هكذا هي الدنيا يوم نفرح به ويوم نحزن ودوام الحال من المحال فالدنيا دار الفناء والأخرة دار البقاء ولايبقى ويدوم إلا العمل الصالح والسيرة الحسنة للانسان وما يقدمه من خير يبقى ولا ينساه أحد. لقد حملت لنا الصحف المحلية نبأ وفاة الشيخ الفاضل رجل الأعمال يوسف بن عبدالله عبدالكريم الخريجي يوم الخميس 28 شوال 1431ه وكم كانت الصدمة مؤثرة على محبي هذا الرجل فقد بكاه الكثير من أهالي ينبع ممن عرفوه وكانوا بالقرب منه فترة تواجده في محافظة ينبع رحمه الله. وأبا رعد غني عن التعريف فأذكر تحدياً في عام 1396ه قيامه بشراء الكثير من المنازل القديمة في محافظة ينبع وكان قدومه لهذه المحافظة قدوم خير على أولئك الذين ينقصهم المال ويضطروا لبيع دروهم القديمة لاكمال ما عليهم من مستلزمات حياتية وديون فكان رحمه الله سخياً الى أبعد الحدود مع من يعرض ما يملك للبيع فلم يبخس المحتاج في تقديم السعر بل على العكس كان يضع الأسعار المرتفعة وعلى سبيل المثال داراً لا تقدر قيمتها بأكثر من مائة الف ريال يمنح صاحبها مائة وخمسون الف ريال وحينما يسأل يجيب بقوله المعتاد : " قد يكون الرجل محتاجاً وأنا أبخسه الى جانب حاجته ". فانتعشت حركة بيع العقار في تلك الفترة التي قاضها الخريجي بينبع وأسس له قاعدة عريقة في ينبع إذ تواصل مع أعيان ينبع ورجال الأعمال بها وأنشأ فندقا بها يطل على الكورنيش ولم يقتصر عمله على التجارة وشراء العقار بل تعداه إلى ماهو مفيد ومافيه سعادة للانسان في الدنيا والآخرة. نعم امتدت أياديه البيضاء للفقراء والمحتاجين فكان يعطي بما تجود به نفسه في الخفاء بعيداً عن أعين الناس. فهنيئا للشيخ يوسف حب الناس ودعاءهم له رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. عمر بن محمد حامد الخطيب Al- [email protected] ينبع ص.ب 1354 تليفاكس 043225312