في كلاكيت للمرة الرابعة خلال اشهر فقط يلتقي المنتخبان العربيان الجزائر ومصر اليوم في نصف نهائي بطولة كأس الامم الافريقية السابعة والعشرين المقامة في انغولا ، وهاهي الظروف تضع الجزائر ومصر في مواجهة جديدة بعد ان جمعتهما قرعة تصفيات كأس العالم معا وفيها فازت الجزائر في المباراة الاولى في الجزائر بثلاثة اهداف لهدف وفي الثانية على استاد القاهرة فازت مصر بهدفين نظيفين ، ليحتكما الى مباراة فاصلة جمعتهما في السودان وانتزعت فيها الجزائر الفوز بهدف رضا عنتر وتأهلت الى كأس العالم للمرة الاولى منذ 1982 ، وقد صاحب تلك المباراة بعد نهايتها الكثير من الاحداث والتراشق الاعلامية خصوصا من الجانب المصري الذي لم يتقبل خسارته المفاجئة انذاك . ويسعى المنتخب الجزائري الى بلوغ المباراة النهائية للمرة الاولى منذ 20 عاما ، ويعول الجزائريون على مدربهم المحنك رابح سعدان لقيادتهم للنهائي بعد ان اوصلهم لكأس العالم والى الدور نصف النهائي للمسابقة القارية وهو انجاز لم تحققه "ثعالب الصحراء" منذ تتويجهم باللقب الاول والوحيد فية تاريخهم عام 1990 عندما استضافوا النهائيات. ويمني الجزائريون النفس في ان ينجح سعدان في تكرار "ملحمة السودان" وتكتسي المباراة أهمية كبيرة الى المنتخب الجزائري لانها تعتبر بمثابة تاكيد على احقيته بالفوز على المنتخب المصري وتاهله للمونديال على حسابه تحديدا . وسارت نتائج المنتخب الجزائري في هذه البطولة بشكل تصاعدي فرغم الخسارة الكبيرة الاولى امام مالاوي الا ان الفريق حقق فوزا هاما على مالي بهدف ثم تعادل سلبا مع اصحاب الارض المنتخب الانغولي ليتأهل ثانيا عن مجموته ، ويلتقي في الدور الربع النهائي مع منتخب ساحل العاج القوي والمرشح للفوز باللقب . لكن محاربو الصحراء قدموا في تلك المباراة واحدة من افضل مستوياتهم ونجحوا في الفوز بالمباراة بعد التمديد بثلاثة اهداف لهدفين علما ان المنتخب العاجي تقدم مرتين في المباراة . واوضح سعدان ان الخسارة امام مالاوي "كانت درسا للجمهور ووسائل الاعلام واللاعبين، لان الجميع كان يعتقد باننا منتخب لا يقهر ولا ينهزم في الوقت الذي كنا فيه قبل عامين في الحضيض"، مشيرا الى ان "هذه الصفعة كانت مفيدة جدا، من الافضل ان تكون في هذا التوقيت بالذات وليس في عز المنافسة والمونديال. واعترف بسعدان بان فريقه لم يظهر بالصورة التي ابهر بها الجميع في التصفيات الا في مباراة ساحل العاج مبررا ذلك بالظروف المناخية القاسية في انغولا. واختلف اداء المنتخب الجزائري كثيرا في مباراة ساحل العاج خصوصا بعد عودة نجومه وفي مقدمتهم المدافع عنتر يحيى الذي تعافى من الاصابة التي لحقت به منذ المباراة الفاصلة امام مصر والتي سجل خلالها الهدف الوحيد، الى جانب لاعب وسط لاتسيو الايطالي مراد مغني ، ويعقد المنتخب الجزائري امالا على خطي وسطه ودفاعه ومن خلفهما حارس المرمى المتألق فوزي الشاوشي الذي عانى كثيرا من آلام في ظهره ، وكاد ان يترك المباراة امام ساحل العاج . ويملك المنتخب الجزائري خط وسط قوياً بقيادة صانع الالعاب كريم زياني والقائد يزيد منصوري وحسن يبدا ومغني، الى جانب قطبي الدفاع رفيق حليش ومجيد بوقرة . الهجوم الجزائري وبقيادة غزال يبدو في افضل حالاته وهو يعرف كيف يستفيد من الكرات العرضية جيدا وستكون مفتاحا هاما للفريق في مباراة اليوم . لكن المنتخب الجزائري يدرك جيدا ان خصمه اليوم يملك اكثر من سبب للفوز عليه فبجانب سعيه الى التأهل للنهائي الثالث على التوالي والبحث عن لقبه الثالث على التوالي والسابع في تاريخه ، فهو يبحث عن رد اعتباره من خروجه من كأس العالم ومصالحة جماهيره التي لم تتقبل الخسارة والخروج ، وكان شعار المنتخب المصري في هذه البطولة الدفاع عن لقبيه الاخيرين وتأكيد سيطرته القارية وتعويض خيبة امله الكبيرة في عدم التأهل الى نهائيات كأس العالم ، وما تحقيقه 3 انتصارات متتالية في الدور الاول على كل من نيجيريا 3-1 وموزامبيق وبنين بنتيجة واحدة 2-صفر الا دليلا واضحا على مدى استعداد الفراعنة لمواجهة اي منتخب يعترض طريقهم اقله نحو المباراة النهائية. وقدم الفراعنة عرضا قويا امام الكاميرون في ربع النهائي واستطاعوا ان يخطفوا بطاقة التأهل بثلاثة اهداف لهدف في مباراة اكدوا من خلالها انهم لا يبحثون الا عن اللقب مهما كان الخصم ، حتى في ظل غياب قوتهم المتمثلة في ابو تريكة ومحمد بركات وعمرو زكي وميدو . قوة المنتخب المصري تكمن اولا في حارس مرماه عصام الحضري الذي كان له دور كبير في التتويجين الاخيرين وكان له الدور الاكبر في نتائج الفريق حتى الان ، وكان سدا عاليا امام كرات المنتخب الكاميروني ، الدفاع المصري الذي يلعب فيه الخماسي وائل جمعة وعبدالفضيل و هاني سعيد في القلب والمحمدي وسيد معوض في الاطراف تحمل الكثير في لقاء الكاميرون ونجح في ابعاد الخطورة مرات كثيرة عن مرمى الحضري ، اما الوسط فرغم ابتعاد حسني عبدربه عن مستواه لحد الان الا ان الحماس والقتالية لدى قائده احمد حسن تميز منطقة الوسط المصري ، ويبقى خط المقدمة مليئا باللاعبين القادرين على الحسم في اي لحظة بوجود زيدان ومتعب والبديل الناجح جدو . المباراة مفتوحة لكل الاحتمالات والفوز اذا ماتحقق لاحدهما فلن يكون مفاجأة ، لكن الفريقين عانيا كثيرا في الدور ربع النهائي ولعبا 120 دقيقة ماقد ينعكس سلبيا اليوم ويظهر الاجهاد على اللاعبين ، ويكفي ان مواجهة الفريقين في هذا الدور تعني ضمان مقعد عربي في النهائي ، فهل يؤكد محاربو الصحراء تفوقهم ويزيدون من اوجاع خصومهم ؟ ام يعود الفراعنة ويؤكدون ان كأس الامم تخصص مصري حتى لو طال حلم المونديال ؟