شكلت المطبات الاصطناعية المبالغ فيها، والمقامة على طريق الجنوب " الطائف - الباحة " صدمة للمصطافين، العابرين بسياراتهم الطريق المزمع اتمام ازدواجيته حالياً، حيث قام كل مقاول - طبقاً للذين استطلعنا آراؤهم - بالتفنن في اقامة حشد من المطبات، عند كل تحويلة في الطريق، حتى تحولت تلك الوجبة من المطبات الى ازعاج حقيقي للمسافرين، وايذاء ظاهر للسيارات، خصوصاً وطابع العشوائية يلف عمل تلك المطبات، وبالتالي يقدمها في صورة سيئة لكل من يضعه حظه العاثر امامها ..وطالبوا وزارة النقل بالتدخل لازالتها من ناحية، وللعمل باتجاه اتمام المشروع الحالي في زمنه المحدد سلفاً . المطبات الاصطناعية عندما كنت الاسبوع الماضي منطلقا من الطائف باتجاه الجنوب الى حيث منطقة الباحة، كانت اولى بشائر الخير تبدو امامي بطريق مزدوج جديد، يضم مسارين في كل اتجاه، وان كان بدون ارصفة او سياج حديدي، يحفظ الطريق من اقتحام المواشي والابل ونحوها، مما كان ولازال سبباً في وقوع عدد من الحوادث المرورية في ذلك الطريق الدولي ..ولكن سرعان ما تصاب بالدهشة بعد ان تقطع بضع عشرات الكيلومترات، عندما تجد انك تدخل في دوامة التحويلات من جديد، بسبب ان الطريق في اجزاء كثيرة منه مازال دون اكتمال انجازه رغم مرور ثلاث سنوات، وهي المدة التي قيل سلفاً انها كافية لانجازه . وبالطبع تصادفك العديد من المطبات الاصطناعية المفاجئة، حيث سرعان ما تصطدم بها عجلات السيارات المنطلقة بسرعات مختلفة، فتحدث ارتباكاً للركاب، وايذاء حقيقياً للسيارات، وهي مطبات اقيم عدد منها بشكل عشوائي، وباحجام كبيرة، ومن النوع الذي يخلع الضروس كما يقول المثل الدارج، دون ان تكون واضحة بألوان فسفورية مثلاً، تعطي السائق دلالة على ان امامه مطباً من النوع المحترم .. دون داع ويتحدث عدد من العابرين للطريق من السائقين والركاب عن امتعاضهم لتلك الوجبة من المطبات، التي تزخر بها عدة اجزاء من مشروع طريق الجنوب المزدوج، ويرون ان عدداً كبيراً منها لا داعي له، لان التحول من مسار الى مسار قريب جدا وبذات الاتجاه يكفي ان تتم الاشارة له بعلامات تحذيرية، دون ان يرافق تلك العلامات مطبات وبذلك الشكل المكثف، والذي تحول الى كابوس حقيقي للمسافر والمصطاف، الذي يتطلع الى جولة جميلة، ورحلة رائعة، باتجاه مصائف الجنوب في الباحة أو ابها . ولعل من اللافت ان مشروع الطريق الذي ينفذه حوالى ثلاثة مقاولين، يختلف اسلوب تعاملهم مع التحويلات، فهناك من بالغ في اقامة المطبات الاصطناعية عند كل تحويلة، حتى ولو كانت في درجة انحراف قليلة جداً ..وهناك من لم يضع مطبات اطلاقاً ..وبذلك ذهب عدد من المسافرين الى افتراض ان اقامة المطبات انما هي اجتهادات من المقاول نفسه، وان اشراف وزارة النقل تبعاً لذلك هي بين ان تكون طفيفة او معدومة . وفي كل الاحوال فإن مطالبات اعداد كبيرة من المسافرين تتمحور في غالبيتها، بازالة تلك المطبات نهائياً، رحمة بهم، ورأفة بمركباتهم، حيث انها من كثرتها قد سببت ضجراً واضحاً على كل المصطافين والمسافرين، وقالوا انه يكفي ان تتم اقامة علامات تحذيرية على جانبي الطريق، توضح ان امام السائق منعطفاً صغيراً، وهذا يكفي للدلالة على تغيير بسيط في اتجاه السير، دون الحاجة الى ان ترافق العلامات تلك الوجبة الوفيرة من المطبات الاصطناعية المزعجة جداً . مشاكل تصميم الطريق وفي عدد من اجزاء الطريق بين بلدة الاطاولة وقرية الاشتاء جنوبها، رأيت ان الطريق الجديد يلاصق الجبال تماماً، دون ان توجد مسافة بين حافة الاسفلت والجبل، وهو ما قال عنه اكثر من مواطن انه ربما يكون خطأ في تصميم الطريق ..لان المعروف بداهة ان اي طريق لابد وان لا يكون ملاصقاً للكتلة الجبلية تماماً، بل لابد ان يتم قطع جزء من الجبل بحوالى من متر الى متر ونصف المتر ليكون بعيداً عن الحافة الطولية للطريق .. ورأيت ما يؤيد فرضية ان هناك خللاً في التصميم، عندما رصدت اكثر من انهيار لصخور الجبال، وقد وقع على الاسفلت، وهو مازال في طور الانشاء، فكيف بعد ان يدخل الخدمة بعد فترة .. حيث ان ملاصقة الاسفلت لكتلة الجبل تماماً، تجعل اي انهيار من الجبل بفعل الامطار او غيرها، عرضة لان تهبط تلك الكمية المنهارة من الاحجار على الطريق الاسفلتي، وبالتالي تشكل خطورة حقيقية امام السيارات المارة ليلاً او نهاراً، او في اجواء الاطمار وهبوب العواصف والرياح، ولذلك فان هناك من يرى اعادة النظر في هذه المسألة، وان تكون هناك مسافة فضاء واسعة بين نهاية الاسفلت من الجوانب والجبال المحاذية .. تأخر التنفيذ وهناك في الواقع من يتحدث بدهشة عن تأخر تنفيذ المشروع الحالي للطريق، والذي يبدو انه شارف على اتمام عامه الثالث، وهي المدة التي كان من المخطط لها ان تكون طبقاً للعقود والاعلانات عند بدء التنفيذ، كافية لان ينجز الطريق خلالها، ومع ذلك فما زالت اجزاء غير قليلة منه دون اكتمال، ويعتقد انها تحتاج لفترة زمنية قادمة غير قليلة . ولا احد من سكان المناطق والقرى المجاورة للطريق يستطيع ان يتكهن بالمدة التي يمكن خلالها ان يتم اكتمال المشروع، خصوصاً وان العمل في بعض اجزاء الطريق غير المكتمل، يتم الآن ضمن وتيرة عمل بطيئة، مما يعزز فرضية ان المدة ستطول عن المتوقع . ويرى المتأمل لمشروع الطريق ان على وزارة النقل ان تضغط بقوة على مقاولي المشروع لانجازه في اقرب وقت، باعتباره شرياناً مهماً جداً، لواحدة من الطرقات والاتجاهات المهمة في البلاد .. خصوصاً وانه يضاف لهذا المشروع في مهمة نقل الصناعة السياحية المحلية الى آفاق ارحب من الخدمة المجتمعية في عدة جوانب تنموية مختلفة . بقية الطريق إلى أبها ويتساءل عدد من مواطني المناطق الجنوبية من البلاد عن خطط وزارة النقل، ومشاريعها في اتمام ازدواجية الطريق حتى مدينة ابها ..حيث ان المشروع الحالي يقف عند نقطة تبعد قليلاً عن جنوبي مدينة بلجرشي بمنطقة الباحة .. وتظل اجزاء الطريق الاخرى في كل من بلاد شهران، وبني شهر، وبللحمر وبللسمر وحتى ابها، غير مخدومة حتى الآن وكما هو معروف سوى بطريق مفرد، عمره الآن حوالى 40 عاماً ..ولا يحقق طموحات المواطنين في طريق مريح وآمن وجيد للرحلات اليومية للمسافرين والمصطافين . وفي كل الاحوال يظل امام وزارة النقل عمل كبير، يتعين عليها القيام به، على مستوى انجاز الجزء الحالي من مشروع طريق الجنوب " الطائف - الباحة " ومتابعة الملاحظات حوله اولاً بأول ..او على مستوى بدء اطلاق الجزء او الاجزاء الاخرى من الطريق الموصلة الى مدينة ابها ..بعد ان عاش سكان المناطق الجنوبية من البلاد قرابة اربعة عقود في زمن وزارة المواصلات، يتعايشون مع معاناة حقيقية لطريق مفرد، كان حافلاً بالحوادث المرورية المؤلمة .