يستبشر سكان الجزيرة العربية قديماً وحديثًا، بظهور النجم العملاق الساطع في السماء سهيل، فبظهوره، يبدأ العد التنازلي لفصل الصيف، ويبرد الماء، ويقصر النهار، ويطول الليل، وتخضر الأشجار، وتتكون السحب، وتنخفض حرارة الجو، وهذا إيذانًا بالانقلاب الصيفي إلى نصف الكرة الجنوبي، وقدوم الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ويرجع السبب إلى انتقال الشمس من مدار السرطان الخط الوهمي الذي تتعامد عليه الشمس، إلى خط الاستواء، ثم مدار الجدي، وأثناء هذه المسيرة، تبدأ هجرة الطيور، وبعض الحيوانات من الشمال الي الجنوب، وذلك بحثًا عن الدفء، حيث يكون شمال الكرة الأرضية شتاء باردًا، وجنوبها صيفًا حارًا مدارياً، وذلك بتعامد الشمس على مدار الجدي، والذي يقع في جنوب الكرة الأرضية، وأثناء هذه المسيرة، تكثر الامطار على المرتفعات الجنوبيه للمملكة العربية السعودية، متأثرة بتبخُّرالمياه من المحيط الهندي، بسبب تعامد الشمس على خط الاستواء. وتتأثر من ذلك التهامة، و الساحل الغربي الواقع تحت ظل المطر، بسبب الجبال العالية التي تمنع وصول الرياح البشرى المحمَّلة بالسحب، فتكون الحرارة عالية نهارًا والرطوبة متكثِّفة ليلًا، والتي تساهم في برودة الجو وخاصة آخر الليل. كل ذلك التغير في الأجواء، يحدث مع بدايات ظهور نجم سهيل، على مدار السرطان، بدلًا من الشمس التي تنتقل إلى منازل آخرى. لذلك، من قديم، ينتظر العرب ظهور نجم سهيل ويستبشرون به ، ويتغنون بظهوره. وممّا قالوا فيه من أشعار شعبية: هلا بطلتك يا نجم يا سهيل ولولاك ما رحنا وجينا وقالوا: البل تباكى من طلوع الخامس الليل ومد والنهار شامس وفي هذا، فظهور نجم سهيل في السماء، بداية الإهتداء من قبل الفلكيين والمتدبرين والعارفين بعلامات النجوم، الي بداية الشتاء قديمًا وحديثًا، فسبحان الله مسبِّب الأسباب ربّ المشرقين والمغربين وربّ المشارق والمغارب. ومهّما يكن من تأثيرات مناخية، فالأمر لله من قبل ومن بعد، ولادخل للنجوم بها، فمطرنا بفضل لله ورحمته، والنبات ينمووينبت بأمر الله وحده لاشريك له، ولييس للنجوم. هذه مسألة يجب الإنتباه لها حتى لاندخل في المحظور، فأمطارنا بفضل الله، وليست من النجوم، أوالتي تحرِّكها وتظهرها النجوم، فالأسباب، والأقدار كلها، بيد الله وحده لاشريك له سبحانه.