قد تعكر سحابة تلوح في الأفق صفو باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة ...لماذا لا يؤدي أداء أفضل من هذا؟ أسعار البنزين المرتفعة والحرب في العراق وأزمة القروض العقارية وزعزعة الاستقرار الاقتصادي وانخفاض شعبية الرئيس جورج بوش كلها أمور من شأنها أن تعطي اوباما ميزة كبيرة على منافسه الجمهوري جون مكين قبل انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني . وسيكون اوباما أول رئيس امريكي من أصول افريقية للولايات المتحدة إذا فاز في انتخابات الرئاسة . ويقول معلقون سياسيون إن العرق الذي ينتمي اليه هو أحد العوامل التي تساعد في تفسير احتدام المنافسة بينه وبين مكين فيما يبدو . وذكر موقع ريال كلير بوليتيكس على الإنترنت أن متوسط نتائج استطلاعات الرأي التي جرت مؤخرا أظهرت تقدم اوباما بمقدار 4.2 نقطة مئوية على مكين . وأظهرت دراسة مسحية جديدة قام بها مركز أبحاث بيو الذي قال إن 46 في المئة من الناخبين الآن يفضلون أوباما سناتور ايلينوي مقابل 43 في المئة لمكين أن تقدم اوباما بثماني نقاط مئوية في يونيو حزيران انتهى تقريبا . وربما يكمن أحد أسباب تقدم اوباما بفارق طفيف في اتجاه الناخبين المحافظ في دولة لم تنتخب رئيسا ديمقراطيا الا ثلاث مرات خلال الأربعين عاما الماضية . ويرى محللون أن وضع مكين كبطل حرب بعد سنوات قضاها كأسير حرب في فيتنام الى جانب سمعته كرجل مستقل مستعد لتحدي حزبه ساعده في وقت كان الكثير من الناخبين مستائين فيه من الحزب الجمهوري . وقال مركز بيو إن مكين عزز الدعم له بين الجمهوريين وكثير منهم كان يساورهم القلق بسبب مسوغاته كسياسي محافظ حين رشحه حزبه . كما حقق مكاسب ايضا بين الناخبين البيض من الطبقة العاملة . وذكر المركز في بيان أن " نسبة من الناخبين تزيد عنها في يونيو تنظر إلى مكين على أنه المرشح الذي سيكون له الحكم الأصوب في مواجهة أزمة ما وتعتبره نسبة متزايدة المرشح الذي يستطيع إنجاز الأمور ." وسارع مكين باستغلال ميزة أنه مسؤول تنفيذي خلال الصراع الذي نشب الأسبوع الماضي في جورجيا إذ أكد خبرته الطويلة في الشؤون الخارجية باعتباره عضو مجلس شيوخ خدم لأربع فترات . وقال الان ابراموفيتش من جامعة ايموري في اتلانتا إن هذه الانتخابات يجب أن يحقق فيها اوباما " فوزا ساحقا ". ولم يبن تكهنه على أساس استطلاعات الرأي بل على أساس نموذج يستخدم لتعقب نتائج الانتخابات الرئاسية منذ الحرب العالمية الثانية يبحث الأسس السياسية مثل النمو الاقتصادي في الربع الثاني خلال العام الانتخابي . لكن كثيرا من الناخبين ممن لا يربطهم التزام تجاه اي من الحزبين يقولون إنهم تساورهم شكوك بشأن اوباما الذي استقطب اهتماما اكبر من ذلك الذي استقطبه مكين منذ هزيمته السناتور هيلاري كلينتون ليحسم ترشيح الحزب الديمقراطي لصالحه في يونيو حزيران . وقال بوب جروفر وهو ناخب مستقل في ميامي بيتش بفلوريدا " لا أدري ما هو وضعه . قد يكون جيدا . قد لا يكون جيدا . لكن من الصعوبة بمكان تحديد هذا لأنه ليس محددا بالقدر الكافي ."