يختتم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لقاءاته التحضيرية للحوار الفكري حول الخدمات الصحية، حيث يعقد بمحافظة القطيف في الثالث والعشرين من شهر ذي القعدة الجاري الموافق 11 نوفمبر 2009م اللقاء التحضيري الخامس والأخير الممهد للقاء الوطني الثامن للحوار الفكري:» الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية» بمشاركة أكثر من 60 مشاركا ومشاركة من المعنيين بالقطاع الصحي والمؤسسات الصحية في المملكة. وقد سبقت هذا اللقاء أربعة لقاءات تحضيرية هدفت إلى التعرف على رؤية أفراد المجتمع وتطلعاتهم نحوواقع الخدمات الصحية، ومناقشة الجوانب الشرعية والاجتماعية والتشريعية المتعلقة بالقطاع الصحي والخدمات التي يقدمها. وبحث سبل تنمية الموارد البشرية لتطوير الكوادر العاملة في القطاع الصحي. وتحديد البدائل المناسبة لتمويل الخدمات الصحية وتفعيل دور المجتمع المدني في هذا الصدد. والوصول إلى نتائج وتوصيات لتحسين الخدمات الصحية تقدم للمختصين وصناع القرار، وهذه هي الأهداف العامة التي انطلقت منها اللقاءات التحضيرية، وهي أهداف تتبنى توسيع قاعدة المشاركة في مناقشة هذا الموضوع، للتوصل إلى نتائج محددة تشكل الأسس التي يمكن من خلالها معالجة الإشكاليات الناجمة عن طرح مثل هذا الموضوع الحيوي. محاور صحية: وقد تشكلت البنية الرئيسية لمحاور اللقاء الثامن من جملة من المجالات شملت أربعة محاور فالمحور الأول يهدف إلى مناقشة كفاءة وقدرة المؤسسات الصحية على تلبية احتياجات المرضى، ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية في تلبية احتياجات المواطنين، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية الملائمة لمختلف فئات المجتمع (المسنين، ذوي الاحتياجات الخاصة،....الخ)، خدمات الإسعاف، والطوارئ، وإدارة قطاع الدواء وتنظيم التعامل به ضمن المعايير العالمية. ويناقش المحور الثاني:الجوانب الشرعية والاجتماعية والتشريعية في المجال الصحي: ويتم في هذا المحور مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بهذه الجوانب مثل: التبرع بالأعضاء، والتأمين الصحي، والتشريعات والأنظمة اللازمة لتنظيم العمل للرجال والنساء في بيئة مختلطة، بالإضافة إلى حقوق المرضى وأخلاقيات العمل في المجالات الصحية والأخطاء الطبية، ودور الهيئات الشرعية والحاجة إلى إيجاد أطر قانونية ومهنية مستقلة للتعامل مع الأخطاء الطبية. ويتناول المحور الثالث:التأهيل والتدريب والتوظيف في القطاع الصحي: حيث يتناول هذا المحور مخرجات الكليات والمعاهد الصحية، وواقع التدريب والتأهيل المستمر للعاملين من الرجال والنساء في القطاع الصحي، وساعات العمل في القطاعات الصحية، والترخيص المهني. أما المحور الرابع:فيناقش تمويل الخدمات الصحية ودور مؤسسات المجتمع المدني: ويتناول هذا المحور التأمين الطبي ودوره في توفير الرعاية الصحية للمواطن والمقيم، والضمان الصحي التعاوني، وخصخصة الخدمات الصحية، بالإضافة إلى دور القطاع الصحي الخيري، والتطوع في مجال الخدمات الصحية وأثرها الاقتصادي، وواقع برامج التوعية الصحية ودور مؤسسات المجتمع المدني في حماية وتثقيف ورفع الوعي الاجتماعي. وقد مهدت اللقاءات التحضيرية للقاء الوطني الثامن للحوار الفكري أرضية نقاشية واسعة، تمثلت في تعدد تصورات وطروحات المشاركين والمشاركات في هذا المجال الحيوي: الخدمات الصحية، وما يتعلق به من إشكاليات تعترض تطوره وتميزه، حيث كانت لهذه اللقاءات أهميتها في ملامسة النقاط الأولية العريضة لهذا المجال الحيوي الذي يهم كل أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم. في الخرج كانت البداية عقد اللقاء التحضيري الأول في محافظة الخرج في يوم الثلاثاء 20 3 1430ه الموافق 17 3 2009م بمشاركة (70) مشارك ومشاركة، يمثلون شرائح متنوعة من المجتمع مع حضور المسؤولين في المؤسسات المعنية بالخدمات الصحية، وقد تضمن اللقاء أربع جلسات تم فيها مناقشة المحاور الرئيسية للقاء، وقد توصل المشاركون إلى أن هناك تفاوتا في الخدمات الصحية المقدمة بين المدن الرئيسية والقرى، وهذا يحتاج إلى إقرار الخطة الاستراتيجية للخدمات الصحية في المملكة بعد معرفة وجهات نظر الفئات الاجتماعية حولها، وطالب المشاركون في اللقاء بالاهتمام بالجودة وتطبيق المعايير الدولية، كما أكدوا على أهمية تأهيل مراكز الرعاية الأولية بالإمكانيات المادية والبشرية، بالإضافة إلى مراعاة خصوصية المرأة بتوفير أقسام متخصصة للنساء مؤهلة بكفاءات نسائية طبية. وقد تم التركيز أيضا على أهمية توفير تمويل مالي متعدد المصادر يساهم فيه القطاع الحكومي والقطاع الخاص لضمان توفير تدفقات مالية مستمرة تتوازن مع حاجة المجتمع للخدمات الصحية، كما أن نشر التوعية والتثقيف بين أفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام من شأنه أن يرفع مستوى الوعي الصحي لديهم. وقد لقي اللقاء الأول أصداء طيبة متعددة في وسائل الإعلام حيث يحظى الموضوع الصحي دائما باهتمام المتابعين والكتاب نظرا لأهميته للمجتمع، ونظرا لتعدد إشكالياته ومجالاته التي تتطلب دائما تطويرا مستمرا في مختلف قطاعاته. وفي يوم الثلاثاء 10 5 1430ه الموافق 5 5 2009م عقد اللقاء التحضيري الثاني بخميس مشيط، بمشاركة (67) من المعنيين والمعنيات بالقطاع الصحي، وقد عقد هذا اللقاء الثاني بهدف تشخيص واقع الخدمات الصحية ودراسة السبل اللازمة لتطويرها، حيث تركز النقاش حول واقع الخدمات الصحية ومدى قدرة المؤسسات الصحية على تلبية احتياجات المرضى، كما تمت مناقشة القضايا المرتبطة بالجوانب الشرعية والاجتماعية والتشريعية في المجال الصحي، وواقع التأهيل والتدريب في القطاع الصحي وبرامج التوعية والتثقيف. وقد أشار المشاركون والمشاركات في هذا اللقاء إلى ضرورة إقامة مستشفيات تخصصية في جميع مناطق المملكة، والاستمرار في تأهيل وتدريب العاملين في القطاع الصحي بما يحقق رفع مستوى الخدمات الصحية، وتطوير وتقنين مفهوم التأمين الصحي ليشمل جميع فئات المجتمع، ووضع القوانين والتشريعات المحددة لكيفية التعامل مع الأخطاء الطبية. ولقد غطى اللقاء جوانب جديدة في مجال الخدمات الصحية حيث ناقش المشاركون الدعم المالي للقطاع الصحي، كما أشاروا إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، ولعل في هذه المساحة الحوارية التي تطرح فيها الآراء بشكل حر ومسؤول في الآن ذاته ما يؤكد على أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يفتح الآفاق لكل رأي، ولكل طرح يصب في المصلحة العامة، ويسعى إلى وضع تصورات واقعية ملموسة حول موضوع اللقاء ومحاوره المتعددة. خدمات صحية عاجلة في الجولة الثالثة للقاءات الحوارية حول الخدمات الصحية انطلق اللقاء التحضيري الثالث من القريات يوم الثلاثاء 9 6 1430ه الموافق 2 6 2009م وقد هدف اللقاء الذي شارك فيه (70) مشارك ومشاركة يمثلون مختلف الشرائح الاجتماعية فضلا عن المسؤولين في المؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالخدمات الصحية، هدف إلى دفع حركة الحوار في المجتمع، والتعرف على رؤية أفراده نحوواقع الخدمات الصحية، وبحث كل العناصر والسبل المرتبطة بها من كوادر بشرية وأمور تنظيمية وتمويلية، ومناقشتها بما يكفل تحسينها وتطويرها. وقد حملت الآراء التي طرحها المشاركون والمشاركات عددا من الرؤى والتصورات تمثلت في: العمل بشكل عاجل على معالجة النقص في الخدمات الصحية في المناطق الشمالية من المملكة، خصوصا في مجال اليعادات المتنوعة والمستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض المستعصية والحالات الحرجة، وتوفير الكوادر الصحية المتمرسة، مع إعادة النظر في آليات تحويل المرضى إلى المستشفيات سواء داخل المنطقة أوخارجها، والتأكيد على التوزيع الجغرافي المتوازن للمستشفيات التخصصية لخدمة جميع مناطق المملكة، ولتخفيف معاناة الأهالي في التنقلات البعيدة وللحد من الضغط على المستشفيات الكبيرة في الحواضر الكبرى والتوسع في خدمات الرعاية الصحية الأولية وخدمات الولادة والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وزيادة السعة السريرية خاصة في المناطق الحدودية. كما دعا المشاركون والمشاركات في هذا اللقاء إلى التعريف بمفهوم التأمين الصحي وأنواعه ومميزاته، وأهمية إسهام المنابر الدعوية والمؤسسات الإعلامية في التوعية بأهمية التثقيف الصحي والتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة الآخرين. وقد أسهم هذا اللقاء في إيصال رسالة المشاركين والمشاركات في الاهتمام بالمناطق الحدودية صحيا، وتوفير هذه الخدمات بما يسمح بإيصال الخدمات الصحية لكل أبناء المناطق الحدودية. العمل الخيري الصحي: أما اللقاء التحضيري الرابع للقاء الخدمات الصحية فقد تم عقده في محافظة (ينبع) يوم الثلاثاء 24 10 1430ه الموافق 13 10 2009م بمشاركة (60) مشارك ومشاركة، وقد تمت مناقشة المحاور الرئيسية المتعلقة بالخدمات الصحية، كنوع من توسيع مساحة الأفكار المتعلقة بهذه المحاور ووضع تصورات متعددة في هذا الخصوص، حيث ناقش هذا اللقاء واقع الخدمات الصحية، وواقع التأهيل والتدريب والتوظيف ومخرجات المعاهد والكليات الصحية، وتمويل الخدمات الصحية والضمان الصحي التعاوني والعمل الخيري والتطوعي والتوعية الصحية. وقد توصل المشاركون والمشاركات إلى عدد من الآراء تمثلت في: تشجيع وتطوير العمل الخيري الصحي للعناية بالمحتاجين لدعم جهود الدولة والقطاع الخاص للارتقاء بالخدمات الصحية، وإجراء دراسات واستطلاعات ميدانية تركز على الاحتياجات الصحية والاجتماعية لتقديم رعاية صحية متكاملة، ومراعاة الزيادة المطردة في عدد السكان ومقابلتها بخدمات صحية عالية الجودة للاقتراب من المعدلات الدولية في مجال الخدمات الصحية، ورفع مستوى الخدمات الصحية كما ونوعا، وحث وزارة الشؤون البلدية والقروية على تخصيص أراض للمستوصفات والمستشفيات عند فسح مخططات الأراضي أسوة بغيرها من الخدمات، والاستمرار في برامج التأهيل والتدريب الصحي المتخصص في كل المجالات مع التركيز على النوعية والجودة. لقد فتحت اللقاءات التحضيرية المجال لمختلف شرائح المجتمع السعودي للتعبير عن أفكارهم وآرائهم حول الخدمات الصحية، خاصة وأن هذه اللقاءات قد حضرها عدد من المسؤولين والمعنيين بالقطاع الصحي الحكومي والأهلي، حيث تم تبادل الآراء والأسئلة والمداخلات بشكل مفتوح ومباشر بين الحضور، سعيا إلى الوصول إلى تقديم خدمة صحية تتسم بالجودة، وسعيا إلى تقديم واقع صحي يزيد فيه الاهتمام بمقومات الصحة العامة من خلال برامج التوعية والتثقيف الصحي التي ركزت عليها هذه اللقاءات ومحاورها التي استهدفت الوصول بالخدمات الصحية المتطورة إلى درجة مثلى من الوعي الصحي الذي يشمل مختلف شرائح المجتمع. وسوف تكون نتائج هذه اللقاءات التحضيرية التي استمرت على مدار هذا العام موضع بحث ومحل اهتمام في اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الذي سيعقد في منطقة نجران قريبا بحسب ما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله حيث تشكل النتائج التي توصل إليها المشاركون والمشاركات في اللقاءات التحضيرية الأسس التي سينطلق منها اللقاء الثامن للحوار الفكري، سعيا للاقتراب الشامل المتأمل المتسائل حول محاور هذا اللقاء الحواري الخصيب.