تخيل أنك أدخلت بطاقة الصرّاف في جهاز الصرّاف الآلي لسحب مبلغ من حسابك ،وبدلًا من أن يخرج لك نقودًا، قام الجهاز بسحب بطاقتك، وتخيل أن ذلك حدث أثناء عطلة نهاية الأسبوع ، وعليك أن تقضي العطلة بدون نقود ولا بطاقة حتى أول يوم دوام. هذه الصورة هي إحدى صور المعاناة مع أجهزة الصرّاف الآلي وأعطالها. إن "الصرّاف الآلي " هو أحد المخرجات التكنولوجية الحديثة التي تم ابتكارها لتقديم الخدمات البنكية والمصرفية، ولتسهيل الحصول على تلك الخدمات في وقت قياسي ، مقارنة بالخدمات المصرفية التقليدية، التي تسدعي الذهاب للبنوك ،والمكوث لساعات لأخذ الدور في طوابير الانتظار، ما يمثل هدراً للوقت الذي قد يكون وقتاً مستقطعاً من عمل العميل أو التزاماته الأخرى، وفي بعض الأحيان يكون وقت الانتظار أكثر بكثير من الوقت الذي يلزم لحصوله على تلك الخدمة، فلا ننكر تنافس البنوك المحلية في تنصيب تلك المكائن و غرسها على مد البصر لتمكين الجميع من الوصول إليها ، والإستفادة منها ومن تنفيذ عملياتهم البنكية بكل راحة ومرونة فائقة، فبرغم من أنها وسيلة سهّلت الحصول على الخدمات المصرفية ، إلا أن هناك مشكلات عديدة تواجه المتعاملين معها ،وتشكِّل عائقًا كبيرًا بالنسبة لهم، مثل كثرة الأعطال والمشكلات الفنية، وعدم وضوح بعض شاشات الصرافات وبطء بعضها، والمشكلة الكبرى التي قد تواجه العملاء هي ابتلاع المكائن للأموال أو البطاقات، ناهيك عن العميل إن كان من كبار السن ،ولا يستطيع التصرف في تلك المواقف، أو إن كان العميل بحاجة ماسة لتلك الأموال التي تم احتجازها أو تم احتجاز بطاقته بدلاً منها، فلا يوجد طريقة للخلاص من هذه المعضلة إلا بالركض لمراجعة فروع البنوك لاستعادة كبش الفداء من قبضة ماكينة صرّاف متهالكة أو متعطِّلة، وقد تصل مدة تلك المعاملة في بعض الأحيان إلى مايقارب خمسة وأربعين يوماً في حال كان الطلب إستعادة للأموال العالقة في ماكينة السحب وخصمت من رصيد العميل لكنه لم يتحصل عليها. إن الزام العميل بالإنتظار هذه المدة لاستعادة أمواله التي تم احتجازها بسبب خلل فني لمكائن الصرافة، تعتبر إجحافًا في حق العميل ، حيث أن من حقه الحصول على أمواله متى شاء، وليس مكلفاً بتحمل وزر هذا الخلل، وفي المقابل على المؤسسات المالية تسهيل المعاملات للعملاء ،والإنصات للشكاوى مع ضرورة الاستجابة لها، وفقاً لما ورد نصه في سياسة حماية حقوق عملاء البنوك من قبل البنك المركزي ، بتقديم أفضل الحلول وأنسبها للعميل دون تأخير وفقاً للأنظمة والتعليمات ذات العلاقة . أخيراً،إن وجود فني مختص بالقرب من كل صرافة لتفادي المشكلات أو حلها في ذات اللحظة، و عند وقوعها يعتبر حلاً جذرياً لتلك المشكلة أو على الأقل وجود رقم طواريء سريع الاستجابة على مدار الساعة يعتبر أمراً ضرورياً لتقديم خدمات متطورة للعملاء، من ناحية أخرى، إضافة خاصية الأوامر الصوتية لكبار السن أو الذين لا يعرفون التعامل اليدوي مع أجهزة الصرف الآلي، ويتم برمجتها على نبرة صوت العميل، أو من خلال بصمة العين ،يعتبر قفزة كبيرة في عالم الابتكار الرقمي نأمل أن يتم تطبيقها .