متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية تعود علينا ذكرى اليوم الوطني هذه الذكرى الغالية على قلوب الجميع، يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - لنستلهم العبر والدروس من سيرة هذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع اليه في الغد - ان شاء الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن في جميع المجالات. لقد أنعم الله عز وجل على بلادنا بأن هيأ لها من ابنائها من حمل راية التوحيد وانبرى يعمل على جمع الشتات ويدعو الى التآخي والتلاحم ليمكن هذه البلاد المباركة من اخذ موقعها الريادي باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين ومأوى افئدة المسلمين في كل بقاع المعمورة وبتوفيق الله عز وجل تم لجلالة الملك عبدالعزيز ما اراد واستطاع بقيادته وحنكته ان يجعل من المملكة العربية السعودية مثالا يحتذى في وحدتها السياسية وقدرتها على تخطي كل المعوقات من اجل النهوض والاخذ بأسباب الحضارة والمعاصرة وإدراك خطوات التنمية معتمدا - طيب الله ثراه - في المقام الأول على بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الحركة التنموية وها هي الاجيال المتعاقبة تجني ثمار غرسه وتشهد التحولات الكبيرة والتطور المستمر في شتى الجوانب. وحين نستعرض تلك السنوات من عمر مملكتنا الغالية ننظر باعتزاز لتلك الجهود الجبارة والهمم العالية التي وقفت خلف كل ما تحقق من الانجازات في مختلف المجالات والميادين التنموية والحضارية عبر العهود الزاهية المتوالية لأبناء جلالة الملك عبدالعزيز البررة سعود وفيصل وخالد وفهد - يرحمهم الله - حتى العهد الميمون لحكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. ونحن في الحرس الوطني اذ نعيش فرحة ذكرى اليوم الوطني نستلهم من هذه المناسبة الغالية روح العطاء لمواصلة المسيرة التنموية والحضارية في كل المجالات منطلقين من توجيهات قيادتنا الحكيمة في اطار خطط التطوير المتواصلة التي تشهدها هذه المؤسسة العسكرية والحضارية كجزء من منظومة التنمية التي تشمل كافة قطاعات الدولة وأجهزتها. كما ان من حسن الطالع ان يواكب هذا اليوم حدثا كبيرا هو افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول التي وصفها سيدي خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - بأنها منجز حضاري كبير ليس للمملكة فحسب ولكن للعالم اجمع وهي تمثل تأكيدا وتجسيدا لمكانة المملكة ودورها في الإسهام في المعرفة البشرية مؤملين ان تكون جسرا للتواصل بين حضارات العالم. ولا يفوتني في الختام ان ارفع اسمى آيات التهاني والتبريكات باسمى واسم كافة منسوبي الحرس الوطني لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي نائب رئيس الحرس الوطني وسمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء يحفظهم الله جميعا بمناسبة هذه الذكرى الغالية التي واكبت هذا العام مناسبة عيد الفطر السعيد، مبتهلا الى العلي القدير أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.