هل شعرت يوماً بأعراض صداع، و تشنُّج عضلى، وإحساس بالتواء العضلات عند المشي؟ هل إعتقدت أن سبب ذلك قد يكون الجفاف ، و ذلك سببه أنك لم تأخذ كفايتك من الماء؟ و انشغلت بأشغالك اليومية، و ربما اكتفيت بشئ من الشاي و القهوة. توصى الأكاديمية الأمريكية للعلوم و الهندسة و الطب، بألا تقل كمية الماء الذي نتناوله يومياً عن ثلاثة ليترات، حتى يتمكّن الجسم من أداء وظائفه الحيوية بشكل جيّد. الحفاظ على الجسم في وضع الترطيب الملائم، يساعد على الحفاظ على تدفق تيار الدم إلى أعضاء الجسم الحيوية، يؤدى هذا الى حيوية الجلد و نقاوته ، و يوصل الأكسجين، والغذاء إلى خلايا الجسم المختلفة، و يساعد في عمليات الهضم و يحمي الأعضاء من التلف و الجفاف. ليس هناك ما يعيد للجسم حيويته و نشاطه بعد الجهد الشاق مثل شرب الماء البارد، فإنه يخفض حرارة الجسم و يقلِّل من التعرق و يحمي الجسم من الجفاف. و لذا فإن الوقت المناسب لشرب الماء البارد، هو عند الحاجة إليه لتخفيف حرارة الجسم ، مثلاً بعد ممارسة الرياضة الشاقة، أو العمل في الأجواء الحارة، مثل صيف بلادنا و خاصة خلال موسم الحج للحجاج والعاملين في الموسم ، وكذلك من يعاني من ارتفاع درجة حرارة جسمه لأي سبب من الأسباب، و أيضا من يمارس برامجا لتخفيف الوزن ، الماء البارد يساعد بسرعة على تقّليل حرارة الجسم و تخّفيف التعرُّق والمحافظة على سوائل الجسم ، ممّا يؤدى إلى منع الجفاف. لكن شرب الماء البارد قد يؤدي إلى صعوبات في الهضم، نتيجة حاجة الجسم إلى إعادة تدفئة الأشربة والأطعمة التي تدخل إلى الجوف ليسهل هضمها، و لذا يحتاج الجسم إلى وقت أطول للهضم، وربما قاد هذا إلى الإمساك. كذلك فإن الماء فائق البرودة، مستفزّ لعضلات المعدة و الأمعاء و قد يؤدى للشعور بالمغص. بالمقابل، فإن شرب الماء الدافئ له فوائد ، و لذا فإننا نتفق مع الصينيين الذين اعتادوا شرب كوب من الماء الدافئ على الريق ، لأن ذلك يهيئ الجهاز الهضمى للتعامل مع ما سيرد إليه من طعام، ولذا ينصح به أيضا بعد الوجبات الغنية بالبروتين والزيوت، الماء الدافئ يزيد تدفق الماء للجلد، ولذا فإنه يساعد على التخلص من المواد الضارة التي اعتاد الجسم أن يتخلص منها عن طريق الجلد ، تقلِّل مثلاً من ظهور حبّ الشباب، وتساعد في التغلب على آلام المفاصل و العضلات و الصداع و آلام الدورة الشهرية. و لزيادة تقبله عند من لا يستسيغونه، يمكن إضافة الليمون أو العسل أو الفواكه. يجب أن نتذكر دائما أن حرارة الماء – سواء – أكان دافئاً، أو بارداً، إن كان لها من ضرر، فإنها تبقى أقل إيذاءً للجسم من المياه الغازية، أو المنكهات التي تصاحبها. وفي استقصاء لحوالى ثمانمائة إمرأة حوالى سن الخمسين، تم سؤالهن عن ممارسة السباحة في مياه غير مدفأة ، نسبة عالية منهن تشعر بتحسن الأعراض المصاحبة لسن إنقطاع الطمث، مثل القلق ، الهبات الساخنة ، التعرق الليلي، اضطرابات النوم وجفاف الجهاز البولي والتناسلي. و يشعرن بالتحسن أكثر إذا كانت ممارستهن للسباحة منتظمة و لفترات أطول. ( و جعلنا من الماء كل شئ حى) -صدق الله العظيم-