** عندما تكون "المناسبة" بهذا الحجم من الأهمية وعندما تكون - المحبة - هي الساكنة في القلب عندها يكون التعبير عنها تضمخاً بالصدق والتدفق العاطفي النازف من "القلب". هكذا أتانا شاعرنا "عبدالرحمن العشماوي" وهو يخاطب فينا قلوبنا بفرحتنا بقدوم "سلطان القلوب" ليأتي هذا الإنشاد الذي نحسبه "خارجاً" من القلب المحب لهذا - المحب - لنسمع إليه وهو يلقي هذه القصيدة. للحبِّ قلبٌ نابضٌ ولسانُ وله حسامٌ صارمٌ وسنانُ للحبِّ وردته التي في عطرها سرٌ به أوراقُها تزدانُ للحبِّ خيمته الكبيرة تحتها تلقى الأمانَ وتسعدُ الأوطانُ الحب بستان الحياة وروضها بجماله تتألق الأكوان ما قصة الحب التي هتفت بها شفة القصيد وغنت الأوزان هي قصة الوطن الكبير تعانقت في ظله الواحات والكثبان وطن تجمع بالعقيدة شمله وأقيم منه على الهدى البنيان وطن عباءته الشموخ وثوبه ثوب الإباء ودرعه الإيمان وطن تبادله النجوم ضياءها ألقاَ ويسقط دونه العدوان وطن له الربح الكبير بدينه ولحاسديه البؤس والخسران وطن حباه الله خدمة بيته شرفاً له كل الزمان زمان في راية التوحيد منه حقيقة كبرى عليها تثبت الأركان وطنٌ أتاك اليوم يرفع رأسه ويمد كف الحب يا سلطان بأبيك بعد الله قام كيانه نعم الأب الباني ونعم كيان وافاك خادم مسجديك مرحِّباً وتسابق الإخوان والأعوان وبك احتفى رجل المواقف نايف وشعاره التقدير والعرفان حيَّاك منه وفاؤه وولاؤه وعطاؤه الميمون والإتقان لله موكبك الكريم يزفه بإخائه ووفائه سلمان ماجئت أنت وإنما جاء الرضى لما أتيت وغابت الأحزان فرحت بمقدمك الكراسي التي في كل جامعة لها عنوان ترعى العلوم بها وتلك رعاية فيها على إحسانك البرهان واستبشرت موسوعة عربية لبهائها في المكتبات مكان واستبشرت لغة العروبة لم تزل بين اللغات بما بذلت تصان خذها إليك مع المودة دعوة أن يستقر بعدله الميزان عد حيث كنت ولي عهدٍ قلبه مستبشر يسمو به اطمئنان عد حيث كنت فإنها لأمانة كبرى لها عند المهيمن شان والعصر بحر هائج متلاطم تقتات فيه بمن هوى الحيتان والمركب الميمون يعبر سالماً لما يحكم عقله الربان عد حيث كنت مع المليك مباركاً لكما من الدين الحنيف بيان فجميع ما في الأرض يصغر شأنه لما يجود بنصره الرحمن ما أجمل الدنيا وأحلاها إذا صفت الرؤى وتكاتف الإخوان