دشن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية / أجفند / بحضور الأمير رعد بن زيد ودولة رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي المقر الدائم للجامعة العربية المفتوحة في العاصمة الأردنية عمان . وفي بداية حفل التدشين قام سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز بمشاركة الملكة رانيا العبدالله بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية . بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز مستشار رئيس مجلس الأمناء رئيس الهيئة الاستشارية لمشروع مباني الجامعة كلمة أعرب فيها باسم سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز عن الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية والملكة رانيا العبدالله وللأردن حكومة وشعباً على ماوفر من تسهيلات لإنجاز هذا المشروع . وقال: يسرني الترحيب بكم في هذا الاحتفال الذي ندشن فيه معاً أول مقر دائم لفرع الجامعة العربية المفتوحة هنا في المملكة الأردنية الهاشمية، ضمن مشروع ضخم ينفذ في سبع دول عربية.. واسمحوا لنا أن نشكر الأردن الشقيق، وفي المقدمة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا كما نشكر حكومة وشعب الأردن، على ما وفره هذا البلد الكريم من تسهيلات لانجاز هذا المشروع، وما يقدمه من رعاية لجامعة راهن عليها فكرة وتطبيقاً، وها هي اليوم تصبح حقيقة ومثالاً. ونوه بجهود الملكة رانيا ودورها في كل نجاح تحققه الجامعة.. فقد أسهمت، ولا تزال تسهم، بدور فاعل في تأسيس هذه الجامعة، وهي توظف مكانتها المرموقة باقتدار لصالح التنمية في بلدها، وخارج بلدها. واضاف: أن التأمل في مسيرة الجامعة بعد نحو سبعة أعوام من انطلاقتها يجعلنا نستذكر الاستجابة التي لاقتها الفكرة عربياً، والحفاوة التي استقبلت بها الجامعة، والإقبال على برامجها، والنجاح الذي تحقق. كما نستقرئ قدرة الجامعة على استقطاب الكفاءات العربية حتى المهاجرة منها، وإقامة علاقات تعاون مع مؤسسات تعليمية عالمية. وهذه العوامل تؤكد أن التحديات التي تواجه التعليم العربي يمكن التعامل معها بنجاح إذا توفرت الأفكار العملية القابلة للتطبيق، وإذا اقترن ذلك بالجدية وبالإرادة الصادقة، والعمل المتضامن المعافى من مضاعفات الخلافات العربية التي تقعد بالأمة عن الدخول في حراك العصر. وقال: لا يستقيم أن يزعم أحد الانفراد بالأعمال الكبرى أو أن ينسبها لنفسه، فمهما بدت الأفكار فردية فوراءها جهود، منظورة وغير منظورة. ولذلك فمن مقتضيات الإخلاص والاعتراف بالحق لأصحابه أن نعلن اعتزازنا بكل الجهود التي شاركت في مسيرة الجامعة، قبل وبعد موافقة وزراء التعليم العالي العرب في اجتماعهم المنعقد في بيروت عام 2000. وأثنى سموه على كل عطاء تلازم مع تلك المرحلة المهمة , مشيراً إلى جهود مجلس الأمناء وما يخصصونه للجامعة من وقتهم وفكرهم وجهدهم. وقدم الشكر الجزيل لمن استجابوا لحملة التبرع التي تفضل بافتتاحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بدعم سخي لمشروع مباني الجامعة ولصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على دعمه المستمر. وأوضح أن هذه الجهود مجتمعة تجسد التشارك في العمل العربي, ولذلك فإن أملنا كبير في أن تكون هذه الجامعة خطوة نحو تحقيق رغبة تتوفر لها معظم المقومات، وهي الوحدة الثقافية العربية. وأضاف:نحن دعاة وحدة وتكامل، وهذا المبدأ، الذي تتوق له شعوب أمتنا العربية، نستمده من فكر الملك عبد العزيز، الذي آمن بالوحدة وعمل لها. فدعونا نتفاءل، ونقتبس من النماذج المضيئة ما يناسب زماننا، حيث القوة والتأثير للكيانات الكبيرة والتكتلات. وأعرب عن أمله في أن تكون الجامعة العربية المفتوحة النموذج الذي يحتذى للعمل العربي المشترك بما تمثله من وحدة ثقافية، من خلال خططها ومناهجها وواجباتها الدراسية، والامتحانات الموحدة، التي تعقد في آن واحد، بالإضافة إلى أساليب التقويم، التي تأخذ في الحسبان الأداء العام للطلبة في جميع الفروع.. وهذا كله سوف ينعكس، بطبيعة الحال، على التفاهم والتعاون بين خريجي الجامعة بجميع فروعها، عندما يتم التواصل بينهم مستقبلاً في سوق العمل العربي، إن شاء الله. وأفاد أنه يجب أن نلحق الآمال بالأعمال.. لينال التعليم العربي حظه من الإصلاح والتطوير الهيكلي، وليقود الأمة في عصر لا مكانه فيه إلا لمن تسلح بالمعرفة، التي تضع الأساس المتين لمقومات التنافس. ولا شك أن التعليم الذي يرفع سقف التطلعات، هو مفتاح التنمية الحقيقي، والتحدي الأكبر أمام مجتمعاتنا هو قدرتها على تطوير نظم تعليمها ومناهجها، وجعلها عصرية ومواكبة للاحتياجات المتجددة . ثم ألقى مدير فرع الجامعة بالأردن الدكتور طالب الصريع كلمة قال فيها :إن هذا المبنى الذي نجتمع فيه اليوم هو ثمرة عمل دؤوب وشاق من قبل مجموعة آلت على نفسها العمل لإنجازه في فترة قياسية. وأضاف أن إنشاء الجامعة العربية المفتوحة يعد علامة فاصلة في تطور مفهوم التعليم الجامعي في العالم العربي، حيث يعيش العالم المعاصر ثورة تقنية غير مسبوقة في مجالي الاتصالات والمعلومات عملت على تحويل مكونات المجتمع المعاصر إلى معرفة رقمية وشفافية ثقافية ومدارس ذكية وبيئات افتراضية. بعدها ألقى مدير الجامعة العربية المفتوحة / المركز الرئيسي بالكويت / الدكتور موسى محسن كلمة قال فيها // إن فكرة إنشاء جامعتنا جاءت لتلبي الاحتياجات الملحة للشباب العربي بتوفير فرص التعليم والتدريب حيث جسد سمو الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود هذه الفكرة بمبادرة كريمة أطلقها عام 1996 وأعلن عنها رسمياً في أول ندوة دولية عقدت في الرياض في شهر أكتوبر عام 1997 حيث كانت من نتائج هذه الدورة الإقرار بأن إنشاء هذه الجامعة ضرورة ملحة لمواجهة التحديات العلمية والثقافية والاجتماعية التي تواجه الوطن العربي//. عقب ذلك تم تكريم الملكة رانيا من قبل الجامعة، كما قدمت يرافقها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز الدروع التكريمية لمدراء الجامعة السابقين وهم الدكتور محمد حمدان والدكتورة موضي الحمود والدكتور منذر صلاح. وخلال الاحتفال الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن طلال بن عبدالعزيز ورئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري ووزير التعليم العالي الدكتور وليد المعاني ووزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم بدران وعدد من كبار المسؤولين في الأردن والدول العربية وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن فهد بن عبد المحسن الزيد, تم عرض فيلم وثائقي عن الجامعة وأهدافها وانجازاتها وما قدمته من قصص نجاح للمجتمعات التي احتضنت فروع الجامعة في الدول العربية. وفي ختام حفل التدشين عقد صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز مؤتمرا صحفيا قال فيه إن التعليم في المستقبل هو التعليم عن بعد حيث تسعى الجامعة إلى ذلك من خلال التوسع في مبانيها في الدول العربية . وأشار إلى أن تعاون الحكومات في الدول العربية يساعد على تنفيذ برامج وخطط الجامعة التي تعمل على إعداد خريجها بما يلبي احتياجات سوق العمل العربي. وتهدف الجامعة إلى توسيع برامجها من خلال طرح المزيد من التخصصات كبرامج الدراسات العليا، إضافة إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة الراغبين في إكمال تعليمهم العالي وفق نظام التعليم المفتوح. وتعد الجامعة أحد مشاريع برنامج الخليج العربي للتنمية (AGFUND) ولها فروع في الأردن والكويت، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، ومصر، وعُمان. ويجري العمل حالياً على افتتاح فروع لها في فلسطين واليمن. وبدأت الجامعة العربية المفتوحة عملها في الأردن بداية العام الدراسي 2002، وتتمتع باعتماد عام وخاص من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية، واعتماد برامجها وشهاداتها من الجامعة البريطانية المفتوحة. وقد خرّجت الجامعة في الأردن حتى صيف 2009 ثلاثة آلاف ومئة طالب وطالبة في تخصصات اللغة الإنجليزية وآدابها، وإدارة الأعمال، والحوسبة وتقنية المعلومات والدبلوم العالي في التربية، ومعلم الصف، والبكالوريوس في التعليم الإبتدائي. وعمل فرع الجامعة في الأردن إلى الانطلاق خارج العاصمة عمان من خلال إنشاء مراكز دراسية تغطي مناطق مختلفة من الأردن، لتخفيف الأعباء عن كاهل الطلبة. حيث تم استئجار مبنى في مدينة إربد وآخر في الكرك لتوفير فرصة لطلبة الجامعة العربية المفتوحة في إقليمي الشمال والجنوب لعقد لقاءاتهم التعليمية المباشرة في هذا المبنى، وتم تجهيزه بالمختبرات وأجهزة الحواسيب والمقاعد اللازمة.