في كل عام ومع بداية الصيف وشهر رمضان يبدأ مسلسل انقطاع الكهرباء عن الأحياء فترات متقطعة تصل أحيانا الى 12 ساعة.. وفي ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وفي شهر رمضان المبارك والناس صيام وفي حاجة شديدة للتكييف تفاجئهم شركة الكهرباء بهذه الانقطاعات التي تبعث القلق والتوتر في أفراد الأسرة. وحيث تنهال الاتصالات على الشركة يقال إن السبب هو الاحمال الزائدة وهذا عذر غير مقبول وحول هذه القضية كان لنا هذا الاستطلاع.. المهندس طارق المدني قال: إذا كانت شركة الكهرباء تقول إن سبب الانقطاع هو نتيجة الاحمال الزائدة أي بمعنى ارتفاع كبير في الاستهلاك فنحن نقول هذه الأسطوانة تكررها في صيف كل عام وفي رمضان من كل عام وطلب خدمة الكهرباء من حق المواطن والمقيم بالطبع اذا أين تخطيط المسؤولين في الشركة عن هذا الاستعمال للكهرباء.. القضية ليست وليدة اليوم أو هذا العام وبامكان الشركة معالجتها بوضع مولدات أكبر ومن الطبيعي أن كل مدينة في العالم تتوسع كل يوم لذلك يجب أن تكون الخدمات مواكبة لهذا التوسع والكهرباء يجب أن تكون هي أول من يأخذ بهذا التوسع ولكن تصريحات المسؤولين تؤكد عدم أهلية المشرفين على الكهرباء لانهم لا يستفيدون من هذه التجارب ونظرتهم محدودة وهذا أحد أسباب فشل الكهرباء في معالجة هذه الانقطاعات التي خلقت الكثير من المشاكل للاسر مع الأسف في شهر رمضان وفي الصيف عموما. الاستاذ طارق الحريري بشركة العقيق بالمدينةالمنورة قال: انقطاع الكهرباء الذي تعيشه هذه الايام وفي هذا الشهر المبارك وفي هذا الجو الخانق ليست قضية جديدة فهي تتكرر كل عام وكأنه من القضايا المستعصية ولا يوجد لها حل.. بصراحة شركة الكهرباء لم تتحمل مسؤولياتها كما ينبغي وتمارس مع المستهلك أسلوب اللامبالاة وهذا شيء يجب أن لا يستمر بهذه الطريقة فحين تلامس درجة الحرارة الخمسين درجة وفي شهر الصيام وتنقطع الكهرباء كيف تتصور أن تعيش الأسرة ناهيك عن من لديه اطفال صغار وشيوخ ونساء ومرضى وبعضهم لا يحتمل الحرارة لعدة دقائق وإذا بالكهرباء تنقطع عنه ساعات المشكلة لا يحس بها إلا من يعانيها، فعلا وفي كل عام نشتكي ولكن لا حياة لمن تنادي وآخر الشهر تأتي الفاتورة بمبلغ كبير نطالب بسداده على خدمة سيئة جداً. الدكتور عيسى القايدي من جامعة طيبة نقول للمسؤولين في شركة الكهرباء إن الجميع ملّ من الاعذار التي تتذرع بها الشركة القضية ليست صدفة أو تحدث مرة واحدة في العام.. ولكنها أصبحت تتكرر بصورة شبه يومية وتنتقل هذه الانقطاعات من حي إلى آخر.. المواطن من حقه أن يحصل على كهرباء بدون انقطاع إلا في ظروف استثنائية لحدث خارج عن نطاق السيطرة وربما يحدث هذا نادرا ولكن ما يحدث الآن من شركة الكهرباء بالمدينةالمنورة فهو مرفوض تماما، تصور أن تجد جميع أفراد عائلتك وهم يصرخون من حرارة الطقس في عز الظهيرة نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف المكيفات نحن الآن لا نستطيع أن نطفئ المكيف نصف ساعة خصوصا في النهار فكيف اذن عندما تقطع الكهرباء أكثر من عشر ساعات في اليوم هذا بالاضافة الى عدم وجود إنارة أحيانا في المساء واذا انقطعت توقفت الثلاجات وفسدت الأطعمة واللحوم فمن المسؤول؟ هناك أُسر بل الجميع يتألم لهذه الانقطاعات التي تمارسها الكهرباء بدون مسؤولية. الأستاذ عبيد عبدالله الشريف معلم مرحلة ابتدائية قال: الجميع يعلم أن الدولة حفظها الله قدمت دعماً كبيراً لشركة الكهرباء وذلك من خلال قرض حسن وصل إلى خمسة مليارات ريال قد رفعت مؤخراً تسعيرة الشرائح وخصوصاً على المصانع وغيرها - هناك دخل مادي كبير للشركة من خلال تحصيل فواتير الاستهلاك حتى على المواطنين. علماً أن الشركة تكاد لا تصرف شيئاً حتى العدادات يدفع المواطن قيمتها..مشكلة الكهرباء ليست من عجز مادي مشكلتها في عدم وجود فنيين مقتدرين يتعاملون مع هذه الأعطال بدرجة عالية من التقنية أي معالجة الاخطاء ووضع تصور عن الأحمال المتوقعة لأية مدينة والاستعداد لها. إن فنيي ومهندسي الكهرباء لديهم دراية في تمديد الكيابل وتركيب العدادات أما معالجة التوسع العمراني فهذا خارج مداركهم مع الأسف. الأستاذ خالد العنزي رجل أعمال يقول حين ننظر إلى شركة الكهرباء فهي منذ تأسيسها لم تمارس العمل المطلوب منها كما ينبغي من قبل 40 أو 30 سنة وهذه الانقطاعات والأعطال تأتي في عز الصيف والأعذار واحدة لم تتغير والتوسع العمراني أكبر من المتوقع كذلك هناك ضغط كبير على الاستهلاك والمولدات لا تتحمل أكثر من طاقتها. هذه العبارات كما قلت منذ 40 عاما ونحن نسمعها والشركة لم تطور نفسها وتتطور مع النهضة التي تعيشها المملكة ولله الحمد في مختلف المجالات وتبقى الكهرباء محدودة التخطيط للمستقبل والمواطن هو من يتحمل هذا الاخفاق وهذه الاعمال الإرتجالية للشركة والتي يدفع الجميع ثمنها من أعصابهم وراحتهم وهذا الأسلوب الذي ليس له مبرر أو حجة مقنعة من شركة الكهرباء بالمدينةالمنورة. الأستاذ سهيل الروقي قال: أريد أن اسأل من لديه الحقيقة والمسؤولية في شركة الكهرباء هل لديكم مخطط عام عن التوسع السكاني وعن النمو الذي تعيشه المدينة وكيفية التعامل معه أم أن القضية هي حفريات وتمديد كيابل وتركيب عدادات وتحصيل فواتير وهذه قضية شائكة هناك فرق في أن تكون شركة تتعلق بها خدمة مهمة للبشرية يصعب أو يستحيل الاستغناء عنها ولكنها رغم عمرها المديد فهي ما زالت تحاول في كل عام مصالحة اخطائها وتقصيرها في اعطاء المستهلك حقه من الخدمة. وحين تتخلى هذه الشركة عن مهامها في أصعب الظروف وفي عز الصيف وفي شهر رمضان فهل هذا منطقي؟ والقضية تتكرر كل عام يجب بصراحة أن يعاد النظر في هذه الشركة وفي إدارتها ومخططي العمل بها حتى تتحمل المسؤولية وتتفادى الأخطاء والانقطاعات المتكررة في كل عام.