انه صيف احزان لكل من المرشحين الديمقراطي والجمهوري للرئاسة الامريكية باراك أوباما وجون مكين. فعلى الرغم من المناخ السياسي المواتي لأوباما الا ان أمامه مهمة بناء تقدم ملموس على مكين في استطلاعات الرأي خاصة انه وجد نفسه في الاونة الاخيرة يدافع عن مواقفه أمام اتهامات بأنه يغير سياسته للتقرب من ناخبي الوسط. أما مكين فلم يستطع استغلال الفرصة التي اتاحاها له أوباماويستغل هذه الاتهامات لصالحه مما أثار بعض المخاوف وخيبة الامل بين عدد من الجمهوريين القلقين بالفعل من الاداء المحتمل للحزب في الانتخابات التي تجري في الرابع من نوفمبر. وتظهر استطلاعات الرأي تقدم أوباما على مكين ومازال أمامه أربعة أشهر حتى يوم الانتخابات لكن بفارق يمكن تخطيه. وفي المسح الذي أجراه مركز ابحاث بيو اواخر يونيو حزيران حصل أوباما على نسبة تأييد بلغت 48 في المئة بينما حصل مكين على 40 في المئة وقلصت الصحيفة التابعة لمركز استطلاع جالوب هذه النسبة الى 46 في المئة لصالح أوباما و 43 في المئة لمكين. هذا يضاف الى الرياح السياسية غير المواتية التي تواجه الجمهوريين المتمثلة في تراجع الاقتصاد وارتفاع سعر جالون البنزين الى أربعة دولارات ورئيس جمهوري غير محبوب يجلس في البيت الابيض هو جورج بوش. لكن يرى الخبراء السياسيون ان الناخبين مازالت لديهم بعض الشكوك في أوباما 46 عاما سناتور ايلينوي الذي يقضي فترته الاولى في مجلس الشيوخ. وقال باد جاكسون الخبير الاستراتيجي الديمقراطي عن أوباما " مازال لم يعبر الخط الذي يقاس به المستوى الذي يشعر عنده الناخبون بالارتياح. لقد حقق تقدما بالفعل رغم انه اقل شهرة وأمامه مساحة أكبر للفوز مقارنة بجون مكين." وقال خبير استراتيجي ديمقراطي آخر هو جيم دافي ان تعامل معسكر أوباما مع الجدل المثار حول التغير في خطه السياسي قد أثار دهشة البعض. ومن هذه التغيرات الملحوظة تصريح لأوباما قال فيه الاسبوع الماضي انه يحتفظ بحق "تشذيب" سياسته بشأن العراق بعد ان تعهد طوال أشهر بأن يسحب القوات الامريكية من العراق خلال 16 شهرا. وقال دافي "لا أريد القول انها مشكلة كبيرة. لكن الطريقة التي يتعاملون بها.. لو كنت من مؤيدي أوباما.. لا تعطيك بالضرورة قدرا كبيرا من الثقة الان. يبدو انهم غير قادرين على أحراز نقطة قوية في الوقت الراهن." وفي الجانب الاخر تعرض مكين 71 عاما الى بعض الكبوات التي كلفته وقتا ثمينا قضاه في الدفاع عن قضيته. وخسر المرشح الجمهوري يوما آخر في الحملة امس الاول حين قال مستشار اقتصادي لمكين هو سناتور تكساس السابق فيل جرام لصحيفة واشنطن بوست ان الامريكيين يعانون من "كساد عقلي" وانهم أصبحوا "أمة من البكاءين." وسارع مكين بالقول للصحفيين "فيل جرام لا يتحدث باسمي" بعد ان ظل طوال أشهر يقدمه على انه واحد من مستشاريه الذين يعتمد على حكمتهم الاقتصادية. وفي يوم الاربعاء وجد مكين نفسه في موقف كان عليه ان يشرح فيه تصريحا أدلى به شخصيا قال فيه انه "من العار" ان يجد الشبان أنفسهم يدفعون ضرائب لدعم نظام التأمينات الاجتماعية للمتقاعدين. ووجد السناتور الديمقراطي هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ سعادة غامرة في اعطاء المرشح الجمهوري درسا في الاخلاق موضحا ان "هذا هو القصد من نظام التأمينات الاجتماعية في الاساس." ويأمل الجمهوريون ان تأتي عملية تجميل الحملة الانتخابية لمكين التي يقوم بها الان كارل روف المعلم السياسي السابق لبوش بثمارها قريبا وتحدث بعض التغيير. ويرون ان مكين وله تاريخ بطولي في حرب فيتنام التي أسر فيها عليه ان يطرح قضية محورية تقنع الناخب الامريكي بضرورة اختياره للرئاسة لا أوباما. وقال توني فابريزيو خبير استطلاعات الرأي "الكل بالقطع ينتظر ان يعرف ما هي رسالته او قضيته الاساسية." وفي الجانب الاخر مازال الديمقراطيون مرتاحين لفرصهم مع أوباما مشيرين الى التقدم الذي حققه الديمقراطيون في عدد من الولايات التي تحسم المعركة وتحدد نتيجة السباق. وقال داو شون الخبير الاستراتيجي الديمقراطي "اذا استمر أوباما بالطريقة التي يسير بها الان ولم يستطع مكين الاضرار به سيفوز في الانتخابات." ويرى ريتش جالن الخبير الاستراتيجي الجمهوري ان من المفيد للجانبين وللمعركة التي تنتظرهما أخذ القليل من الراحة في الصيف. ويقول "الكل انشغل بالانتخابات لفترة طويلة الان. ما يجب ان يفعلوه هو الدعوة لوقت مستقطع طوال ما بقي من يوليو ويذهب الكل في عطلة."