وهي تستعد للاحتفال بيوبيلها الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على صدورها حرصت مجلة العربي الكويتية على البحث عن اول فتاة زينت صورتها غلاف عددها الاول الذي صدر في الفاتح من ديسمبر من عام 1958م وقد شاءت ارادة الله ان تكون تلك الفتاة اليافعة على قيد الحياة وفي العقد السادس من عمرها يحفها احفادها وتنعم بحياة هادئة وقد انسابت الذكريات على لسانها من خلال الاستطلاع الذي اجرته معها المجلة. وكان العدد الاول من العربي قد تضمن استطلاعاً مصوراً عن تمور العراق. جاء التمر من نخيل الرافدين وكانت الفتاة من الكويت واصبح غلاف العدد الاول من "العربي" ايقونة سجلتها الذاكرة ليس فقط لانه يؤرخ للمولود الثقافي الجديد بل لانه يحمل اكثر من رسالة انها صورة للفتاة العربية التي انطلقت تشارك في بناء المجتمع كما انها صورة للعلاقة التاريخية بين العرب فالمصور من مصر والفتاة من الكويت والتمور من العراق والقراء من المحيط الى الخليج. عودة للغلاف وحين جاء الاستعداد لإصدار هذا العدد التذكاري بمناسبة اليوبيل الذهبي لمجلة العربي افسحنا الصفحات لننشر استطلاعاً مصوراً عن تمور الكويت مثلما سعينا للقاء فتاة الغلاف الاول التي جاءت بصحبة حفيديها وكأنها تحمل رسالة بتواصل الاجيال. تسأل عن المصور كان أول سؤال ألقته علينا السيدة عواطف منذ لحظة وصولها وتصفحها العدد الاول لمجلة العربي : "اين اوسكار متري؟".كانت تقصد مصور العربي الذي التقط لها صورة الغلاف وهو رائد المصورين في المجلة وصور معظم استطلاعات العربي في السنوات الاولى.تتذكر السيدة عواطف هذه الايام من تاريخ المجتمع الكويتي الذي كان لايزال مجتمعاً متحفظاً وكانت الصحافة المصورة شيئاً طارئاً عليه كان عمها بدر خالد البدر الذي كان يشغل وكيل دائرة الاعلام وهو من طرح الفكرة على ابيها قال له ان هناك مجلة ثقافية جديدة تستعد الكويت لاصدارها وهي رصينة وجادة ولذا لن يكون هناك اي ضير في ظهور فتاة من بنات العوائل على غلافها تضيف "حين تحولت الفكرة الى حيز التنفيذ عارض قسم من العائلة لم يتقبلوا فكرة وضع صورة ابنة العائلة على غلاف مجلة ولكن ابي حسم الموقف فقد كان الاكثر انفتاحا في العائلة لكثرة اسفاره واحتكاكه بالمجتمعات والثقافات المختلفة وقد ادرك اهمية الدور الذي تلعبه الصحافة وخاصة الثقافية منها في تطور المجتمع. يذكر ان رئيس العائلة آنذاك كان الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وهو احد اهم رجالات الدين في الكويت وكان شاعراً وأديباً ولم يجد هو ايضا في الامر ما يسيء الى سمعة العائلة. مسيرة حياة تلقت عواطف العيسى تعليمها في مدرسة المرقاب وقد كانت لها زميلات كثيرات ظهر بعضهن على اغلفة مجلة العربي في السنوات التالية "في مرحلة ظهوري على الغلاف لم يراودني طموح معين لصغر سني وكان هدفي الاول والاخير التحصيل العلمي والنجاح بالدراسة رغم معاناتي مع قواعد اللغة العربية وتفوقي بمادة الرياضيات خاصة في الهندسة والجبر" ولكن بعد ان ارسلها والدها الى بيروت لاستكمال دراستها في كلية بيروت للبنات وذلك اسوة بفتيات العائلة اللاتي استكملن تعليمهن بالخارج وبعد حصولها على شهادة الدبلوم رغبت باستكمال دراستها العليا في التاريخ ولكن الحياة الزوجية والاسرية شغلتها اكثر وحالت دون استكمال دراستها كما انها كرست اهتمامها لابنائها فعملت لهم رغم حبها الشديد للتدريس.