• اليوم تعود الإثارة من جديد للملاعب السعودية في لقاء المتعة بين النصر المتحفز والهلال المحبط، فالنصر يريد تسجيل حضور جديد لمواصلة المشوار في تقديم المستويات المتصاعدة بعد فوزه على الأهلي في الجولة السابقة. • بينما الهلال يريد مصالحة جماهيره بعد الخروج المرير من دوري أبطال آسيا، ومسح الصورة الباهتة التي ظهر بها فنيا. • وقد شهدت الساحة الزرقاء تحركات مكثفة لرأب الصدع بثني رئيس النادي عن الاستقالة التي أعلنها فضائيا، وإخراج اللاعبين من حالة الإحباط التي يعيشونها وإعادة جريتس لأجواء منافسات الدوري بعد أن خطفت الكرة المغربية اهتمامه وتفكيره وجعلته جسدا دون عقل في السعودية. • لقاء اليوم كالعادة لا يخضع للمقاييس الفنية كونه ديربي مثيراً ومختلفاً عن أي لقاء آخر، ومن الصعب التكهّن بنتيجته ولكن أجزم أن الفريق الذي جماهيره هي الأكثر هو من سيفوز بالمباراة. • ومما يلفت للنظر أن الأمير فيصل بن تركي عرف طريق التهيئة النفسية التي هي سر الانتصار في لقاءات الديربي التي تجمع الفريقين طوال مشوارهما الكروي. * وهذا يجعل الجماهير النصراوية إلى حدٍ ما تطمئن على فريقها في هذا الديربي القوي والمثير. • خاصةً إذا لعب والتر زينغا مدرب النصر بنفس النهج والأسلوب الذي لعب به أمام الأهلي بإقفال المناطق الخلفية والارتداد الهجومي السريع مستغلا البطء الهلالي في بناء الهجمة والارتداد الدفاعي فإنه سيحقق النصر وبنتيجة كبيرة. • ننتظر أن يخرج لنا ديربي متميز يعكس وجه الكرة السعودية الحقيقي الذي اختفى منذُ مواسم عديدة، خاصةً إذا ما علمنا أن صفوف الفريقين مكتملة العناصر وجاهزة فنيا للاشتراك في الديربي المنتظر. الخذلان • إن أردنا أن نصل إلى أقصى من كان يهدف أن مشاركة الهلال في البطولة الآسيوية هي قمة الوطنية ولابد من الوقوف معه والتخلي عن المنطق والمسلّمات التنافس الرياضي، فقط تشجيعه. • فها هو يخذلنا جميعا ويخرج من البطولة بطريقة مخزية لم تعكس الوجه الحقيقي للكرة السعودية، ويسجل نفسه للمرة العاشرة بأنه ليس بمستوى الكرة الآسيوية الذي ينادي بين الحين والآخر أنصاره بأنهم زعماؤها وأسيادها. • لقد حُشدت له كل إمكانات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، واللجان التي عملت بكل ما تملك وما لا تملكه من أجله لم يناله المنتخب السعودي على تاريخ مشاركاته الإقليمية والقارية والعالمية والنتيجة.. لا شيء..؟!. • وضمنياً أجبرت بعض الأندية على تسيير حافلات جماهير من أجل الكسب الإعلامي لمساندة الهلال وخسارة الكثير من المكاسب التي حققوها بعيدا عن الهلال ولكن حُكم القوي. • ومن شاهد خروج الهلال ليلة الأربعاء الماضي يعرف جيدا عشوائية عمل الإدارة الزرقاء بالإبقاء على المدرب القضية الذي ساهم بصورة مباشرة بظهور الفريق على غير صورته التي اعتدناها عنه. • ومنظر خروج الجماهير وهي تجر أذيال الهزيمة والخيبة بعد أن غصّت جنبات إستاد الملك فهد الدولي بهم قبل بداية المباراة بأربع ساعات. • فعلا شيء محزن، ومحبط، ومخزي، نحن نشاهد زعيم آسيا يخرج من فريق ليس له أي هوية بطولية لا على المستوى المحلي الإيراني ولا الآسيوي، فهو شارك بالبطولة الآسيوية كثالث الدوري الإيراني ولم يحقق الدوري الإيراني بتاريخه. • ونحن حشدنا كل إمكاناتنا لمساندة الزعيم فما كانت النتيجة النهائية.. خروج مرير، وإسقاط صورة كرتنا الجميلة بمساهمة فاعلة من لاعبين لم يكونوا في المباراة سوى أشباح تركض ولا تفعل.