لم نكن نسمع من قبل عن إيقافات للاعبينا في المملكة بسبب المنشطات، وفوجئنا هذا العام تحديداً بالعديد من اللاعبين الذين وقعوا ضحية التطبيق الفعلي لدور لجنة الكشف عن المنشطات هذا العام ، وقد أصبحت هذه اللجنة ( كابوس ) يؤرق اللاعبين الذين باتوا يخافون على مستقبلهم الرياضي نتيجة وقوعهم في فخ المنشطات سواءً بشكلٍ متعمد أو نتيجة جهل منهم أو من جراء إهمالهم وعدم مبالاتهم بهذا الأمر،في الوقت الذي أصبحت هذه اللجنة بمثابة ( المقصلة ) لحياة اللاعب الكروية ، وما حدث في الأيام السابقة من أحداث شغلت الرأي العام الرياضي يجعلني أتوقف عنده وأتساءل عن ماهية هذه المنشطات وما مدى تحمل اللاعب لمسؤولية تعاطيها ؟ وماهي مسؤولية إدارات الأندية تجاه ظهور هذه الظاهرة بين لاعبيها ؟ ومن يتحمل مسؤولية عدم الوعي بماهية المنشطات المحظورة أهو اللاعب أم إدارة النادي أم لجنة المنشطات؟ من وجهة نظري المتواضعة بأن لجنة المنشطات تتحمل بالمقام الأول المسؤولية وبنسبة كبيرة لكونها بدأت بالتطبيق الفعلي بطريقة ( خذوه فغلوه ) دون أن يسبق هذا التطبيق حملة توعوية للمنشطات،حيث كان من المفترض أن تقوم هذه اللجنة بدورها التوعوي بشكلٍ مكثّف كعمل كتيبات يتم توزيعها على الأندية ومن ثم يتم توزيعها على جميع اللاعبين تتضمن أنواع المواد التي تحتوي على منشطات والأدوية التي يوجد بها نسب معينة من المنشطات ونبذة عن كل نوعٍ من هذه المواد ويتم تدعيم تلك المعلومات بالصور،كما كان من المفترض أن يتم التنسيق مع جميع الأندية لعمل زيارات لإلقاء محاضرات تثقيفية للاعبين عن المواد المنشطة المحظورة من قبل ( الفيفا ) إضافةً إلى التنبيه بواسطة التعاميم على جميع إدارات الأندية بضرورة متابعة لاعبيهم وحثهم على عدم تناول أيٍ من هذه المواد دون استشارة طبيب النادي المختص،كما يتحمّل اللاعب المسؤولية بحكم أنه لاعب محترف يجب عليه معرفة ما له وما عليه من أنظمة وتعليمات بشكلٍ عام وفي هذا الشأن تحديداً وخصوصاً وأن كرة القدم قد أصبحت بالنسبة له المستقبل و ( مصدر الرزق ) ، وأستغرب حين تصلني بعض المعلومات من أن بعض اللاعبين الذين تورطوا مع لجنة المنشطات في هذا الأمر وقيام بعضهم بأخذ فيتامينات تستخدم في بناء الأجسام بأحد الأندية الخاصة دون استشارة الجهاز الطبي بناديه ووقوع البعض الآخر في فخ ( النصائح العشوائية ) من قبل أشخاص لا يملكون المعرفة والدراية بمدى تأثير هذه المواد المنشطة بشكلٍ سلبي وتدريجي على اللاعب نفسه والتي قد تؤدي لتعرضه لبعض الأمراض العضوية والنفسية ناهيك عن تعرضه للجلطات التي قد تؤدي إلى وفاته لا سمح الله،إضافةً إلى العقوبات والإيقافات التي سيتعرض لها والكفيلة بإنهاء حياته الرياضية وإلى الأبد ( وقطع عيشه ) سواءً كان برغبته أو رغماً عنه،مثلما قرأنا عن نية اللاعب حسام غالي اعتزال كرة القدم نهائياً في حال ثبوت تناوله لمواد منشطة محظورة،ولهذا ولعدم وقوع المزيد من الضحايا في مقصلة لجنة المنشطات أتمنى أن تسارع لجنة المنشطات بعمل حملة توعية مكثّفة وزيارة كافة الأندية السعودية تحت شعار (لا للمنشطات) . (بين السطور) كما أن اللاعبين الذين وقعوا في فخ المنشطات قد نالوا عقابهم،فلا بد من محاسبة لجنة المنشطات على تقصيرها في الجانب التوعوي وكذلك محاسبة إدارات الأندية التي لم تقم بدورها التثقيفي للاعبيها،ولمعرفة مدى تقصير لجنة المنشطات وإدارات الأندية في هذا الشأن فالأمر في غاية السهولة،وهو مطالبة لجنة المنشطات بتقديم ما يثبت تفعيلها للدور التوعوي في هذا الجانب وكذلك الأمر بالنسبة لإدارات الأندية وحينها سيتبين الجانب المقصر ويحاسب على تقصيره دون هوادة . [email protected]