طالب عدد من المستهلكين الجهات الحكومية ذات العلاقة بتوفير اجهزة حديثة ودقيقة للكشف على المواد الغذائية وخصوصاً المنتجات التي تحمل كلمة "طبيعي" وصافي وغيرها من العبارات التي يستخدمها المسوقون لإقناع المستهلك بجودة المنتج. وقال مستهلكون ل (البلاد) ان مثل هذه الاجهزة ستسهم الى حد كبير في القضاء على الغش التجاري في المواد الغذائية شريطة الحصول على النتيجة في نفس الوقت سواء كانت برسم رمزي او خدمة تقدمها وزارة التجارة او الامانة او جمعية حماية المستهلك، وقال الاستاذ ماجد عبدالمجيد بترجي ان الاعمال التي تقوم بها وزارة التجارة والامانات وجمعية حماية المستهلك فيها كثير من التداخلات ولم تحقق طموحات كثير من المستهلكين وانا واحد منهم. واضاف بترجي: وجود اجهزة دقيقة وسريعة لفحص عينات من منتجات المواد الغذائية المراد منه معرفة جودتها، وهو مهم جدًّا للقضاء على ظاهرة الغش التجاري المنتشرة في اسواق المملكة. واشار الاستاذ ماجد بترجي الى انه احد ضحايا الغش التجاري حيث كان معتاداً على تناول عسل روضة النحل معتقداً حسب الاعلانات انه طبيعي وصحي الى ان اكتشف ان العسل مغشوش وثبت ذلك بعد تحليل عينة في مختبر جودة العسل بمدينة الرياض ودفع مبلغ 750 ريالاً للتأكد من نوعية العسل وكانت المفاجأة ان العسل مغشوش ومخالف للمواصفات القياسية السعودية الخاصة بالعسل حيث يحتوي على اضافة مادة الجلوكوز وانخفاض نسبة السكريات المختزلة عن الحد المسموح وانعدام انزيم الدياستيز.. الخ. واستطرد بترجي في حديثه للبلاد قائلاً: كانت قيمة العينة اعتقد 25 ريالا ودفعت ثمنها اضعافًا مضاعفة رغبة في معرفة نوعية العسل ولم اصدق في البدء النتيجة السلبية لأنني مطمئن ان المنتج يخضع للرقابة من قبل الجهات المعنية بسلامة المستهلك في المملكة وحرصها على محاربة الغش بأنواعه ولم اتوقع ان المنتج مغشوش واعلانه في كل مكان، بل وموضوع على الارفف امام اعين مراقبي التجارة والامانات، وقال: للاسف لم اجد حرصاً من المسؤولين في التجارة والامانة يثلج صدري ويتعامل بقوة وحزم ضد المصانع والشركات المنتجة للعسل ومشتقاته خاصة التي تدعي ان منتجها طبيعي وصحي وهو عكس ذلك، واثبتت الفحوصات المخبرية الحديثة ان منتج عسل روضة النحل مغشوش ويباع في الاسواق على انه طبيعي وصحي. ودعا الاستاذ ماجد عبدالمجيد بترجي جمعية حماية المستهلك للقيام بدورها المطلوب منها تجاه المستهلك والتنسيق مع وزارة التجارة لإلزام المصانع والشركات المسوقة للعسل والمواد الغذائية الاخرى بعدم كتابة عبارة طبيعي وصحي ما لم يكن مطابقاً للمواصفات القياسية السعودية واختيار عبارة اخرى تدلل على نوعية المنتج والمواد المضافة اليه وطالب بترجي بفحص العينات الموجودة في الاسواق حالياً والتي تحمل عبارة طبيعي وصحي للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية السعودية. خداع المستهلك ويتفق مع الاستاذ ماجد بترجي الدكتور ممدوح الحربي، حيث ان تدوين عبارة طبيعي وصحي على المنتجات الغذائية يمنح المستهلك الراحة النفسية لتناول هذا المنتج ومن ثم يتضح له انه مغشوش، ومعنى ذلك ان المستهلك تعرض للغش وقد تكون هناك آثار سلبية وصحية على المستهلك من جراء تناوله لمنتج مغشوش لا تنطبق فيه الشروط الصحية والعناصر المطلوبة في تكوين المنتج، ومن حق المستهلك هنا ان يرفع قضية ضد الشركة المصنعة للمنتج المغشوش وفق الانظمة المعمول بها في كل بلد ومن الواجب على الجهات المعنية محاسبة المصنع او المؤسسة المسوقة وإلزامها بتطبيق المعايير المتفق عليها وعدم خداع المستهلك بأي شكل من الاشكال والإفصاح عن الكميات المضافة للمواد الغذائية من المواد الحافظة، حيث إن هناك نسبًا معينة من المواد الحافظة متفق على اضافتها لكثير من المنتجات بهدف حفظها ولا يوجد تأثير سلبي لها متى التزم المصنع بالكميات المتفق عليها في عملية حفظ الاطعمة والمواد الغذائية بأنواعها المختلفة. الطرق التقليدية في الكشف من جانبه أيد الاستاذ ابراهيم السفري مطالبة المستهلكين الجهات المعنية بتوفير اجهزة للكشف عن صلاحية وجودة المواد الغذائية بما في ذلك اجهزة خاصة لكشف الغش في العسل على ان تتوفر في عدد من المواقع داخل المدن، واضاف السفري في السابق كان الناس يعتمدون على الطرق التقليدية في معرفة جودة العسل ومصدره بأساليب وطرق مختلفة وكل فئة تدعي وترى ان طريقتها هي الأفضل، واضاف في الوقت الراهن ومع تطور العصر واختلاف وتغير كثير من الامور صار من الضروري استخدام التقنية الحديثة في كشف عمليات الغش في العسل وفي غيره من المنتجات الاخرى وحسب معلوماتي ان اجهزة الكشف مرتفعة القيمة ولا يمكن لأفراد او مؤسسات صغيرة توفيرها ولذلك يجب على وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بالتعاون مع الامانات والبلديات توفير هذه الاجهزة ودعم المدن والمحافظات بها، وستوفر الدولة مبالغ كبيرة ان شاء الله متى استطاعت القضاء على الغش التجاري في أسواق المملكة.