أبان الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن جميع الندوات العلمية المتخصصة التي ينظمها المجمع سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي هدفها خدمة كتاب الله، وحشد الباحثين والمختصين وإمكاناتهم في هذا المجال، وقال الدكتور العوفي في تصريح له بمناسبة ندوة "القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة" التي ينظمها المجمع في الرابع والعشرين من شهر شوال الجاري تستهدف التعرف على التقنيات الحديثة والبرمجيات لتسخيرها لخدمة كتاب الله، وبيان الأحكام الفقهية الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم بسبب استخدام التقنيات المعاصرة، وأشار الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف إلى أن الندوة سوف تناقش خمسة محاور رئيسة كلها تدور حول البرمجيات والتقنيات الحديثة في خدمة كتاب الله .. جاء ذلك في حوار مع الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي وفيما يلي نصه: * المملكة العربية السعودية دولة القرآن الكريم واهتمامها بعلومه أمر واضح للعيان من خلال القنوات العديدة لتدريسه وتحفيظه بالكليات والمدارس المتخصصة والمسابقات والندوات وغيرها الكثير.. وتأتي هذه الندوة لتكون الخامسة في سلسة الندوات التي نظمها المجمع خلال السنوات الماضية فكيف يرى سعادتكم نتائج الندوات الأربع التي سبقت ونظمها المجمع؟ يمكن معرفة نتائج الندوات الأربع التي سبق للمجمع تنظيمها باستعراض الإعداد الجيد لها، والمشاركة المتميزة فيها، والتوصيات الجادة التي تمخضت عنها. فاستمراراً لأداء المجمع لدوره الرائد في مجال خدمة مصدري التشريع: الكتاب والسنة؛ نظم ندوة "عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه" عام 1421ه، وندوة "ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل" عام 1423ه، وندوة"عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية" عام 1425ه، وندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية " عام1427ه، وأنهي الآن الاستعدادات لعقد ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة "تقنية المعلومات" خلال شهر شوال الجاري، ويقوم المجمع بإعداد أهداف كل ندوة، ومحاورها، والموضوعات التي تتناولها، ويشارك في فعالياتها باحثون متخصصون من داخل المملكة وخارجها، وتكوّن اللجان اللازمة لها. ولهذا فمن الإنصاف الاطمئنان إلى نتائج الندوات التي سبق للمجمع أن نظمها خاصة وأن مختلف الأوساط المعنية بموضوعاتها أبدت ترحيبها بتنظيمها وبنتائجها. * ما أهم أهداف هذه الندوة؟ أهداف الندوة: 1. بيان أهمية تقنية المعلومات في تيسير تعلّم القرآن الكريم وتعليمه. 2. إبراز دور المجمع في توظيف التقنيات المعاصرة في خدمة القرآن الكريم. 3. بيان الأحكام الفقهية الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم؛بسبب استخدام التقنيات المعاصرة. 4. دراسة السبل الهادفة لإيصال رسالة القرآن الكريم إلى فئات المجتمع. 5. تقويم ما تقدمه الشبكة العالمية (الإنترنت) والبرمجيات من خدمة للقرآن الكريم. 6. التشجيع على ابتكار برمجيات تخدم القرآن الكريم. 7. التحذير من البرامج والمواقع المناهضة للقرآن الكريم. 8. تعزيز البحث العلمي الموثق في مجال خدمة القرآن الكريم. 9. تشجيع التواصل بين المهتمين والمختصين في مجال خدمة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة. * ما المحاور التي ستناقش في هذه الندوة؟ تناقش ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة "تقنية المعلومات" خمسة محاور: 1. التطبيقات التقنية لخدمة القرآن الكريم. 2. الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن الكريم المترتبة على استخدام التقنيات المعاصرة. 3. الأدوات البرمجية المساعدة على خدمة القرآن الكريم. 4. الجهود التقنية المبذولة في خدمة القرآن الكريم. 5. البرمجيات ومواقع (الإنترنت) المناهضة للقرآن الكريم. أما موضوعات المحاور فهي كالتالي: المحور الأول: التطبيقات التقنية لخدمة القرآن الكريم .. وموضوعاته: 1. أوجه الحاجة إلى خدمة القرآن الكريم تقنيا. 2. التطبيقات التي تخدم القرآن الكريم. 3. مواقع (الإنترنت) المتخصصة والعامة التي تخدم القرآن الكريم. 4. العقبات التي تواجه تقنية المعلومات الخادمة للقرآن الكريم. 5. تعليم القرآن الكريم باستخدام وسائل التقنية الحديثة. 6. التقنية الحديثة والإعجاز العلمي في القرآن الكريم. 7. التقنية الحديثة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال القرآن الكريم. 8. تطبيقات في مجال القرآن الكريم لخدمة الناطقين بغير اللغة العربية. المحور الثاني: الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن الكريم المترتبة على استخدام التقنيات المعاصرة، وموضوعاته: 1. الأحكام الفقهية المتعلقة بالأجهزة والبرامج التي تحتوي على القرآن الكريم. 2. أحكام استخدام الوسائط المتعددة في خدمة القرآن الكريم، مثل:(التفسير المصوّر، لقطات الفيديو التعليمية، تصوير مخارج الحروف من أماكنها...إلخ). 3. أحكام استخدام الترميز اللوني في كلمات القرآن الكريم وحروفه، وضبط نصّه؛ للأغراض التعليمية وغيرها. 4. أحكام استخدام البرامج الحاسوبية في تعليم تلاوة القرآن الكريم وتحفيظه. 5. أحكام استخدام الآيات القرآنية في وسائل الاتصال والأعمال الفنية. المحور الثالث: الأدوات البرمجية المساعدة على خدمة القرآن الكريم، موضوعاته: 1. محركات البحث الخاصة بالقرآن الكريم. 2. الفهارس الموضوعية للقرآن الكريم مع ترجمتها إلى مختلف اللغات. 3. قواعد البيانات المفهرسة لكلمات القرآن وحروفه. 4. أدوات تمييز نصوص القرآن الكريم داخل الوثائق الإلكترونية. 5. أدوات خدمة رسم القرآن الكريم وضبطه وفق القراءات المتواترة. 6. تقنيات التحليل الصرفي والنحوي والدلالي والصوتي للقرآن الكريم. 7. تقنيات الضغط والنقل الصوتي والنصي للقرآن الكريم. 8. الأدوات المساعدة في ترجمة معاني القرآن الكريم وعلومه. المحور الرابع: الجهود التقنية المبذولة في خدمة القرآن الكريم، موضوعاته: 1- جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. 2- جهود الجامعات والمؤسسات في المملكة العربية السعودية. 3- جهود المؤسسات والأفراد في العالم. المحور الخامس: البرمجيات ومواقع (الإنترنت) المناهضة للقرآن الكريم، موضوعاته: 1- دراسة البرمجيات المناهضة للقرآن الكريم. 2- دراسة المواقع المناهضة للقرآن الكريم. 3- تقويم الجهود المبذولة في الرد على البرمجيات والمواقع المناهضة للقرآن الكريم. * يتضح من محاور الندوة أنها تتعدى تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتجويده وتفسيره في ربطها بالتقنيات المعاصرة إلى علوم القرآن الكريم وأحكامه الفقهية وترجمة معانيه مما يعني إحياء المبادئ الإسلامية والقيم والأحكام التي تُجلي نظرة الإسلام بعامة ومصدره الأساسي (القرآن الكريم) للمنجزات التقنية، فهل هذا مما تستهدفه هذه الندوة المباركة؟ لقد تطور استخدام الحاسبات في مناحٍ شتى من حياتنا اليومية، وتطرقت إلى معظم المجالات، وطوِّعت لخدمة القرآن الكريم وعلومه ضمن برامج عديدة ومتنوعة، وكذلك مواقع شبكية متخصصة، ومساهمة في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لإثراء المحتوى العربي الإلكتروني. وانطلاقاً من اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم وعلومه، ونظراً للدور الرائد الذي يقوم به المجمع في هذا المجال، ولما يتصف به من مرجعية فيما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه، وترجمة معانيه، وتسجيل تلاوته، كان لا بد من تطويع التقنيات المعاصرة لخدمة مصدري التشريع الكتاب والسنة، وعلومهما المختلفة. * إقامة الندوة في هذا الوقت بالذات هل بني على أساس ضرورة تبنى العمل الدعوي إبراز مقومات التقدم التقني ووسائله للعالم الإسلامي أم بني على أسباب التخلف والتأخر العلمي والتقني لأمتنا الإسلامية ؟ بني توقيت الندوة على عدة أسس منها ما يلي: •استثمار التقدم التقني في الدعوة إلى الله. •حسن الإعداد للندوة. •تطوير برنامج الندوة. وقد وجد أن شهر شوال 1430ه (أكتوبر 2009م) مناسب لتحقيق هذه الأسس، وبصفة عامة فإن الندوة ستكون مجالاً خصباً للباحثين المتخصصين لإبراز أهمية التقنيات الحديثة ودورها في خدمة القرآن الكريم وعلومه. * هل من المتوقع أن تعالج الندوة مشكلة النظرة إلى التقنيات المعاصرة وكونه مجالاً خصباً للقرآن وعلومه وتعزيز أثره والدور الكبير وراء ذلك؟ بمراجعة أهداف الندوة يتبين أن من مراميها تطوير النظرة إلى التقنيات المعاصرة لكونها من المجالات الحديثة والخصبة لخدمة القرآن الكريم وعلومه، وآثارها في ذلك واسعة النطاق، فعدا بيان أهمية تقنية المعلومات لتيسير تعلم القرآن وتعليمه، فإن ابتكار برمجيات تخدم القرآن الكريم، وتعزيز البحث العلمي الموثق، وتشجيع التواصل بين المهتمين والمختصين في مجال خدمة القرآن الكريم، كل ذلك يطوّر النظرة إلى دور التقنيات المعاصرة في خدمة الدعوة إلى الله. * الملاحظ أن الساحة الإعلامية قلّما تتطرق في صحفها ومنابرها إلى الحديث عن التقنية ومنجزاتها.. وغالباً ما يكون ذلك من جهة عامة باعتبار أنها ليست الغاية أو الجانب الأهم في حياة الإنسان، فهل توافقون فضيلتكم على ذلك.. وما الدور المؤمل من الندوة حياله؟ حديث وسائل الإعلام عن التقنيات المعاصرة موجود ومطروق سواء في هيئة ملاحق أو مقالات أو تحليلات... ولكن يصعب على المتابع أن يحصرها جميعاً للاستفادة منها، ولذا فإن ندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة "تقنية المعلومات") ستكون فرصة لحشد مجموعة من الباحثين ببحوثهم وخبراتهم التقنية في مكان واحد، وفي وقت واحد لعرض منجزاتهم، وتبادل الخبرة فيما بينهم، والوقوف على تجارب الآخرين في موضوع الندوة، وهذا الأمر يجعل من الندوة تجمعاً دعوياً وتقنيا في الوقت ذاته، ويفرز كماً مناسباً من المعلومات والأفكار تفيد الإعلاميين لدى تناولهم الموضوع وعرضه للقراء أو المشاهدين أو المستمعين. * كيف تم اختيار عنوان الندوة وعلى أي أساس تم ؟ تم اختيار عنوان الندوة بعد رصد وتحليل لأهمية استخدام التقنيات المعاصرة في خدمة القرآن الكريم وعلومه، ولوجود الحاجة إلى مزيد من البحوث العلمية والدراسات العلمية التقنية في هذا المجال. * كم تلقت اللجنة التحضيرية للندوة من البحوث أو الأفكار المطروحة للبحث حتى الآن؟ وكم بلغ عدد الذي تم دراسته وقبوله ؟ بعد أن تم الإعلان عن الندوة، ودعوة الباحثين والمتخصصين في مراكز البحوث والجامعات وغيرهما للكتابة في موضوعاتها، تلقت اللجنة العلمية للندوة حوالي ستين بحثاً خضعت للتحكيم العلمي من المختصين وأجيز سبعة وثلاثين بحثاً من قبل المحكمين. * ألا يمكن إرسال الفكرة المختصرة للبحث والسيرة الذاتية للباحث على صندوق البريد أو الفاكس؟ أم أنه لا بد من التسجيل في موقع الندوة على شبكة الانترنت؟ عنوان الندوة يدعو إلى ضرورة استخدام التقنيات المعاصرة، لذا فإن إرسال فكرة البحث والسيرة الذاتية للباحث عن طريق الموقع المخصص للندوة على شبكة الإنترنت فيه استخدام للتقنية الحديثة كما أن إرسالها بهذا الطريق يطمئن الباحث على صحة المعلومات التي أرسلها بدلاً من إرسالها بالفاكس أو البريد ثم إعادة صفها. * ما نسبة البحوث والأفكار التي تلقتها اللجنة التحضيرية من المؤسسات والهيئات العلمية السعودية الخاصة بالعلوم والتقنية كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني؟ شاركت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وبعض الجامعات السعودية في الإعداد للندوة، أما نسبة مشاركتهم بالبحوث، فإن إجازة البحوث - كما تقدم - تخضع للتحكيم، وأي بحث تتم إجازته يدرج ضمن بحوث الندوة، ويدخل ضمن برنامج جلساتها العلمية للعرض والمناقشة والتحليل، وبالتالي يسهم في التوصيات التي ستصدرها الندوة. * هل من كلمة أخيرة؟ أود أن انتهز هذه الفرصة للتنويه بمتابعة وتوجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ لمختلف مراحل الندوة منذ أن كانت فكرة إلى تحقيقها في صورة ندوة علمية. كما أشيد بالرعاية الكريمة للندوة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة حيث سيتفضل برعاية حفل افتتاح الندوة والمعرض المصاحب لها. حفظ الله بلادنا وأدام علينا نعمة الأمن والأمان، وأفاض علينا من آلائه، في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله. أ.د. محمد العوفي مجمع الملك فهد