"إلى من تموت مرارا ولمّا يزل في فمها طعم الحياة" بإهداءٍ حزينٍ كهذا يغيبُ المرحوم نضال أبو نوّاس قبل رؤيةِ مشروعه الأدبي، يغيبُ وراءَ ستارةٍ بيضاءَ في مستشفى الدمام المركزي بعدَ أنْ حوّلها إلى ستارةٍ تُشبه ستارة المسرح، كانَ ضحوكا في آخر أيّامه، ولكنه يُشبه نصوصه تماما إذ يقول في نص (للمكان ذاكرة): "يا رفاقي.. يا من عدتُ لأجلهم.. أما زال الوطن مستسلماً للأقفال؟! خبروني.. أما زلتم تحدقون في المقابر ؟!!!" صدرت هذه المجموعة الأدبية عن سلسلة ملتقى الوعد الثقافي وعن دار فراديس للنشر والتوزيع في البحرين، بعدد صفحات (80 صفحة) من الحجم المتوسط، حيثُ قام بتصميم الغلاف مؤسسة مسرى للدعاية والإعلان، ويتضمن الغلاف الخلفي للديوان صورة ضوئية للشاعر نضال وهو يؤدي دوره في مسرحية "كلخاس" بعدسة الناقد والمصور أثير السادة. وستكون المجموعة حاضرة في جمعية الثقافة والفنون بالدمام على هامش مسابقة المسرح للعروض القصيرة والتي ستنطلق في 13 أكتوبر وتستمر حتى 23 من أكتوبر الجاري وستحمل هذه الدورة اسم المسرحي المرحوم نضال أبو نوّاس الذي وافته المنية في شهر يونيو من هذا العام، وكان أبونواس البالغ من العمر 37 عاما قد تعرض لفشل كلوي، دخل بسببه في غيبوبة إثر تسمم دمه وظل طريح السرير الأبيض حتى وفاته. رحلَ وهو يشيرُ إلينا بنبوءة فقده " ابتكروا قيامةً جديدة / وفهرسوا حوافها بضوضاء العلامات" وفي كل نصّ من هذه المجموعة تحدوكَ صدمة المعنى، وقوّة اللفظ الذي لا يخلو من بؤسٍ وحرمانٍ يطلقه نضالٍ بلا رقيبٍ، وكأنّه يستكتبُ ذاته الموشومة ُ بالذعر، وحساسيته المنفلتة في اللامكان، في هذه المجموعة يتركُ نضالٌ إرثا أدبيا كي يبقى شاهدا عليه، وعنوانا يتجه لروحه، وجدارية لا تتهتك مع هول التاريخ، نضالٌ بيننا الآن، لن يُغادرَ ثانية بل سوفَ نطيل التهكم على سخرية القدر، ولن تخذلنا الذاكرة مادمنا ثمالى بكأس الوطن.