ربما تكون شهادتي في الرجل وبحكم قرابتي منه مجروحة.. الا ان النجوم الساطعة ومهما توارات خلف النجوم فإن أنوارها لا تخفت ولا تغيب.. وغيري كثيرون هم الذين فاضت ألسنتهم بالإطراء عليه ليس لعمره الكبير ولا لسنوات عمره التي قضاها في خدمة الآخرين ولكن هذا الإطراء والحب المتدفق تجاه هذا الرجل جاء لأسباب كثيرة. انه الرجل الكريم والشيخ الجليل عبدالرحمن بن موسى إمام وخطيب جامع محافظة المندق الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية وقد تجاوز عمره "120 "عاما قضاها ورعًا يغدق الخير من كل جوانبه وملأ التقى جوانحه فأصبح بين الناس محبوبا لأنه سبحانه وتعالى أحبه، ومن أحبه الله فقد نال حب الناس جميعا. كان هذا الشيخ الورع يقضي سحابة يومه في التسبيح فتراه يسرع الخطى نحو المسجد كلما رفع المؤذن الأذان لوقت الصلاة ومن يمناه تتدلى سجيته.. فكان كريم السجايا محبا للآخرين متفقدا لأحوالهم يعود المرضى ويسامرهم.. يغدق النصائح للصغار والكبار معا.. ولا يبخل بمودته الممدودة أبدا.. قضى بين الناس محبوبا حتى نثر مودته على كل من يلاقيه في البيت وفي الطريق وفي المسجد وفي أي مكان يرتاده فنال احترام الناس ومودتهم فبكى عليه الجميع حينما رحل عن هذه الدنيا ومازال القوم في منطقة المندق يذكرون محاسنه وأفضاله وجمايله العديدة. وحينما يمشي على الأرض لا يساوره أي زهو بل كان مثل موكب من نور تراه عائدا من المسجد او قادما منه يلقي التحايا على كل من يلاقيه سواء كان صغيرا او كبيرا حيث يحترم الجميع يبدأ بالبسملة في كل حركاته وفي قعوده وفي قيامه ذاكرا الله سبحانه وتعالى حامدا لنعمائه لا يتذمر ولا يغضب ولا يتنهد..بل ان ابتسامته الصافية كانت تعلو وجهه المضيء في كل لحظة. رحم الله تعالى شيخنا الجليل.. صاحب السيرة العطرة.. فقد كان صافي القلب..رطب اللسان زاهداً غير طامح فى مقتنيات الدنيا..لأنه كان ينشد (الجنة) فذهب الي رحاب المولى عز وجل وقد تزود بالكثير من صالح الأعمال. فقد كان شيخنا الجليل رمزا من رموز أهل الخير.