الكل كسبان .. بالنسبة لروسيا هذه هي نتيجة مشروع أول محطة للطاقة النووية في إيران لكن إسرائيل والولاياتالمتحدة ودولا أخرى لن تتفق حتما مع هذه الفكرة.. والواضح هو أن موسكو ليس لديها الكثير لتخسره من وراء تشغيل مفاعل بوشهر وبعد 15 عاما من موافقتها على بناء المفاعل في موقع ظل مهملا منذ اندلاع الثورة الاسلامية في إيران عام 1979 . وبالنسبة للكرملين فإن بدء تشغيل مفاعل الطاقة الذي تأخر كثيرا يعزز حملة موسكو لكسب أسواق الطاقة النووية في الخارج ويؤكد موقعها في قلب دبلوماسية عالمية بشأن البرنامج النووي الايراني. لكن المشروع لن ينهي التوتر حول طموحات طهران ولن يسكت الاصوات التي تتحدث عن هجوم على الجمهورية الاسلامية وهي عوامل تساعد على تعزيز الاقتصاد الروسي جراء ارتفاع أسعار النفط وهو أحد المصادر الرئيسية للدخل في روسيا. وما زالت روسيا تحدث توازنا رقيقا فتؤيد إصرار إيران الغنية بالنفط على الحاجة للطاقة النووية وتنضم في الوقت نفسه إلى مخاوف غربية من أن تكون طهران تسعى لتصنيع قنبلة ذرية. وبدء تشغيل بوشهر طريقة استخدمتها موسكو لتهدئة طهران بعدما كسبت رضا الادارة الامريكية بموافقتها على عقوبات جديدة فرضتها الاممالمتحدة على إيران في يونيو حزيران وتعهدت موسكو بألا ترسل لايران أنظمتها الدفاعية المضادة للصواريخ في ظل هذه العقوبات. وانتقدت واشنطنموسكو في وقت سابق من العام الحالي للمضي قدما في خطط تشغيل بوشهر وسط تحد إيراني راسخ فيما يتعلق بأنشطتها النووية التي تخشى الولاياتالمتحدة أن يكون هدفها هو امتلاك أسلحة. لكن اعادة الوقود المستنفد في بوشهر إلى روسيا تسمح لموسكو بأن تضع المفاعل كمثال على تعاون نووي لا ينطوي على مخاطر انتشار. وبالنسبة للغرب فإن حقيقة أن بوشهر سيستخدم وقودا مستوردا من روسيا تبين أن إيران ليست في حاجة لتخصيب اليورانيوم بنفسها وهو الجزء من النشاط النووي لطهران الأكثر إثارة لقلق الغرب فيما إذا كانت نوايا طهران سلمية. لكن الجمهورية الاسلامية تصر على أنها تملك الحق في تخصيب اليورانيوم وترفض تعليق جهودها للتخصيب. وقبل يوم من بدء تشغيل بوشهر أمس نقلت صحيفة يابانية عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قوله إن إيران ستوقف التخصيب على مستوى أعلى إذا ضمنت الحصول على امدادات الوقود النووي لمفاعل ابحاث غير بوشهر.