افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة مساء أمس الاول أعمال المؤتمر الدولي الثالث للأوقاف الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة تحت عنوان "الوقف الإسلامي : اقتصاد، وإدارة، وبناء حضارة" ويستمر ثلاثة أيام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وكان في استقبال سموه في مقر الحفل معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس. وقد بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم ألقى معالي مدير الجامعة الإسلامية كلمة أشار فيها إلى أن الوقف يهدف إلى تمويل المؤسسات الخدمية في المجتمع بوصفه وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي، مؤكدا أن الوقف الإسلامي قام بدور مهم في إحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء الحضارة الإسلامية عبر قرون عديدة من تاريخ الدول الإسلامية. ولفت النظر إلى أن الوقف الإسلامي شهد في العصر الحاضر تراجعا وتهميشا لدوره في بعض الأقطار الإسلامية نتيجة لمصادرة أعيانه أو تأمينها أو تسهيل التعدي والاستيلاء عليها أو لإلغائه من المنظومة القانونية في بعض الدول. وأعرب معاليه عن أمله أن يسهم هذا المؤتمر في العودة بالوقف إلى سابق عهود ازدهاره، والعودة بضوابطه وقواعده وأحكامه إلى مصادرها الأصلية وموقعها من الكتاب والسنة. بعد ذلك ألقى الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي قصيدة بهذه المناسبة. عقب ذلك ألقى معالي الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقاً وعضو مجمع البحوث الإسلامية كلمة ضيوف المؤتمر قال فيها " إن الوقف يثري التنمية والتعليم وبخاصة في هذه المرحلة المهمة التي تستوجب العناية بالوقف لأن الأمة تمر بتحديات تستوجب التعاون بين أصحاب رؤوس الأموال مع الحكومات". ورأى أن الوقف من المشروعات التعاونية التي تؤكد قوة الأمة في وجه أعدائها المتربصين بها. بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ كلمة أعرب فيها عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على تفضله بالموافقة على إقامة المؤتمر ودعمه / حفظه الله / لجميع أعمال الأوقاف قولاً وعملاً وقدوة وحرصه على إبراء الذمة فيها، كما شكر سمو ولي العهد على رعايته للمؤتمر وحرصه على دعم الأعمال الإسلامية التي تتعلق بنهضة الأمة. وقال الوزير آل الشيخ " إن الوقف لم يكن يعرف في الشرائع السابقة وقد سنها النبي صلى الله عليه وسلم وجعل لها تشريعات وتتابع خلفاء الإسلام على الاهتمام بالأوقاف والحض عليها، وكان الوقف في الدولة الإسلامية واسع المجالات ولم تكن الدولة تقوم بكل شيء في خدمة الناس بل كان الناس يتسابقون بأنفسهم على الإسهام في كل ما من شأنه خدمة الناس وإسعادهم". وأكد معاليه أن المملكة أولت الأوقاف اهتماما بالغا منذ تأسيسها على يد يد الإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله، حيث أمر رحمه الله بتدوين الأوقاف والحرص عليها وسار على ذلك أبناؤه من بعده وأنشئت وزارة تعتني بالأوقاف". ونوه بموافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء هيئة مستقلة للأوقاف بالمملكة، وقال "إيماناً من الوزارة بأن الخيار الأصلح لا بد أن يسعى إليه فإنها دعمت الدراسات المستقلة التي تؤيد إنشاء مؤسسة مستقلة لإدارة الأوقاف تحت اسم المؤسسة العامة للأوقاف فقدمت هذا المقترح ودرس في مجلس الشورى واكتسب الموافقة ورأى خادم الحرمين الشريفين أن يُهتم بها بأكثر من مؤسسة فأمر بإنشاء هيئة للأوقاف". ورأى معاليه أن هذا المؤتمر جاء ليضع لبنة مهمة في تاريخ الوقف في هذه البلاد وفي بحوث الوقف في العالم الإسلامي في كيفية الاهتمام بالوقف إدارة واقتصاداً وعملاً وبناء حضاريًّا متكاملاً في جميع المجالات. إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة كلمة رأى فيها أن الوقف الإسلامي يمثل رافدا من روافد العمل الخيري وسبيلا لتحقيق المصلحة العامة المشتركة. واشار سمو أمير منطقة المدينةالمنورة إلى أن الوقف يحقق التكافل الاجتماعي وتقوى به أواصر المحبة والترابط والتلاحم بين المسلمين كما أن للوقف دورا كبيرا في دفع عجلة التنمية وتحقيق النهضة الإسلامية والاجتماعية والاقتصادية. وأكد سموه حرص الدولة أيدها الله على الاهتمام بالأوقاف وفق منهج إسلامي منضبط بالأحكام الشرعية وبما ينسجم مع المتغيرات الحضارية التي نعيشها. ورأى أن تحقيق الوقف لأهدافه مرتبط بقدرة القائمين عليه بأداء أعمالهم على الوجه المطلوب، حاثا على إخضاع الأوقاف للمعايير الإسلامية الشرعية في المحاسبة والمتابعة لكي تؤدي رسالتها على أكمل وجه . وأعرب عن أمله في أن يسهم المؤتمر بنتائج مثمرة للنهوض بأعمال المؤسسات الاجتماعية وتحقيق نهضة الأمة وقيام حضارة إسلامية قوية ذات مصادر تمويلية دائمة مستمدة منهجها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي الختام كرم سمو أمير منطقة المدينةالمنورة المشاركين في المؤتمر، كما تسلم سموه هدية تذكارية قدمها معالي مدير الجامعة الإسلامية. حضر الحفل معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الفالح ومعالي رئيس البنك الإسلامي الدكتور أحمد بن محمد علي ومعالي أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين وأصحاب الفضيلة العلماء ومدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني .