أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" أن المملكة العربية السعودية دأبت منذ تأسيسها على التزود بأحدث المستجدات العلمية والتقنية في كافة المجالات مع الحفاظ على عقيدتها الإسلامية وهويتها الثقافية العربية، وهي تعمل على المواءمة بين اللغة العربية والتقنيات المعاصرة ، بما يتيح الحفاظ والتاكيد على هويتها الثقافية وفي ذات الوقت عدم التخلف عن ركب التقدم العلمي وتطبيقاته المختلفة . وقال أيده الله في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل خلال افتتاحه نيابة عن الملك المفدى في الرياض مساء أمس أعمال الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية :" إننا ندرك أن اللغة ليست مجرد حاضنة ثقافية لذاكرة الأمم فقط ولكنها أيضاً يجب أن تطال العلم الحديث مصطلحاً وتداولاً وقراءة وتفكيراً وشيوعاً وانتشاراًَ ، وليس أكثر أهمية اليوم من الاستفادة من التقنيات الحاسوبية لخدمة هذا المشروع" . وبارك خادم الحرمين الشريفين توجه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واهتمامها ومبادرتها بدعم المحتوى العربي على الانترنت ، مشيراً إلى أن هذه المبادرة أتت انطلاقاً من دور المملكة في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية ولدعم توظيف تقنيات الحاسب في دعم اللغة العربية ونشر إنتاجها العلمي والمعرفي بين قطاعات المجتمع العربي . وأضاف حفظه الله : " إن المملكة اليوم وهي تنظم الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية إنما تسعى باهتمام بالغ للرفع من شأن هذه اللغة لتواكب التطور العلمي الذي يشهده العالم وللاستفادة من تطور تقنيات الحاسب الحديثة لدعم انتشارها". ورحب أيده الله في ختام كلمته بضيوف المملكة المشاركين في هذه الندوة من الداخل والخارج، راجياً من الله أن يوفق هذا الملتقى ويحقق له التوفيق والنجاح . من جانبه أعرب معالي الدكتور السويل في كلمة له خلال الندوة التي تنظمها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية خلال الفترة من 21إلى 23 شوال 1430 ، عن اعتزازه وفخره والعاملين في المدينة برعاية خادم الحرمين الشريفين رئيس الهيئة العليا للمدينة حفظه الله للندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية ، وتكليفه حفظه الله له بافتتاح الندوة نيابة عنه ، مشيراً إلى أن الجميع قد عرف عن خادم الحرمين الشريفين رعايته للعلم والعلماء وحرصه على اللغة العربية وإبراز اهميتها في مجال العلوم بوصفها لغة الهدى والقرآن الكريم . عقب ذلك قدم رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة دي ون جي أسامة أحمد فياض محاضرة بعنوان " المحتوى العربي على الإنترنت : هل لدينا أمل " ، أوضح خلالها أن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد المتحدثين الأصليين ، مشيراً إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت العرب بحسب إحصائية في العام 2009م بلغ 48 مليون نسمة ، يشكلون ما نسبته 0.5% من مجموع عدد مستخدمي الانترنت في العالم ، كما أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 0.5% . وقدر فياض المحتوى العربي على الانترنت مابين 100 و200 مليون صفحة ، في حين يكشف مجس جوجل 2009م أن حوالي 700 مليون صفحة تحتوي على أحرف عربية مقارنة بحوالي 14 مليار صفحة انجليزية على الإنترنت . وقال " إن مستخدمي الموقع الالكتروني دي ون جي يساهمون بمشاركات تعادل 365 كتاباً في السنة وذلك باعتبار أن 10% فقط من تلك المشاركات تمثل مشاركات ذات قيمة مع عدم احتساب المشاركات متعددة الوسائط ، في حين تكشف الاحصاءات أن مجمل الكتب التي تم تأليفها وطباعتها في سنة 2002 هي 330 كتاب ". وتتضمن الندوة عدة محاور تتضمن مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي ، صناعة المحتوى العلمي والتعليمي والإعلامي والترفيهي ، صناعة المحتوى والحفاظ على الهوية ، البنية التحتية لصناعة المحتوى ، برمجيات وأدوات صناعة المحتوى ، اقتصاديات صناعة المحتوى ، وإدارة مشاريع صناعة المحتوى . وتهدف الندوة إلى التعريف بأحدث التطورات العلمية والتقنية في مجال الحاسب واستخداماته المختلفة باللغة العربية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمتخصصين والباحثين والمهتمين لتبادل الخبرات فيما بينهم، والإسهام في دفع عجلة تطور البحث العلمي، وكذلك توفير إمكانيات التدريب على آخر المستجدات فيما يتعلق بموضوع الندوة.