إنه منتصف الليل في الملعب الأولمبي بكييف ولكن أصوات أعمال اللحام مازالت تسمع بشكل صاخب مع صب المسلح بشكل مستمر ، تحت الأضواء الكاشفة الساطعة مع تأرجح الأوناش العملاقة.وقال بوريس كوليسنيكوف رئيس اللجنة الأوكرانية المنظمة لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) "أوكرانيا ستطابق معايير يورو 2012 ، أننا نسير في طريق الانتهاء من العمل وفقا للجدول المحدد في يناير المقبل". ومنح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في 2007 شرف تنظيم يورو 2012 لأوكرانيا وبولندا ، ولكن نقص التمويل والعوائق البيروقراطية أثرت بالسلب على الجهود الأوكرانية لاستضافة البطولة. وسئم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس اليويفا من عدم وفاء أوكرانيا بالمواعيد المقررة بجانب الحجج والأعذار ، وفي مايو هدد باستبعاد أوكرانيا من ملف التنظيم واستبدالها بألمانيا أو حتى المجر.ولكن البراهين والدلائل تشير إلى أن أوكرانيا بدأت أخيرا في السير على الطريق السليم نحو استضافة يورو 2012 ومن المقرر أن يستضيف الملعب الأولمبي بكييف الذي يتسع ل80 ألف مشجع ، المباراة النهائية ليورو 2012 ، والذي طوال عدة أعوام كان أبرز نقاط الفشل حتى في طريق بدء الاستعداد لاستضافة البطولة التي من المتوقع أن تشهد توافد نحو مليون زائر. وواجه الاستاد الأولمبي مشاكل فائقة فيما يتعلق بتصميمه الذي يعود إلي حقبة الثمانينات الماضية ركودا ، في الوقت الذي ظهرت فيه دعاوى قضائية بشأن التصميم والمهندسين المعماريين والمقاولين ، وحتى الأرض المقام عليها.ولكن مركز التسوق القريب من هذا الاستاد والذي واجه انتقادات اليويفا ، الذي أقر باستحالة توفير أمن المشجعين في ظل وجوده ، تم هدمه ، وإزالة جذوع الأشجار التي تعرقل الخرسانة المسلحة في المقاعد العليا ، والاستعاضة عنها بزيادة نسب الصلب المشبك ليلا ونهارا. وافتتح مطار بوريسبيل في كييف صالة جديدة يوم الثلاثاء الماضي مما يضاعف من سعة استيعاب الوافدين ، حيث أكد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أثناء قص شريط الافتتاح أن الصالة الجديدة رائعة "مثل هيثرو (لندن)".وسيتم افتتاح خط يربط بين وسط كييف وضواحيها الغربية في نهاية العام ، مما يمنح الفرصة لمشجعي كرة القدم في واحدة من أكثر ضواحي العاصمةالأوكرانية كييف كثافة بالسكان أول خط سريع للانتقال إلى الاستاد الأولمبي. وحتى الاستاد المملوك لمدينة لفيف ، ومجلس المدينة الذي يعاني من أزمة مالية ، والذي لم يتمكن طوال ثلاث سنوات من تحديد الفصيل السياسي الذي يتولي إدارة عملية إعادة البناء ، شهد تقدما ملحوظافي الفترة الأخيرة ، وفقا لصحيفة سيجودنيا.وقامت حكومة يانوكوفيتش بخطوة غير دستورية ولكنها فعالة للتقدم خطوة للأمام في طريق إصلاح ملعب لفيف ، عبر إقالة مجلس مدينة لفيف لتسند إلى الحكومة المركزية مهمة جهة التعاقد القانونية ، وعينت مقاول من دونيتسك ، بلدة يانوكوفيتش للقيام باعمال البناء. وتسري أعمال البناء في استاد لفيف بمعدل 24 ساعة سبعة أيام في الاسبوع ، ومن المقرر أن يصبح الملعب الذي يتسع ل33 ألف مشجع جاهزا بنهاية عام 2011 .وبات الملعبان المملوكان للأندية في دونيتسك وكاركيف ، جاهزان تماما لاستضافة البطولة ، حيث صنف اليويفا ملعب دونيتسك الذي يتسع ل51 ألف مشجع ، بانه ذات فئة الخمس نجوم. وقال ماركيان ليوبكيفسكي رئيس الوفد الإشرافي لليويفا في أوكرانيا "اليويفا لاحظ تقدم هائلا في أوكرانيا للانتهاء من مشروعات البناء الخاصة بيورو 2012 ، هناك تقدم كبير في إيقاع الاستعدادات ، وجودة العمل في الأشهر الأربعة الماضية". وظلت هناك نقاط ضعف ، حيث أن هناك نقص في عدد الغرف الفندقية في جميع الأنحاء عدا لفيف ومازال المسئولون يتحدثون عن معالجة هذه الأزمة عبر وضع سفن سياحية في أرصفة الموانئ أو بناء طرق تصل إلى أكواخ خشبية لتسهيل إقامة المشجعين. وهناك توافق متزايد بين المسئولين ووسائل الاعلام والجماهير في انحاء أوكرانيا ، على أن الاستعدادات ليورو 2012 تشكل مثالا نموذجيا على ما يحدث في أوكرانيا حاليا ، وأن الأمور تغيرت نحو الأفضل.