة للتأمل اعتمدت قناتنا الرياضية في دورتها الحالية علي تنويع وتكثيف البرامج الرياضية بصورة لم تعد توحي إلينا بأننا سوف نشاهد نقلة نوعية لهذه القناة وإذا استمرت على هذا المنوال والشكل سوف نطلق عليها قناة المظهر بدون هدف.