نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يستمر عشرة أيام بمشاركة أكثر من 650 دار نشر من أكثر ثلاثين دولة عربية وعالمية تشارك بأكثر من 250 ألف عنوان باللغات العربية والانجليزية والفرنسية. وقد بدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية الدكتور عبدالله الجاسر كلمة أشار فيها إلى أن وزارة الثقافة والإعلام أعدت برنامجا ثقافيا منوعا ومتوازنا لهذه المناسبة السنوية . وبين ان برنامج المعرض يتضمن مجموعة من الندوات عن السنغال ودورها في الحضارة العربية والإسلامية ، والتنوع الثقافي ، والفنون الشعبية السنغالية والأدب العربي في السنغال والمخطوطات والكتب بالإضافة إلى الجناح المخصص للسنغال في المعرض وقال الدكتور الجاسر : " نحن في وزارة الثقافة والإعلام على قناعة تامة بأن المعرض لا يقتصر على بيع الكتاب واقتنائه ، بل هو حراك وحركة ثقافية متكاملة الأبعاد، لذا روعي التنوع والتوازن في البرنامج الثقافي ، وساهم في تكوينه ستون باحثا وباحثة ". وأشاد بدور المنتديات الثقافية في المملكة وإسهامها المتميز في دعم مسيرة النماء الثقافي ، مؤكدا أهمية الحوار الوطني ودوره في تعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح . بعد ذلك ألقت الأستاذة شريفة الشملان كلمة أهل الثقافة أشادت فيها بمسيرة الإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين ، وقالت " ونحن نعيش الهاجس الإصلاحي لمليكنا خادم الحرمين الشريفين راعي الثقافة والمثقفين ، فالإصلاح لا تتحقق طموحاته وأهدافه إلا بأجنحة الثقافة ، حيث هي المؤثر الفعلي في ترسيخ كرامة الإنسان وإبراز الواجهة الحضارية للتجمعات المدنية" . و أشارت إلى أهمية الترجمة التي اعتبرتها سبيل لتمازج الثقافات والاطلاع على ثقافات الشعوب ، وأملها بتشجيعها بالترجمة من اللغة العربية وإليها ، مؤكدة أهمية الثقافة والتعليم وأنهما صنوان لا يفترقان ، وأهمية التركيز عليهما منذ الطفولة . عقب ذلك شاهد الحضور فيلما وثائقيا عن جمهورية السنغال ، ثم ألقى معالي وزير الثقافة بجمهورية السنغال الدكتور محمد بو صاليي كلمة نقل فيها تحيات الرئيس السنغالي لخادم الحرمين الشريفين، وحكومة وشعب المملكة، مؤكدا متانة العلاقات بين البلدين. وقال : " إن الكتاب يحتل في بلدي المكان المرموق الذي حازه منذ زمن بعيد ، والكتاب الجيد هو الذي يحتوي على معلومة الصحيحة "، وأعرب عن شكره لوزارة الثقافة والإعلام على مباردتها بترجمة كم من النتاج الأدبي السنغالي إلى اللغة العربية ،بعد ذلك، ألقيت قصيدة بهذه المناسبة . عقب ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله - للمثقفين والمثقفات والناشرين والمرتادين، وأعرب الوزير خوجة عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين على تفضله برعاية معرض الرياض الدولي للكتاب التي أكد أنها تأتي امتدادا لرعايته للثقافة والمثقفين في المملكة. وقال " حينما عرف أحد فلاسفة العصر الحديث "الثقافة" بقوله" "هي ما يبقى عند نسيان كل شيء" فان كلمته تلك لم تتجاوز الحقيقة، فالإنسان هو الذي يمكن أن يوصف بأنه "كائن ثقافي" والثقافة هذا المنجز الإنساني العظيم، هي التي تبقى مما تفخر به الأمم وتدل بعظمتها وتراثها ذلك الفخر الذي لا تزال الأمم العظيمة تستعيده ، حينا بعد حين فيحضر "المتنبي" في ثقافتنا العربية،حضور "شكسبير" لدى الإنجليز، و"غوته" لدى الألمان و"دانتي" لدى الطليان و "سنغور" لدى السنغاليين". واضاف: "هذه خواطر أوحي بها هذا الحدث الثقافي الذي نتلف حوله ونحتفي به "معرض الرياض الدولي للكتاب" هذا الحدث الذي نقصده، بل ويضرب إليه المولعون بالكتاب أكباد الإبل، ولا يملكون وهم ينفقون فيه "تحويشة" أشهر، إلا أن يبتسموا، في أثناء دخولهم إلى باحات المعرض وخروجهم منها، مما يعني أننا أمام حالة فريدة من "التسوق" قد لا تتوفر في "معارض" أخرى تقصدها فئات مختلفة من المجتمع ولا أظن أن بيننا إنسانا لا يبتسم هذه الساعة لأنه في حضرة خير جليس في الزمان.. ولعلنا نصطلح، الآن على عبارة "ابتسم.. فأنت في معرض الكتاب"! ورأى معالي وزير الثقافة والإعلام أن إقامة معرض دولي للكتاب ليس بالحدث العابر في مسيرة الدول والمجتمعات، ولكنه يملح بشكل أصيل، إلى المبلغ الذي بلغه شعب ما في سلم النهوض والحضارة. وفي هذا السياق رحب معاليه باسم جميع المثقفين والمثقفات في المملكة العربية السعودية بضيف معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية: جمهورية السنغال، معبرا عن إعجابه بأصالة الثقافة السنغالية ذات الجذور الضاربة في عمق التراث الإسلامي، وصلة علمائها وأدبائها منذ القدم بالأدب العربي والثقافة العربية، كما ونوه بما حققه الأدب السنغالي الحديث من مكانة محترمة بين آداب العالم الحديث، دون أن يتخلى عن ملامحه التي مهدت لأدبائه الكبار تلك المكانة العالمية المرموقة التي بلغها أديب نوبل العظيم الشاعر السنغالي الكبير "ليوبولد سنغور" فضلا عن الحضور القوي الذي حققته الرواية السنغالية الحديثة على أيدي أعلامها من الروائيين الذين ترجمت أعمالهم إلى طائفة من اللغات، ومن بينها اللغة العربية. مضيفا "أتمنى أن تجدوا في معرض الرياض الدولي في عاصمة العرب فرصة غنية لعقد صداقة حقيقية مع الكتاب، وان تدعوا أسركم وأبناءكم لارتياد هذه المعرض وعقد صداقة مع الكتاب وان نزين لهم حب الكتاب وان نشجع جميعا أطفالنا على هذه الصداقة وأرجو لكل زوار هذا المعرض أن يفيدوا منه ومن الندوات والمحاضرات المصاحبة لهذا الحديث الثقافي الكبير. وتابع "لقد اعتادت وزارة الثقافة والإعلام في كل موسم من مواسم معرض الرياض الدولي للكتاب تكريم كوكبة من المبدعين في حقل من حقول الثقافة والأدب والفكر في بلادنا تقديرا لجهودهم في بناء ثقافة وطنية جادة، وإشادة بالأدوار الثقافية التي نهضوا بها. وأضاف " وفي هذا الموسم ستكرم وزارة الثقافة والإعلام أصحاب المنتديات الثقافية والأدبية في المملكة ممن ساهموا عبر تلك المنتديات الثقافية في إثراء حيانا الأدبية والفكرية، وتقديم صورة مضيئة للمجتمع المدني في بلادنا حتى باتت هذه المنتديات فاعلة وحاضرة في فضاء الثقافة العربية المعاصرة". وأشاد معاليه بالجهات التي عملت من اجل إنجاح هذا الحدث الثقافي الكبير، وهي وزارة الداخلية ممثلة بإمارة منطقة الرياض، والأجهزة الأمنية المختلفة ومنها الدوريات الأمنية والمرور وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهلال الأحمر ووزارة الصحة ومدينة الملك فهد الطبية وأمانة مدينة الرياض. كما أشاد بالأثر الطيب الذي تركه الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي أعطى الثقافة والمثقفين صوب عقله وثمرة إبداعه، إبان نهوضه بأعمال وكالة الوزارة للشئون الثقافية، وآثر أن يغادر موقعه بعد أن أبلى في كل ما أسند إليه من أعمال بلاء حسنا، ولا سيما دوره البارز في هذا المعرض. وقدم شكره للمشرف العام على معرض الكتاب و العاملين في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، واللجان المساندة، على تلك الجهود الطيبة التي بذلوها في أعمال التنظيم والإشراف. بعد ذلك كرم معاليه أصحاب المنتديات الثقافية، وهم: الأستاذ جعفر بن محمد الشايب صاحب "منتدى الثلاثاء الثقافي" بمحافظة القطيف والدكتور راشد بن عبدالعزيز المبارك صاحب "منتدى الاحدية" بمدينة الرياض والاستاذة سارة بنت محمد الخثلان صاحبة "ملتقي الشرقية الثقافي" بالدمام والأستاذة سلطانة بنت عبدالعزيز السديري صاحبة "صالون ملتقي سلطانة السديري" بالرياض والأستاذ عبد المقصود بن محمد سعيد خوجة، صاحب "منتدى الاثنينية" بمحافظة جدة والأستاذ عدنان بن عبدالله العفالق، صاحب "منتدى العفالق" بمحافظة المبرز بالأحساء. وفي الختام افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة معرض الرياض الدولي للكتاب ، وجناح جمهورية السنغال. حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وجمع من المثقفين والمثقفات.