أصبح تسارع نضج الفتيات للوصول المبكر إلى سن المراهقة ، مثار اهتمام الهيئات الصحية في العالم ، نظرا لتزايد نسبة الفتيات اللواتي يصلن إلى سن المراهقة مبكرا عن الموعد المتوقع، وهو أمر يقتضي الاهتمام بالوصول الى إجراءات وقائية على مستوى كوني. و من المعلوم أن حدوث مراهقة مبكرة قد يؤدى الى أضرار نفسية وجسدية للطفلة، فهى تحرم الفتاة من التطور الطبيعى خلال فترة الطفولة بما فيها الاستمتاع بفترة الطفولة، و قد تعرضها لانتهاكات نفسية و جسدية من قبل متنمِّرين أكبر سنا ، عندما يلاحظون تسارع نمو الصفات الجنسية الثانوية و الامكانيات الجنسية الجسدية بشكل غير متوازن مع نمو الإدراك العقلي والنفسي، هذا الإدراك الذي يحمي الطفل عادة من الوقوع في الأخطاء ذات الطابع الجنسي ، كما قد يؤدى وجود الدافع الجنسى غير المفهوم ، لحدوثه في عمر مبكر، الى تصرفات جنسية قد تكون عنيفة ضد الفتيات ذوات النمو الطبيعى ، و مجرد وجود هذه المشاعر لديهن ، حتى لو لم تصحبها تصرفات غير سوية، قد يؤدي إلى مشكلات دراسية أو اجتماعية تضرهن. في دراسة ظهرت نتائجها حديثا، أجريت بين عامي 2019 – 2022 ، بهدف البحث عن العوامل التي أدت إلى التطور المبكر نحو المراهقة عند مائة و سبعة و سبعين فتاة كلهن وصلن إلى سن المراهقة قبل بلوغ الثامنة من العمر ، تمت مقارنتهن بفتيات من نفس العمر تحدث التطورات نحو المراهقة لديهن بصورة طبيعية ، تمت دراسة ثلاث عوامل رُصدت أهميتها ، هي : وزن الجسم الزائد ، نقص النشاط الجسدى و طول وقت التعرض للشاشة. وقت الشاشة هو المدة المستغرقة في استعمال جهاز بشاشة، مثل الهاتف الذكي، أو الكمبيوتر، أو التلفاز. أظهرت النتائج أن توافر العوامل الثلاثة مجتمعة عند الفتيات يجعلهن الأكثر قابلية للمراهقة المبكرة ، كما أن اجتماع أي صفتين منهما أيضا يزيد احتمالات المراهقة المبكرة. الفتيات اللائي يقع وزنهن بين الخمس عشرة في المائة الأعلى وزنا بالنسبة للعمر تزداد إحتمالات تسارع حدوث المراهقة المبكرة لديهن ، حتى لو لم يصحب ذلك أي من الصفتين الأخرييْن، و تزيد النسبة لو اجتمع الى زيادة الوزن نقص النشاط الجسدي الحركي ، و أعلى نسب حدوث المراهقة المبكرة يحصل إذا اجتمعت الصفات الثلاثة و هى : زيادة الوزن مع زيادة وقت التعرض للشاشة مع نقص النشاط الحركى . في حالة تمتع الطفلة بوزن طبيعي، فإن زيادة وقت التعرض للشاشة فقط، أو نقص النشاط الحركي فقط ، لا يجعل الطفلة عرضةً للمراهقة المبكرة، و لكن نقص النشاط الجسدي الحركى إذا اجتمع مع زيادة وقت التعرض للشاشة ، يزيد من احتمالات حدوث المراهقة المبكرة حتى عند اعتدال الوزن . التوصية التى خلصت إليها الدراسة، هي أنه لا ينبغى ترك الطفل ليصرف أكثر وقت فراغه في مشاهدة التلفزيون أو التعرض للشاشات الإلكترونية، كما يجب الإلحاح على عدم الاستسلام لنمط الحياة المتراخى ، حيث يُقضى الوقت في الانشطة الجسدية غير الحركية. وحتى في حالة تمتع الطفل بوزن مثالى، يجب تقليل انشغاله بالشاشات الإلكترونية ، وزيادة الأنشطة الرياضية التي تقيه من السُمنة.