أبدى المشرف على حملة "التحذير من قنوات السحر"، وعضو لجنة الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد د. راشد بن عثمان الزهراني، أبدى تحفظه على كثير من الممارسات التي يفعلها بعض الرقاة عند علاجهم المصابين وقال: "أعلم أن هذا يزعج كثيرًا من إخواني الرقاة، حيث أصبحت الرقية سلعة وبابًا عظيما للثراء، بل وفي بعض الأحيان أمست بابا لفعل الفاحشة والمنكرات". وطالب الزهراني بتوعية أقوى مما هي عليه الآن ضد من يستغلون الدين من أجل أن يكسبوا الدنيا باسم الرقية، وقال: "للأسف بعض الرقاة يضربون المرضى من أجل إخراج الجن المتلبس، بل ويصل الأمر أحيانا إلى حد القتل، لتصبح المسألة تحديًّا بين الراقي وبين الجن!!". جاء حديث الزهراني أثناء حلوله ضيفا على البرنامج الاجتماعي ( بدون إحراج) على قناة الرسالة الفضائية أول من أمس .. وكشف الزهراني في الحلقة التي كان عنوانها "مسحورين" كشف عن العلامات التي يميز المصاب بها حالته، هل هي سحر، أم عين؟ منوها إلى أن هذه العلامات هي مجرد دلالات وليست حقائق ثابتة. وقال: "من علامات السحر: أن يخيل للمسحور أنه فعل الشيء ولم يفعله، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سحر: "يخيل إلي أني أتيت الشيء وما أتيته"، أيضا من علامات السحر أن يصور الشيطان للمسحور الناس على أشكال حيوانات". وأوضح الزهراني إلى أن من علامات الإصابة بالعين، وجود تنمل في جسم الإنسان، والشعور بضيق في الصدر، وانتفاخ في البطن، والإحساس بالتعرق الشديد، مشيرا إلى كون هذه الأعراض مجرد دلالات، وليست حقائق ثابتة ومسلمة. وأكد المشرف على حملة "التحذير من قنوات السحر" أن أول وسائل العلاج من السحر أو العين هو: التوجه إلى الله عز وجل وطرق بابه؛ لأن هذا من كمال التوحيد، ولا بأس بعد ذلك بأن يعالج نفسه عند الرقاة الشرعيين، وقال: "أيضا من وسائل العلاج، أن تكون النفس هادئة راضية بقضاء الله وقدره، وكذلك الادهان بزيت الزيتون، وشرب ماء زمزم، والحجامة". و حول الاستعانة بالجن المسلمين، قال الزهراني: "ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الاستعانة بالجن المسلمين على ثلاث أنواع: الاستعانة بهم في الأمور الصالحة فهذا جائز، والاستعانة بهم في الأمور المباحة فهذا مباح، والاستعانة بهم في الأمور المحرمة فهذا محرم". واستدرك الزهراني قائلاً: "إن الشيخ ابن عثيمين أغلق الباب وقال: "لا يجوز الاستعانة بهم مطلقا"؛ لأنهم عالم غيبي. وحث ضيف الحلقة المصابين بأن ينظروا للبلاء على أنه خير لهم وقال: "كم من منحة في طيات المحن، وكم من عطايا في قلب الرزايا، ومن رحم الظلام يخرج النور، وتنفس الصباح لا يكون إلا بعد عسعسة الليل البهيم". الجدير بالذكر أن برنامج "بدون إحراج" يتطرق لكثير من القضايا الحساسة والمسكوت عنها في العالم العربي، ويعرض في كل حلقة من حلقاته نموذجين، يمثل أحدهما الجانب السلبي للقضية المطروحة، والآخر يمثل الإيجابي.