مع دخول فصل الشتاء يبدﺃ الخوف من ﺃمراضه، التي تأتي مع البرد والرطوبة، وتمتد قائمتها من ﺃمراض عارضة ﺃشهرها (الإنفلونزا) إلى ﺃمراض مزمنة على رﺃسها الربو وحساسية الصدر. والإنفلونزا عبارة عن مرض فيروسي تظهر ﺃعراضه فجأة، وتعلن نفسها بقوة خلافا لغيرها من الأمراض التي تبدﺃ بعوارض مختلفة. في وقت قصير جدا يشعر الإنسان، الذي كان حتى ذلك الحين صحيحا لا يعاني شيئا، بتوعك شديد ووهن غريﺐ يجعله غير راغﺐ في شيء إلا الخلود إلى السرير؛ للاستلقاء لفرط ما يشعر به من تعﺐ شديد ناتج عن الإنفلونزا. وبصرف النظر عن طابعها العنيف والمفاجئ تعتبر الإنفلونزا مرضا بسيطا وشائعا، وتكثر الإصابة بها في الخريف والشتاء وتطال الكبار والصغار على حد سواء. وتسمى الإنفلونزا بأسماء مختلفة مثل الكريﺐ والرشح والزكام. وفي هذا الصدد على الإنسان ﺃن يكون ﺃكثر وعيا خلال هذه الأيام، حيث لوحظ وبشكل كبير زيادة عدد المراجعين للمراكز الصحية والمستوصفات. عند ﺃحد مراكز الرعاية الأولية التقينا عبداﷲ الراجحي، الذي قال: "عائلتي بأكملها ﺃصيبت بالإنفلونزا مع دخول فصل الشتاء، حيث كانت البداية معي ﺃنا، ومن ثمَ انتقلت إلى زوجتي حتى وصلت إلى ﺃبنائي الأربعة جميعا، وعانيت مع ﺃطفالي وجلبتهم ﺃكثر من مرة إلى المركز الصحي؛ لارتفاع حرارة ﺃجسامهم، فمع متغيرات الجو فإن الأطفال هم ﺃكثر عرضة لانتقال هذا الفيروس، رغم محاولاتنا المستمرة لمنع تعرضهم للهواء البارد ﺃو شربهم للماء البارد، لكن لم تفلح هذه المحاولات في صد المرض ومنعه عن زيارة ﺃفراد العائلة كافة". ويضيف الراجحي: "اعتدنا كل سنة ﺃن نواجه مثل هذه الأمراض، لكن تختلف طريقة العلاج من سنة إلى ﺃخرى". ﺃما ﺃم، عبداﷲ وهي مراجعة ﺃيضا من مراجعات المركز الصحي، فتقول: "في كل سنة ﺃواظﺐ على إشعال الفحم داخل المنزل؛ لقتل البكتيريا التي تأتي مع كل فصل شتاء، لكن اكتشفت ﺃخيرا ﺃن هذا تصرف خاطئ، ومن الممكن ﺃن تكون هذه العملية سببا في اختناق ﺃفراد عائلتي، لكن مع دخول الشتاء ﺃقوم بتجيهز الملابس اللازمة؛ لوقاية ﺃبنائي من ﺃمراض الشتاء، كذلك ﺃركز على ﺃن تكون طريقة تغذيتهم جيدة وغنية بالفيتامينات، خصوصا فيتامين (سي)، الذي سمعت ﺃنه يقي من ﺃمراض البرد، لكن مع كل هذه المحاولات يظل ﺃ بنا ئي عر ضة لا نتقا ل المرض إليهم في المدرسة ﺃو في الشارع ﺃو حتى من الأقارب، ومع دخول هذا الشتاء وجدت بعض الإرشادات التي توصي بأخذ تطعيمات الوقاية من الأمراض الموسمية، التي تكون وقاية بعد اﷲ سبحانه من ﺃمراض الشتاء". من جانبه، يقول الدكتور ﺃشرف ﺃمير استشاري طﺐ ﺃسرة: "إنه دائما ما يتم التحذير من الخروج من مكان درجة حرارته مرتفعة والتعرض لتيار الهواء البارد، فذلك يجعل الإنسان عرضة لنقل الفيروسات داخل الجسم، وبالتالي فإن احتمالات إصابته بالإنفلونزا عالية، ويجﺐ الحرص على ﺃخذ التطعيمات بشكل دوري، فهناك تطعيمات موسمية قبل دخول فصل الشتاء ومع قرب موسم الحج، حيث تزيد احتمالات نقل الأمراض في المناطق القريبة من مكةالمكرمة بحكم وفود الحجاج عليها". ويضيف الدكتور ﺃشرف: "على جميع ﺃولياء ﺃمور الطلاب التوجه إلى المراكز الصحية المتخصصة لأخذ تطعيما ت لأ بنا ئهم؛ كي تكون هنالك وقاية من الكثير من الأمراض، وينصح خلال هذه الأيام الإكثار من السوائل وتناول بكثرة، كما فيتامين ينصح بتناول الوجبات ا لتي تكو ن فيها نسﺐ البروتين متوازنة ومنوعة، والإقلال من الدهون في وجبات الأفطار بشكل خاص". ونوّه الدكتور ﺃ شر ف بأ همية و جبة الإفطار لطلاب المدارس، حيث يقول": وجبة الإفطار من ﺃهم الوجبات التي يجﺐ الحرص عليها في كل يوم، فمن المعروف ﺃن ساعات الصباح الأولى تكون ﺃكثر برودة من ﺃي وقت؛ لذا فإن وجبة الإفطار تمد الإنسان بالدفء متى ما احتوت على الكثير من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية وتنوع البروتينات فيها". وشدد الدكتور ﺃشرف على ضرورة زيارة المراكز الصحية بين الفينة والأخرى، واستطرد": للأسف فإ ن مستو ى ا لتثقيف ا لصحي منخفض لد ى الكثير من المواطنين، فهو لا يزور المستشفى إلا إذا ﺃصابه المرض، وهذا تصرف خاطئ، فعلى الإنسان إجراء كشف دوري؛ للوقوف على صحته و سلا مته، وهذا يحسن من المستوى الصحي لدى الجميع".