لا شك أن الواحد منا في الغالب تحكمه عاداته ويصل به الأمر احيانا الى ن يصبح مجموعة من العادات تتحكم فيه الى درجة يصبح معها من الالات تسير على نسق معين تؤدي اعمالا محدودة فيبتعد كل الابتعاد عن المرونة التي لا تفرق بينه وبين الآلات؟ ولا شك ان الانسان الذي تحكمه عاداته يصبح عبدا لها .وقد فرض الله الصيام ليحرر الانسان من هذه العبودية ذلك لأن الصيام يقلب العادات رأسا على عقب ويعطي الانسان نوعا من المرونة حتى لا يتصرف تصرف الآلة ولا شك ان حصة الروح لا تقل قيمة عن حصة الجسم . تميز الصيام بخاصية النسبة الى الله من بين اركان الاسلام قال صلى الله عليه وسلم :"كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشرة امثالها الى سبعمائة ضعف الى ما شاء الله .قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به . يدع شهوته وطعامه من اجلي .للصائم فرحتان .فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك قال ابن عبدالبر : كفى بقوله : " الصوم لي " فضلا للصيام على سائر العبادات وأيضا يجازي عليه خيرا كثيرا من غير تعيين لمقداره وايضا ان جميع العبادات نوفى منها مظالم العباد الا الصوم .روى البيهقي عن ابن عيينه قال : اذا كان يوم القيامة يحاسب الله تعالى عبده ويؤدي ماعليه من المظالم من عمله حتى لا يبقى له الا الصوم فيتحمل الله ما عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة ويؤيده لا شك ان حديث ابو هريرة مرفوعا " قال ربكم تبارك وتعالى : كل العمل كفارة الا الصوم .الصوم لي وانا اجزي به " وقال صلى الله عليه وسلم وقد حضر رمضان " أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله الى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من انفكسم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل " وقال صلى الله عليه وسلم .: " اعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي اما واحدة فإنه اذا كان اول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجال اليهم ومن نظر الله اليه لم يعذبه ابدا واما الثانية فإن خلوف افواههم حين يمسون اطيب عند الله من ريح المسك وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة واما الرابعة فإن الله عز وجل يأمر جنته فيقول استعدي وتزيني لعبادي اوشك ان يستريحوا من تعب الدنيا الى داري وكرامتي واما الخامسة فإنه اذا كان اخر ليلة غفر الله لهم جميعا فقال رجل من القوم أهي ليلة القدر؟ قال لا : ألم تر الى العمال يعملون فإذا فرغوا من اعمالهم وفوا اجورهم " فيا باغي الخير أقبل وياباغي الشر اقصر . ها هي سوق الخير نصبت وساحة العفو اتسعت وباب المغفرة فتح وباب الشر اغلق فيا من تريد تجارة لن تبور ورزقاً لا ينفذ وربحاً لا ينحصر في هذا الشهر تدرك وبالصيام فيه تحلق قال صلى الله عليه وسلم : " هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغلّ فيه الشياطين ..ألا بعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له .والله الموفق .