تصوير - إبراهيم بركات .. وسط حضور كبير من كبار التجار والمستثمرين واعضاء مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة تحدث الامير محمد الفيصل عن الاقتصاد الاسلامي من وجهة نظر فلسفية وقاد في بداية محاضرته: باسم الله الواحد الأحد المالك لما خلق واصلي واسلم على رسوله الصادق بما نطق.. انني اليوم بين يديكم لكي اتحدث عن موضوع قد سبق أن تحدثت به خمس مرات قبل الآن فأرجو ان تعذروني إن كررت نفسي وان اختزلت البعض واحب ان اتحدث اليوم عن موضوع " الرهن العقاري" فهو موضوع فني ليست لي دراية به واود أن اركز اليوم في بعض نواحي قد لايعرفها الكثير عن كيفية بدء حركة تأسيس البنوك الاسلامية وانتقل بعد ذلك الى ماهو أهم وهو النظرية الاسلامية في الاقتصاد فإننا عندما بدأنا مرحلة التأسيس لبدء النشاط في مجال الاقتصاد الاسلامي ارتأينا ان نبدأ بتأسيس مؤسسة معينة لتكون مثالا ثم بعد ذلك ننتقل الى النظرية والفلسفة التي وراءها فبدأنا باختيار مؤسسة البنوك الاسلامية وهي احدى المؤسسات في الاقتصاد وليست اوله او آخره لان كثيراً من الناس يظن أن تأسيس البنوك الاسلامية هو تأسيس للاقتصاد الاسلامي وهذا غير صحيح ولابد ان يعتمد اي نشاط على فلسفة ونظرة شمولية تجعل له التميز عن غيره من الانظمة. واضاف سموه: عندما بدأنا البنوك الاسلامية أول من ضحك علينا واستغرب لها هم "المسلمون" فقد كان اول تحد الا تهبط عزيمتنا في التعرض لتأسيس هذه المؤسسات وهنا أود أن أخص بالشكر والعرفان لمن سبقني في هذا المجال وهم السيد سعيد جوتاه الذي لم يتخرج من مدرسة في دبي والذي اسس بنك دبي الاسلامي وكان أول بنك اسلامي يؤسس في العالم، والثاني هو السيد زيع الياسين رئيس مجلس ادارة بيت التمويل الكويتي وهنا لابد أن اذكر ان هناك مجهوداً قام به الوالد رحمه الله لكي يؤسس بنك التنمية الاسلامي هؤلاء هم الاوائل.. وبعد ذلك تبعنا الخيرون الذين لم يتأثروا في اللحاق بالركب وقد واجهتنا عدة مصاعب . ان المسلمين كانوا مقتنعين بعدم وجود نظام اقتصادي شرعي، وكانوا مندفعين ولايزالون الى اليوم مندفعين وراء الفلسفات الاخرى المعروفة والتي كانت لها سطوة في ذلك الوقت ولم يبق منها الا واحدة اذكر بذلك مايسمى بالنظام الشيوعي ومايسمى بالنظام الاشتراكي وله وضع خاص اما النظام الاقتصادي الاسلامي الذي له فلسفته المميزة فهو مستمر والنظام الشيوعي قد انهار امام النظام الاشتراكي فهو جزء من النظام الرأسمالي.أما النظام الاقتصادي الاسلامي فهو النظام الحقيقي الذي لازال حياً . واضاف صاحب السمو الملكي الامير محمد الفيصل: ان النظام الاقتصادي الاسلامي مازال مغموراً ونحن نتابع الآن ان المطلوب الان هو الابتعاد عن "الدين". وقال : ان النظرية الاقتصادية الراسمالية تقوم على ان الفرد هو الوحدة الأساسية في الاقتصاد على عكس النظرية الاسلامية. وقال إنني اطالب المجتمعات ان تسن القوانين لكي تتفادى الاخطار التي تنتج عن الاقتصاد الرأسمالي مضيفا ان الاقتصاد الاسلامي مبني على حقيقة اساسية وهي ان كل عمل يقوم به الانسان في حياته الدنيوية محكوم بالله اراد ام لم يرد - وهو - ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الانسان لعبادته وكرمه على باقي المخلوقات بأن جعل الملائكة يسجدون له وكلمه ثم بعد ذلك استخلفه في الأرض فاذا النظرة الاساسية الاقتصادية في الاسلام محورها وعامودها "هو الاستخلاف" على عكس النظام الراسمالي الذي يجعل من الفرد المالك الاخير والحقيقي اما النظام الاسلامي فالمالك الحقيقي هو الله سبحانه وتعالي وما الانسان الا مستخلف في هذه الأرض. وتناول صاحب السمو الملكي الامير محمد الفيصل في محاضرته بأن النظرية الاسلامية الاقتصادية عقد بين الانسان والمالك الحقيقي .وناشد سموه أهل العلم ان يبحثوا في هذه النقطة ومحاولة ابرازها في المجتمع. النظرية الاسلامية الاقتصادية هي فقه سبل ووسائل استخدام الانسان لما استخلف فيه بأسلوب شرعي.مطلوب ترك الاندفاع الاعمى وراء النظريات الاخرى وطالب أهل العلم التركيز على البحث في اسباب انتشار الغش في المجتمعات الاسلامية في هذه الايام مما يميز نظرية الاقتصاد الاسلامي هو مبدأ الزكاة ولها صفتان "صفة تعبدية" "وصفة اقتصادية" وهي جزء من العقد بين الانسان وربه وهي حق الفقير في مال الغني والزكاة ليست صدقة انما هي حق للفقير وهذا موضوع على اهل العلم التحدث فيه. واعلن سموه عن تخصيص جائزة في احسن بحث في الاقتصاد الاسلامي ستكون ان شاء الله تحت اشراف كلية الامير سلطان للسياحة والادارة ونحن بصدد اعداد هيكلته واختيار المشرفين على هذه الجائزة وهي تتمثل في اختيار احسن بحث في الاقتصاد الاسلامي ومطروحة لكل الجامعات يعطي جائزة "مائة الف ريال" وينشر بحثه وقال سموه بالنسبة للمصارف الاسلامية الحالية الذين يقولون بأنها لم تتأثر بالازمة المالية غير صادق لأنها أكثر ارتباطا بالمؤسسات العامة من المؤسسات الاخرى.وهي لم تتاثر بمشاكل "الربا".