أعلن مكتب المدعى العام بمدينة بوخوم الألمانية أن التحقيق يجري حاليا في نتائج 200 مباراة في قضية التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم التي تغطي تسع مسابقات دوري محلي عبر أوروبا. وألقي القبض على 15 شخصا في ألمانيا وشخصين في سويسرا خلال تحقيقات الشرطة بعدة دول أوروبية والتي بدأت في بداية العام الجاري. ويعتقد أن عصابة تنشط على نطاق دولي أثرت أو حاولت التأثير على لاعبين ومدربين وحكام ومسئولي أندية للتلاعب بنتائج عدد من المباريات . ويربح أعضاء العصابة ملايين اليورو من المراهنات على نتائج المباريات بالقارتين الآسيوية والأوروبية ، حسب ما ذكرته الشرطة. وقال بيتر ليماتشر الخبير بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إنها أكبر فضيحة تلاعب بنتائج المباريات في تاريخ كرة القدم وأوضح أن يويفا "مستاء للغاية من حجم جرائم التلاعب." وقالت الشرطة وممثلو الإدعاء في مؤتمر صحفي إن أكثر من 200 شخص يشتبه في تورطهم في فضيحة تلاعب ، ويتوقع أن يزداد عدد المشتبه فيهم . وأجريت عمليات تفتيش في حوالي 50 موقعا في ألمانيا وسويسرا والنمسا وبريطانيا. ويشمل التحقيق مباريات جرت ضمن مسابقات دوري الدرجة الأولى أو الممتازة في كل من النمسا (11 مباراة في دوري الدرجتين الأولى والثانية) والبوسنة والهرسك (ثماني مباريات) والمجر (13 مباراة) وسلوفينيا (سبع مباريات) وكرواتيا (16 مباراة) وتركيا (29 مباراة) إلى جانب مباريات بدوري الدرجة الثانية في ألمانيا (أربع مباريات) وسويسرا (22 مباراة وست مباريات ودية) وبلجيكا (17 مباراة). ويشتبه ممثلو الإدعاء في التلاعب بنتائج ثلاث مباريات على الأقل في دوري أبطال أوروبا و12 مباراة في دوري أوروبا ومباراة واحدة في تصفيات البطولة الأوروبية للشباب (تحت 21 عاما). وذكر يويفا أن المباريات جرت في الأدوار التأهيلية وأنها ضمن قائمة ال40 مباراة المشتبه فيها والتي أعلنت في أيلول/سبتمبر الماضي. ويشتبه أيضا في التلاعب بنتائج ثلاث مباريات بدوري الدرجة الثالثة الألماني و18 في الدوري الإقليمي لأندية الدرجة الرابعة وخمس مباريات في الدرجة الخامسة أوبرليجا ومباراتين في منافسات فرق تحت 19 عاما . وجاءت تلك القضية لتعيد ذكريات الفضيحة التي هزت أجواء الكرة الألمانية قبل أربعة أعوام حيث ثبت التلاعب بنتائج عدد من المباريات في كأس ألمانيا ودوري الدرجة الثانية والدرجات الدنيا ، وفرضت حينذاك عقوبة الحبس على الحكم الألماني روبرت هويتسر. ومن بين الذين ألقي القبض عليهم ، أنتي سابينا الذي تلقى عقوبة الحبس لمدة عامين و11 شهرا لتورطه في فضيحة هويتسر ، حسب ما قاله محاميه . وألقي القبض على سابينا /33 عاما/ ، الذي جرى وصفه بأنه العقل المدبر في قضية هويتسر والتي تورط فيها أيضا شقيقه ، في العاصمة الألمانية برلين أمس الخميس. وقال فريدهيلم ألتانز الضابط بشرطة بوخوم إن الشرطة جمعت أدلة وضبطت حوالي مليون يورو . وذكر تقرير بصحيفة "نيوين أوزنابروكر زايتونج" في عددها الصادر اليوم الجمعة إن نادي أوزنابروك المنافس في الدرجة الثانية ربما يكون متورطا في الفضيحة . وألقي القبض على شخص يبلغ من العمر 34 عاما أمس الخميس للاشتباه في التورط بالتلاعب بنتيجة مباراتين الموسم الماضي . وكان منزل لاعب بفريق أوزنابروك ضمن المواقع التي قامت الشرطة بتفتيشها خلال التحقيقات ، حسب ما ذكرته الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن هذا الشخص كان قد راهن بنجاح في مكتب مراهنات "سبوبيت" على نتائج المباراتين اللتين انتهيتا بهزيمة أوزنابروك . وذكر يويفا أن القضية أثبتت أنه من الممكن أن تشارك السلطات في الدولة اتحاد الكرة في تحقيقات قضايا الفساد والتلاعب بنتائج المباريات. وأضاف يويفا "سنواصل كفاحنا ضد أي نوع من أنواع الفساد في كرة القدم الأوروبية بدون أي تسامح." وأضاف"سنطالب بتوقيع أقصى العقوبات ، قبل المحاكم المختصة ، على الأفراد والأندية أو المسؤولين المتورطين في هذه الممارسات." وكان الاتحاد التركي لكرة القدم قد أكد في وقت سابق أنه لا يعرف شيئا عن قضية التلاعب في نتائج المباريات التي يحقق فيها حاليا المدعى العام الألماني. وصرح متحدث رسمي باسم اتحاد الكرة التركي لوكالة الأنباء الألمانية قائلا إن الاتحاد سيتابع التحقيقات التي أسفرت حتى الآن عن عدد من الاعتقالات. ومن بين المباريات التي يشتبه في التلاعب في نتيجتها مباراة ودية جرت في يوليو الماضي بين فناربخشة التركي وفريق الدرجة الرابعة الألماني إس إس في أولم.ولكن الرئيس التنفيذي لنادي أولم ماركوس لويش صرح لوكالة الأنباء الألمانية قائلا "أشعر بالمفاجأة والصدمة" لسماعه أنباء حول تورط ناديه في تحقيق حول التلاعب في نتائج المباريات.وأضاف :"نريد توضيح هذا الأمر بأكبر سرعة ممكنة".