تصوير نواف الشمري .. اعتبر الدكتور عبدالله أبو داهش تجاهل أدباء الجزيرة واهمالهم البحث في نوادر أدبها عقوقا في محاضرة له ألقاها مؤخرا في نادي الأحساء الأدبي وقال مؤكدا أن الجزيرة لم تضن ولم تعقم عن إنجاب الشعراء والكتاب وإنما تجافاها الباحثون، مذكرا بأن الذين كتبوا عن الأدب العربي اهتموا بالمصادر والمؤلفات فانصرفوا يتحدثون عن أدباء مصر والشام واستدرك يقول: لا ننكر فضلهم لكن الأولى منهم أن يعطوا أبناء جلدتهم نصيبا من دراساتهم وبحوثهم، ويرى الدكتورعبدالله بن محمد أبو داهش رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك خالد سابقاً والأستاذ غير المتفرغ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن من العدل مناقشة بعض أقوال مؤرخي الأدب الذين أصدروا أحكاما نقدية تصف الأدب العربي بالضعف والإنحطاط في الفترة الزمنية الأخيرة، مبينا أنها أحكاما اتسمت بالتعميم والاستعجال المفتقر للروية والدقة في إطلاق الأحكام، ومشيرا إلى أن أقوالهم تلك إنما أصدروها على ماوقع بين أيديهم من نصوص دون تجشم عناء البحث على النتاج الأدبي المخطوط لأسلافهم، معيبا أن يصدر ذلك التقصير من المؤرخين، ونقل الدكتور تساؤل الأستاذ، د / منصور بن إبراهيم الحازمي:"هل الأدب الذي ينتج في بلادنا لم يعرف حقا خارج الحدود ؟ وهل من المعقول أن يظهر العشرات من الشعراء والكتاب في الحجاز ونجد والأحساء والقطيف وحائل وجازان وعسير.. دون أن يسمع بهم أحد من جيراننا في الأقطار العربية الشقيقة".وناقش أبو داهش في ثنايا المحاضرة الأسباب التي دعت الباحثون إلى أن يبخسوا هذه المنطقة الثرية بجزالة أدبها وعراقة نصوصها ومتونها ويتجافون عنها إهمالا وتهميشا كأن لم تكن شيئا مذكورا. ، وتولى الدكتور ظافر الشهري توجيه المداخلات من رواد النادي الأدبي من الجانبين النساء والرجال عقيب انتهاء المحاضر الذي تفاعل مع جمهوره ردا وتوضيحا، ختمها بقراءة لروائع شعر الجزيرة العربية من الأدب المخطوط الذي لم يتح لكثير من الناس أن تتغنى بسماعه. وتوج نادي الأحساء الأدبي ضيفه الدكتور عبد الله أبو داهش درعا تذكاريا في دقائق الأمسية الأخيرة.