أكد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله على ضوابط البث الفضائي التعليمي في المملكة العربية السعودية هي واحدة من مكارمه المتواترة على منسوبي التعليم في المملكة وعلى وجه الخصوص التعليم العالي، وأنها تأتي في سبيل النهوض بالعملية التعليمية فيها، والوصول بها إلى درجة عالية من الإتقان المعرفي والفني والنوعي.وبيَّن أن الموافقة الكريمة على هذه الضوابط ضمن قرارات مجلس التعليم العالي في جلسته التاسعة والخمسين تؤذنُ بانطلاقة جديدة لوسائل التعليم الممارسة في مؤسَّسات التعليم العالي معتمدةً في ذلك على استثمار وسائل التقنية الحديثة ممثَّلة في البث الفضائي الرقمي مفيداً أن هذه الضوابط تحمل في طياتها تأطيرا محفزا للتعليم الفضائي المزمع التوسُّع فيه؛ وتحددُ الآليات الفنية والتقنية التي يجب توافرها في قنوات البث الفضائي أخذا بالأجود في العملية التعليمية، كما تضمن توافر الضوابط العلمية والأخلاقية والفكرية التي تكفل صيانة المحتوى التعليمي المقدَّم الذي يجب أن يتواءم مع رسالة المملكة المتَّسمة بالحفاظ على ويتها الإسلامية؛ والحرص على سماحتها الوسطية؛ ومواصلة نموها المدني الحديث؛ والعمل على تطوير فئات مجتمعها؛ وصيانة فكر مواطنيها من الأفكار الدخيلة البغيضة؛ كما تعكس آلية متفرِّدة في تقديم الطرائق التعليمية قائمةً على عناصر الجذب والتشويق والتفاعل واستمالة طالب العلم؛ وأيضا تقديم المحتوى العلمي الرصين في شتى العلوم المختلفة؛ وأن يكون تقديم الخدمة التعليمية متوائما مع جودة المحتوى المعرفي. وأشار الدكتور أبا الخيل إلى أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على هذه الضوابط تأتي في سياق دعم التعليم الجامعي خصوصا جانب التعلُّم الإلكتروني والتعليم عن بعد؛ فالبث الفضائي خصوصا التعليمي منه أضحى وسيلة مطلوبة في هذا العصر؛ وكثيرٌ من الجامعات العالمية اتخذته طريقة فاعلة في سبيل توصيل علومها ومعارفها؛ حيث إنها الطريقة الأكثر تشويقا وجذبا؛ وهي الأكثر قابلية لتطورات التقنية الحديثة المتسارعة. وأوضح الدكتور أبا الخيل أن الجامعة قد بدأت في التحضير لإنشاء قناتها التعليمية منذ ما يزيد على سنتين، وهي قناة تعليمية تهتم ببث المحاضرات الدراسية لطلاب وطالبات التعليم عن بُعد من خلال (الانتساب المطور)، وتبثُّ في فترتها التجريبية عن طريق الانترنت دورات برامجية متوالية تعتمد على عدد كبير من المقررات التعليمية التي تربو على أكثر من ثلاثة آلاف مقرر تعليمي، حيث سُجِّلت المحاضرات وفق أحدث الوسائل التقنية الحديثة صوتاً وصورة في استوديوهات الجامعة مستثمرةً وسائل التصوير الرقمي الحديثة؛ وستقدَّم خلالها المحاضرات العلمية وفق استثمار تقنيات التصوير التفاعلي الحديث؛ كما إن القناة التعليمية للجامعة ستسهم في إنتاج العديد من البرامج المعرفية النوعية التي تهتم بالشأن الجامعي؛ وتخدم عملية تطوير المجتمع ثقافيا وعلميا؛ وتقدم رؤية متوازنة لما ينبغي على الطالب الجامعي تجاه وطنه ومجتمعه ونفسه استثمارا لموجودات الجامعة التي وفرتها القيادة الحكيمة على المستويات المادية والمعنوية. وبين معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنه في سياق الموافقة الملكية الكريمة وتنفيذا لما ورد في لائحة ضوابط البث الفضائي التعليمي فقد شُكِّلت في الجامعة لجنة عليا برئاسة مدير الجامعة وعضوية عميد التعليم عن بعد وعميد تقنية المعلومات ومدير قناة الجامعة؛ وعدد من مسؤولي الجامعة، وممثلين عن وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام للعمل على تطبيق هذه الضوابط وتنفيذها على قناة الجامعة مما سيكفل للقناة تطورا أكبر؛ وانتشارا أوسع في محيط المستفيدين من برامجها التعليمية سواء في المملكة أو خارجها.وقال معالي الدكتور أبا الخيل " إن هذا التقدم التقني في الجامعة لم يكن متهيِّئا لولا فضل الله سبحانه الذي أفاء على هذه البلاد بنعمه الوافرة؛ ثم العناية الملكية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي لا يدَّخر صغيرة ولا كبيرة في سبيل تقديم ما يضمن الرفاهية والتقدم لشعبه ومواطنيه، ثم الدعم المتواصل من ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعا ". وتمنى الدكتور أبا الخيل أن تسهم هذه الضوابط المحددة للبث الفضائي التعليمي في تطوير القنوات الجامعية لتحقيق الرؤية المتميزة التي يطمح إليها معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري عبر توجيهاته المستمرة ببذل المزيد من العمل والاجتهاد لتحقيق أفضل السبل التقنية والنوعية والمعرفية في العملية التعليمية تماشيا مع ما وفرته قيادة البلاد من إمكانات مادية وبشرية.