بدأت الوفود المشاركة في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره في دورتها الحادية والثلاثين التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في رحاب بيت الله الحرام في مهبط الوحي بالتوافد إلى مكةالمكرمة، حيث أكملت وزارة الشؤون الإسلامية استعداداتها للترتيب لانعقاد المسابقة خلال المدة من 16 الى 22 / 10 / 1430ه. وصرح الأمين العام لمسابقات القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور منصور بن محمد السميح أن الأمانة العامة للمسابقة تتطلع إلى تطوير مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في جهازها الإداري والفني، والرقي بها في مكافآتها ومستواها التنظيمي والإداري، وقال: لقد شكلت اللجان لدراسة التطوير، ونحن بصدد التنفيذ بحول الله وقوته، وكذا إعادة الدراسة فيما يتعلق بتحديد الفروع ونظامها ولائحتها وشروط القبول وتطوير لجانها التنفيذية وتطوير أدائها للقيام بمهامها على أكمل وجه. وأكد الدكتور السميح في تصريح له بمناسبة قرب بدء منافسات الدورة الحادية والثلاثين للمسابقة في مكةالمكرمة أن المسابقة أنتجت على مدار ثلاثين عاماً ثماراً مباركة، منها تحقيق التآخي والمحبة والأخوة بين الناشئة من شتى دول العالم الإسلامي، حيث جمعتهم في أطهر بقعة على وجه الأرض على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأجناسهم، وأوجدت روح التنافس بين جيل الشباب والناشئة في العالم، كما قدمت المسابقة نفسها نموذجاً يحتذي في جميع دول العالم الإسلامي. وتطرق إلى مسيرة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، فقال: لقد انطلقت هذه المسابقة المباركة (مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الحادية والثلاثين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره) في دورتها الأولى في عام 1399ه بخمسة وخمسين متسابقاً ثم طوت واحد وثلاثون عاماً، بدعم سخي وعطاء ندي، من ولاة أمر منهجهم الاهتمام بكتاب الله تعالى وتطبيقه في شتى المجالات، فبلغ عدد الذين شاركوا في السنوات خلال ثلاثين عاماً (4690) متسابقاً، وقد أنفق وبذل على هذه المسابقة مبالغ كبيرة قدرت بأكثر من (100) مائة مليون ريال خلال واحد وثلاثين سنة تحملتها الدولة - وفقها الله - ثم تتابعت السنين والعطاء يزداد بالدعم والتطوير، ولازالت تتطلع هذه المسابقة إلى الدعم والمزيد من العطاء السخي، وكانت محل عناية ورعاية. ولفت الدكتور السميح النظر إلى أهداف المسابقة، فأبان أن أهداف هذه المسابقة هي الاهتمام بكتاب الله الكريم والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره، وتشجيع أبناء المسلمين من شباب وناشئة على الإقبال على كتاب الله حفظاً وعناية وتدبراً، وربط الأمة بكتاب ربها فهو سبب عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة، ويبلغ عدد فروع المسابقة خمسة فروع، الفرع الأول : حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد وتفسير مفردات غريب القرآن الكريم كاملاً، والفرع الثاني : حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد، والفرع الثالث : حفظ عشرين جزءاً متتالية مع التلاوة والتجويد، والفرع الرابع : حفظ عشرة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد، أما الفرع الخامس : حفظ خمسة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد، (خاص بمرشحي الجمعيات بالدول غير الإسلامية)، ويشترط لذلك : أن يكون المتسابق حافظاً للفرع الذي يختاره مع التقيد بأحكام القراءة وأصولها والالتزام بالرواية التي يختارها في أثناء إجراء المسابقة وأن يكون لدى المتسابق بالفرع الأول القدرة على التفسير باللغة العربية الفصحى وقد تميزت هذه المسابقة بكثرة قبول أعداد المتسابقين الذين يرشحون من الدول والجمعيات فلكل دولة أربعة مرشحين بينما نجد مرشح واحد أو اثنين من مسابقات دول العالم الإسلامي. وأكد أمين عام مسابقات القرآن الكريم بالوزارة حرص الوزارة برعاية وتوجيه من معالي الوزير على كل ما فيه رفعة هذه المسابقة وغيرها من الأعمال الخيرية التي تخدم أبناء المسلمين في كل مكان، وخاصة في ميدان القرآن الكريم والتنافس على حفظه وتفسير معانيه، وقال : إن الأمانة العامة للمسابقة لتتطلع إلى تطوير المسابقة في جهازها الإداري والفني، والمسابقة الدولية وقد دخلت في عقدها الرابع نؤمل أن نرتقي بها في مكافئتها ومستواها التنظيمي والإداري، وقد شكلت اللجان لدراسة التطوير، ونحن بصدد التنفيذ بحول الله وقوته، بناء على توجيهات معالي الوزير الذي لم يأل جهداً في الدعم والتطوير، وكذا إعادة الدراسة فيما يتعلق بتحديد الفروع ونظامها ولائحتها وشروط القبول وتطوير لجانها التنفيذية وتطوير أدائها للقيام بمهامها على أكمل وجه تحقيقاً لتنفيذ خططها. وذكر الدكتور السميح أن الأمانة العامة للمسابقة قامت بتطوير موقعها الالكتروني على الشبكة بما يواكب المواقع العالمية، والعمل جارِ على السعي لتدشينه ليظهر بحلته الجديدة ويخدم المتسابقين والزائرين للموقع وقد صمم على تقنية عالية من التواصل مع العالم الخارجي بحيث يقوم المتسابق بتعبئة الاستمارة من أي مكان في العالم ومن ثم ترسل للأمانة عن طريق الجهة الرسمية التي رشحته لفحصها وإجراء النظام عليها ومن ثم إعادتها بالقبول أو إبداء الملحوظات كما زود ببيانات السجل الذهبي الخاص بالفائزين خلال ثلاثين عاماً وغير ذلك من التقنية المنشودة. وأوضح أمين عام المسابقة أنه انطلاقاً من الهدف الذي تسعى إليه الوزارة فقد أوكلت موضوع تحكيم المسابقة إلى لجنة دولية يشترك فيها أهل العلم والفضل من سائر دول العالم الإسلامي حسب انتشار القراءات وينتخبون سنوياً من أقطار مختلفة وبالأخص من الدول التي لها تجربة في هذا المجال وذلك كسباً للخبرة والتجربة وتوخياً للعدالة في التحكيم وإخراجه بالمظهر اللائق المشرف. وتتكون لجنة التحكيم من اثني عشر حكماً نصفهم من المملكة العربية السعودية والنصف الثاني متخصصون من الدول الإسلامية. وقد شارك في الدورات السابقة محكمون من المملكة العربية السعودية ومصر وماليزيا وباكستان وبنجلاديش وتونس والمغرب وموريتانيا وسوريا ولبنان والأردن والهند والعراق والسودان وتركيا واندونيسيا والجزائر وهولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ونيجيريا والسنغال والإمارات العربية المتحدة وسري لانكا وغينيا وبروناي واليمن وليبيا والبحرين. واختتم أمين عام المسابقة تصريحه بنصح الناشئة شباب المسلمين الاعتناء بحفظ وتدبر كتاب الله تعالى فالقرآن الكريم نور وهداية للناس أجمعين كما قال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وأن يكون القرآن قدوة يسيرون عليه حتى يحفظهم الله تعالى من الزلل والنكوص في الفتن فلا عاصم من الفتن ولامجير من المحن إلا بالاعتصام بالقرآن والسنة الغراء التي تدعو إلى المنهج المعتدل والدين الوسط الذي يحفظ المسلم من الغلو والتخبط والعبث في النصوص وتأويلها بتأويلات وتفسيرات مخالفة لمنهج الصحابة ومن سار على نهجهم من الأئمة والتابعين المهديين.