اعتمدت المديرية العامة للدفاع المدني ممثلة بإدارة الدفاع المدني بمكةالمكرمة تقنيات جديدة لتفعيل إجراءاتها في تحقيق السلامة في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج هذا العام, والتدخل السريع للتعامل مع أي حالات أو حوادث طارئة. وبدأت خطة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة لموسم حج هذا العام باستثمار تقنيات وبرامج الحاسب الآلي في رصد الأخطار المحتملة والوقوف على أفضل الإجراءات الوقائية، من خلال تزويد الحاسب الآلي بكل المعلومات الخاصة بافتراضات الأخطار وخريطة النقاط الأكثر خطورة على ضوء الدروس المستفادة من مواسم الحج في الأعوام السابقة, ليتم على ضوء ذلك وضع التصورات النهائية لمحاور الخطة التدبيرية لمواجهة هذه المخاطر في إطار الخطة العامة للدفاع المدني في الحج. واهتمت خطة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة بتفعيل الإجراءات الوقائية من خلال متابعة اشتراطات الأمن والسلامة في مساكن الحجاج من حيث توافر مخارج الطوارئ وسلامة المنشآت وتجهيزات إطفاء الحرائق بها. وتضمنت الخطة تواجداً مستمراً لوحدات الدفاع المدني على جميع الطرق من وإلى العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة عبر مراكز الدفاع المدني الثابتة في مكة وعرفات ومنى ومزدلفة, وعدداً كبيراً من الوحدات والفرق المتنقلة المزودة بأنظمة متطورة للاتصالات السلكية واللاسلكية بغرفة عمليات الدفاع المدني, التي يتم عن طريقها توحيد هذه الفرق للتعامل مع كافة الحوادث الطارئة أينما كانت. وخصصت قيادة الدفاع المدني بالحج فرقاً متخصصة لحماية الأنفاق والتدخل السريع لمواجهة الحوادث الطارئة الناجمة عن الزحام أو نقص الأوكسجين أو انقطاع التيار الكهربائي أو أي أعطال في فتحات التهوية ومخارج الطوارئ بها. وقسمت خطة الدفاع المدني العاصمة المقدسة إلى 9 مناطق رئيسية, وبناء على ذلك التقسيم تم توزيع القوى البشرية البالغ عددها 1953 ضابطاً وفرداً وموظفاً مدنياً ومتطوعاً, مع مراعاة طبيعة كل منطقة ومتوسط الكثافة السكانية بها والأخطار المحتمل وقوعها فيها, وتوفير المعدات والتجهيزات المناسبة لأعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإخلاء والإيواء. وتشتمل جهود الدفاع المدني في مجال الوقاية وحماية أمن وسلامة ضيوف الرحمن على استفادة كبيرة من أنظمة وتقنيات الإنذار الآلي, وتحديد نقاط الخطورة على المصورات الفضائية، واستخدام نظام جديد يتيح لغرفة عمليات الدفاع المدني معرفة موقع المتصل للإبلاغ عن وقوع حادث, وتحديد افتراضات الوصول لهذا الموقع وقت البلاغ والوصول في أقل زمن. واستمراراً لجهودها الوقائية خلال موسم الحج نفذت الإدارة العامة للدفاع المدني بمكةالمكرمة عدداَ كبيراَ من البرامج والأنشطة التوعوية التي تهدف إلى الحد من الأخطار الناجمة عن سلوكيات بعض الحجاج بسبب عدم معرفتهم بمتطلبات السلامة، وشملت الأنشطة التوعوية أيضاً برامج التدريب الوقائي لمسؤولي مؤسسات الطوافة المشرفين على مساكن الحجاج, وتوزيع إرشادات التوعية من قبل دوريات السلامة, واستخدام تقنية البلوتوث لبث ملايين الرسائل التوعوية عبر الجوال وتركيب عدد كبير من الشاشات التلفزيونية الضخمة واللوحات الإرشادية بأكثر من 11 لغة. وتواصل استثمار الدفاع المدني للتقنية الحديثة في تنفيذ خطة السلامة في المشاعر في مكةالمكرمة بإنزال مواقع مساكن الحجاج وتحركاتهم بالمنظومة المعلوماتية الجغرافية, ومتابعة توفير متطلبات السلامة ميدانياً في جميع المواقع, وتنفيذ أعمال المسح الوقائي وفقاً للمنظومة الرقابية عبر كوادر مدربة ومتخصصة. ووفرت قيادة الدفاع المدني في الحج من خلال خطة الانتشار في العاصمة المقدسة أكثر من 70 فرقة للمسح الوقائي، و85 فرقة للإخلاء الطبي وسلامة الأنفاق, إضافة إلى أكثر من 1000 مسعف للإسعافات الأولية يتواجدون في 13 نقطة ثابتة داخل الحرم الشريف، ويتم تشغيل 20 نقطة إضافية في أوقات الذروة, إلى جانب توزيع ونشر فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وفرق الحماية المدنية والدراجات النارية في جميع الأحياء على ضوء تحليل المخاطر والحركة المرورية وتحليل المعلومات الخاصة بسكن الحجاج ونوعية المخالفات التي قد تقع, حيث تم نشر 59 وحدة للإطفاء مجهزة بكل ما يلزم للتعامل مع الحرائق في المباني العالية والمناطق المكشوفة والمخيمات على اختلاف أنواعها وأسبابها, وتكتمل منظومة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة بوحدات الإنقاذ البالغ عددها 36 وحدة مزودة بوحدات السلالم والسنوركل.