هناك سقطات للرياضيين تختلف حدتها بقدر تأثيرها على الكيان، ومدافع الهلال الدولي علي البليهي، الذي تجاوز عمره ال33 عاماً ارتكب حماقة خلال نزال فريقه في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لا يغفرها تاريخه، ولن ينساها محبو الزعيم. سيناريو المباراة كان يسير في كافة ظروفه لمصلحة الهلال، ولم يتبق من النهاية سوى أربع دقائق، والخصم يلعب بنقص من بداية الشوط الثاني بعد طرد الحارس (إسبينو) وخلال ثوانٍ معدودة، قلب البليهي المعادلة برعونته، وحول هذا التفوق للخصم بنيله البطاقة الصفراء ثم الحمراء، بعد أن نجح لاعب النصر في جره لتلك الفعلة، وكما يقول المثل" اللي تكسب فيه العب فيه". البليهي نال الحمراء، وأصبحت الكفة متوازنة، وسجل النصر هدف التعديل بعد خروجه ومن موقعه، فتوترت الأجواء الزرقاء في الجزء المتبقي، وبعدها بدقائق طالت الحمراء السنغالي كوليبالي، وانكشفت أهم منطقة بالهلال متوسط الدفاع التي عاد لها الثنائي كنو قبل مشاركة تمبكتي والمقاتل نيفيز، الذي كاد أن يجن بداعي تصرفات البليهي، علاوة على الشعور الذي خالج الهداف ميتروفيتش، فأبدى استياءه من فعلة المدافع الأرعن؛ حيث وضح ذلك وهو يمسك بقميصه ويدفعه للخروج، والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذا التوقيت.. لماذا أقدم البليهي على هذا التصرف اللامسؤول؟ الأكيد أنه يؤخذ على لاعب بخبرته وتجربته، وهل (الشو) والثناء الذي كان يحيط به خلال الفترات السابقة بالحديث عنه ومواقفه وقدرته على نرفزة وتوتر الخصم السبب، وفي هذه المباراة انقلب السحر على الساحر، وذاق البليهي المرارة، حقيقة أنها شطحة لا تغتفر وستبقى وصمة سوداء في تاريخه، ولن ينساها محبو الهلال وكادت أن تفسد فرحة الكأس الغالية، فضلاً عن جمع الثلاثية الصعبة، وفوق هذا وذاك، وهو الأمر الأهم لم يُقدر تواجد راعي الحفل؛ القائد ولي العهد باني نهضة الشباب والمجد الذي تعيشه بلادنا في جميع المجالات، قصة التحول في كفة موازين المباراة بدأت من الدقيقة( 86) وتواصلت حتى نهاية الأشواط الإضافية، وكان الحارس العملاق ياسين بونو يلعب بروح عشرة رجال؛ يتصدى لهجمات الخصم بكل بسالة وينقذ مرماه من هجمات مواتية، ولا يمكن أن نغفل عن الرجولة والقوة التي أحدثها المدافع حسان تمبكتي بعد دخوله للعراك، حيث صنع مع نيفيز خط دفاع تكسوه القوة والصلابة، علماً أن الأخير لم يسبق ولعب بهذا الموقع، لكن الإرادة والرغبة والطموح المتوقد صنع منه شخصية مختلفة. أعود لسيناريو النزال الذي عاش فيه عشاق الهلال أسوأ حالة من الترقب والمخاوف، بعد فعلة البليهي غير أن الحارس بونو بدد تلك المخاوف ببسالته عن مرماه، وكأنه أسد يحمي عرينه، تنفس الهلاليون الصعداء بعد صافرة النهاية للأشواط الإضافية، ولم يصدقوا هذا التماسك الذي كانت عليه خطوط الفريق، وجاء دور براعة الحارسين؛ البديل في النصر وليد عبدالله، والمقاتل ياسين بونو، وواصل الأخير مد التألق حتى، ولاعبو فريقه يخفقون في التنفيذ بتصديه لركلات الخصم، فجدد الأمل، وكانت الأخطر ضربة البداية التي تصدى لها القائم من نيفيز لاعب الهلال والأروع التي صدها من الحسن، وتمثل فوز النصر بالكأس بعد أن أخفق عبدالحميد في التنفيذ، وتواصلت براعة بونو أمام نمر النصر الأخيرة وجاء معها الفرح الهلالي. والحق يقال.. إن الحارس العملاق ياسين وزملاءه، وتحديداً تمبكتي ونيفيز والبقية كتبوا التاريخ من جديد، وسجلوا في ثناياه هذا الفريق نال الكأس بثمانية لاعبين وسط الميدان وحارس. إنها من تميز الهلال الذي لن تمحوه الذاكره في قتالية جنوده، ونستثني ما جسده البليهي من صورة لا تليق بفريقه، ختام الحديث الذي يطول، مفاده الحارس بونو أنقذ تاريخ البليهي من كارثة لن يغفرها أنصار البيت الأزرق، والآن يبقى دور الإدارة بقيادة الرئيس فهد بن نافل وبقية العاملين، وتحديداً الكابتن فهد المفرج؛ فالفهدين لديهما كل التفاصيل في إصدار العقوبة التي تتناسب مع هذا اللاعب، وتروي عطش محبي الكيان الأزرق، وأرى أن تسريحه أفضل القرارات التي تكفل هلالاً، لا يخُشى عليه نزق من يمثله وسط الميدان.