أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه: ان الوزارة ستقدم لمرضى الايدز وللجمعية الخيرية السعودية للإيدز إعلاميين متخصصين لتكثيف التوعية ومحاربة المرض وتغيير الصورة السلبية عن المريض .. وأضاف د . خوجة خلال كلمته التي ألقاها مساء البارحة في مؤتمر يوم الإيدز العالمي : أنه سيقوم على تنفيذ التوصيات التي خرج بها المؤتمر , مؤكداً أنه سيكون هناك اجتماع مع رجال الصحافة والإعلام لتنفيذ تلك التوصيات , وتسهيل مهمة الكشف عن مدى خطورة المرض , وتوعية المجتمع بذلك . وركز د . خوجة على أهمية تغيير الصورة السلبية عن مريض الإيدز , قائلاً : يجب أن يتكاتف المجتمع بكافة شرائحه للوقوف مع المريض والحد من انتشار الفيروس , لا سيما وأننا نتمتع بقيمنا الإسلامية التي تحث على التكاتف , حيث ان عدد المصابين حول العالم تجاوز ال (50 ) مليون مصاب , ونحن جزء من هذا العالم , لذلك نحن أيضاً مطالبين بإخراجهم من عزلتهم , والحث على مشاركتهم الاجتماعية. وحول الاتهام الموجه لوسائل الإعلام وتهويلها لكارثة جده قال الوزير خوجه : ان وسائل الإعلام تحدثت عن الحدث بشفافية وصدق , وأتمنى أن لا يكون هناك تصفية حسابات شخصية , فنحن مجتمع به المخطئ والمصيب .. والإعلام جزء من المجتمع , لذلك فالخطأ وارد , والإعلام يلعب دوره الاجتماعي , لإيصال رسالته الصحيحة .. مضيفاً أن الإعلام في الآونة الأخيرة يتمتع بشفافية كبيرة , ولا بد من وجود مصارحة ووضوح في الطرح , حتى نتمكن من خدمة المجتمع . تحد دولي خطير من جانبها تحدث رئيسة الجمعية الخيرية السعودية للإيدز الدكتورة سناء فلمبان , عن خطورة المرض وأهمية الدور الإعلامي في التفاعل مع المرض قائلة ندرك جميعاً أن هذا المرض بات تحدياً دولياً خطيراً وهاجساً إنسانياً كبيراً لا تستوجب مواجهته تسخير الجود لإيجاد العلاج والرعاية الطبية فقط بل إحاطة المجتمع بسور منيع من الوعي والمعرفة عبر شراكة حقيقة وفاعلة بين العاملين في مختلف القطاعات لإيجاد مجتمع سليم ومعافى وصحياً وقوي فكرياً من خلال بث وسائل الإعلام لرسائل هادفة تصل إلى كل أفراد المجتمع باللغة الأقرب إلى مستوى وعيه وفهمه لتعزيز المفاهيم الصحيحة لديه وتقويتها كذلك تصحيح المعلومات الخاطئة . ومكافحتها وإزالة الوصمة السلبية التي تلاحق المصابين وتحصرهم خلف جدران العزل والإحباط. أين الإحصائيات ؟ اما الكاتب والإعلامي جميل الذيابي فقد تحدث عن التعتيم حول الأرقام الخاصة بالمصابين قائلاً : لا يوجد إحصائيات دقيقة في السعودية وتقارير عن أحوال المصابين , فالملاحظ التضارب في الأرقام المسجلة والمنشورة عبر وسائل الإعلام ويضيف عدد المصابين حتى أوائل شهر أغسطس 2007 بلغ 14الف مصاب بحسب إحصاءات وزارة الصحة نصيب منطقة مكة منها 48% والسعوديون المصابون بلغ عددهم 3500 مصاب وخالف ذلك تصريح على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة لذلك فالمعلومات يشوبها شيء من الشتات وهذا يؤثر على سير أعمال الباحثين والمهتمين بوضع أهداف وسائل علمية فاعلة لمكافحة المرض في ظل غياب قاعدة معلوماتية رسمية . واضاف: حان الوقت لبناء استراتيجيات فاعلة وانتخاب أساليب مثلى للتوافق مع حجم انتشار المرض وذلك عبر نشر المعلومات وكافة التفاصيل المتعلقة بهذا الوباء مع التأكيد على أهمية السرية المطلقة في الكشف عن المريض ومن ثم توزيع الأدوار والمهام على الجهات المختلفة . وعن أسس تلك الاستراتيجيات قال الذيابي : من أهمها الإعتراف بضعف وشح المعلومات المتوفرة عن المرض في السعودية كذلك اهمية توعية المجتمع بخطورة المرض وضرورة إتباع الوسائل والإرشادات التي تحد من إنتشارة وتوفير الحماية الإجتماعية وتوسيع نطاق الوعي من خلال سد الفجوة التوعوية التي يعاني منها المريض إذا لم يتم التعامل معه إعلامياً وصحياً بمثل وطرق صحيحة. وأكد الذيابي على المسؤولية الملقاة على عاتق الدولة من خلال توفير الإمكانات ورعاية المصابين وأسرهم صحياً وعلاجياً وتوفير الدواء لخم بأسعارٍ في متناول الجميع وأضاف هذه الأمور تحقق الحماية المنشودة للمجتمع إضافة لدمج هذه الفئة واحتوائها وأهمية توعية المجتمع بأهمية تقبل المجتمع للمصاب وأسرته والبعد عن التعاطف الأعمى الذي يساهم في انتشار المرض مثل نشر قصة الست فتيات اللائي تزوجن من سته من أبناء عمومتهن المصابين لأن مثل هذه الأمور تسهم في هدم الجهور. التكاتف مع المرضى أما ( د. حسين الشريف ) المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة , فقد أكد على أهمية التكاتف مع مرضى الإيدز وتوفير حقوقهم التي هي منبثقة من أحكام الشريعة الإسلامية كذلك أهمية حقوق حفظ المواطن الصحية التي نصت عليها المواد السامية والتي نص عليها النظام الأساسي للحكم وتكفل الدولة بحث المواطن وأسرته في حالة الطوارئ. وطالب الشريف بأهمية تضافر الجهود في كل المجالات لإخفاء رفض المجتمع لهم قائلاً الرفض عقوبة مجتمعة غير شرعية ولا نظامية ولا حتى إنسانية فما ذنب الطفل والمرأة الذين أصيبوا بهذا المرض دون خطأ منهم لذلك لا للعقوبة المجتمعية على مريض الإيدز بل يجب أن يبادلهم المجتمع التسامح والمحبة والتكافل طالما قاموا بواجبهم نحوه. وفيما يخص الإعلام قال الشريف وسائل الإعلام مناط بها دور عظيم في نشر ثقافة الوعي والعلاج ووزارة الصحة دورها مهم في رعاية وتذليل كافة الصعاب أمام مرضى الإيدز لتلقي العلاج والوقاية منه ليس تكرماً منها بل لإيصال الحقوق لأصحابها. من جانبٍ أخر طالب الفنان ( فايز المالكي ) وسائل الإعلام بإعطاء أهمية خاصة لمرضى الإيدز حيث قال نطمح أن تخص القنوات التلفزيونية جزءً من وقتها لمرضى الإيدز. التوصيات •الحرص على التعاون المشترك في نشر الوعي الصحي عن فيروس الإيدز وطرق انتقاله وأساليب الوقاية منه وإيصال ذلك لكافة شرائح المجتمع عبر وسائل الإعلام. •رفع الوعي الاجتماعي بأهمية حصول المتعايش على حقوقة الإنسانية. •التعامل مع قضية فيروس الإيدز على أنها من الأولويات التي يجب الحد من إنتشارها بين أفراد المجتمع مع الزج بالمجتمع للتكافل مع القضية بشكلٍ إيجابي. •التحفيز الفعلي للقطاع الخاص للمساهمة في دعم برامج التدريب والتوعية ورفع درجة التزام هذه القطاعات بالمسؤولية الاجتماعية. •تسليط الضوء عبر وسائل الإعلام على أهمية تعديل السلوكيات الخطرة والفحص التطوعي وحصول المصابين على العلاج والرعاية. •تدريب فئات إعلامية لإخراج إعلاميين متخصصين ليتولوا مهمة طرح قضية الإيدز وأسبابة بشكلٍ جديد وإيجابي. •إستثمار وسائل الإعلام في تقديم برامج وتقارير وحملات إعلامية توعوية مستمرة ومتكررة تهدف لنشر الوعي عن الإيدز ومسبباته وإدراج المتعايشين في المجتمع بشكلٍ إيجابي.