منذ أن أطلق عبدالمعطي كعكي رئيس نادي الوحدة وعده الشهير (بعدم التفريط في النجوم) والمتربصون به يحاولون إيجاد ثغرات لشن هجوم شرس عليه وعلى مجلس إدارته، ولا غرابة فهذا ديدن معظم الوحداويين للأسف، فهم بارعون في تطبيق المثل القائل (أنا ومن بعدي الطوفان) بمعنى أن من يترأس منهم الوحدة ولم يحقق الإنجاز فمن المستحيل أن يدع أو يترك أو يسمح لمن سيأتي بعده بتحقيقه، ولسان حال الواحد منهم يقول (معقولة أنا أزبط وغيري ياخذ على الجاهز؟)، فالأنا المسيطرة على كل من تعاقب على الوحدة (إلا من رحم الله) هي السمة البارزة على الساحة الوحداوية، فكيف يريد الجمهور الوحداوي أن يعبر بهذا النادي العريق لبر الأمان؟ والشواهد على ما أقول كثيرة وأسرد بعضها كأمثلة، فما أن يجلس أحدهم على كرسي رئاسة نادي الوحدة حتى تراه وحيداً ولا يقف معه إلا المقربون منه ويختفي من ترأس النادي قبله (ولا تشوف وجهه) وقد يبدأ (من تحت لتحت) بمحاولات مضنية لإفشاله كي يتذكره الآخرون ويقولوا (يرحم زمان فلان كان وكان) بعكس الأندية الأخرى التي ما أن يجلس أحدهم على كرسي الرئاسة حتى يلتف حوله الرؤساء السابقون لمساندته والوقوف بجواره ودعمه ماديّاً ومعنويّاً إيماناً منهم بأن نجاحه يعد تتمة لنجاحاتهم، أما في الوحدة فما أن يجلس أحدهم على كرسي الرئاسة حتى يتأهب له الآخرون تأهب الذئب للحظة تعثر فريسته، فينقضوا عليه بشراسة وبلا هوادة وتحت مسمى (النقد) أو تحت مسمى (مصلحة الكيان)، أما الكيان الوحداوي الذي يحرص عليه هؤلاء وهو منهم براء فهو لا يتقدم خطوة للأمام مهما كانت الجهود وكأنه يسير على (جهاز الجري) فهو يجري بك وأنت في مكانك (محلك سر)، ومن خلال هذه الأجواء تجد كل واحدٍ منهم يتربص بمن يترأس النادي وينتظر أن يخطئ وهذا ما حدث للكعكي فما أن حنث بوعده وباع الكاملين إلا وانقض عليه المتربصون بغض النظر عن آلية بيع عقديهما الذي تحدثت عنه بإسهاب في مقالاتي السابقة وأوضحت وجهة نظري فيها بكل حيادية، لكن ما يتردد مؤخراً من رغبة الكعكي في التفريط بمهند عسيري وبيع عقده للهلال أو غيره هو ما أزعجني كثيراً، وفي رأيي أنه في حال حدوث ذلك فستكون بمثابة (الضربة القاضية) للكعكي، فاللاعب لم يمض على توقيع عقده شهور والفريق يعاني في خط المقدمة ومختار فلاتة في هبوطٍ مستمر لمستواه وسلمان الصبياني ما أن يخرج من إصابة حتى يدخل في إصابة أخرى وليس لدى الفريق مهاجم صريح سوى اللاعب مهند عسيري ثم يتم التفريط به وبهذه السهولة؟ (مصيبة)، لن أستبق الأحداث ولكنها نصيحة أوجهها للأخ عبدالمعطي كعكي وهو يعلم مدى تقديري لشخصه بألاَّ يفكر بأن يخطو هذه الخطوة، فإن تقبّل بعض الجماهير الوحداوية ما حدث في بيع عقدي الكاملين فلن يتقبلوا بتاتاً بالمزيد من التفريط، والثالثة لن تكون ثابتة في هذا الموقف بل ستكون قاصمة. (بين السطور) جميع الأندية تستعد لإقامة معسكراتها وتتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب ومدربين وتعلن عبر جوالاتها الرسمية عن ذلك لتدخل البهجة في قلوب جماهيرها ما عدا الوحدة، فلم نسمع عن تعاقداتهم المؤكدة إلا مع كامبوس، وبعد رحيل المركز الإعلامي أصبح جوال الوحدة (غير موجود في الخدمة مؤقتاً) وأصبح الجمهور الوحداوي في معزلٍ من أخبار ناديه ويحاول تقصيها عبر الصحف، ثم يأتي من الإدارة الوحداوية من يلوم هذه الجماهير ويقول خذوا المعلومة الصحيحة من مصدرها (وهم يضحّك وهم يبكّي). [email protected]