المتأمل في الحالة السياسية الشرق أوسطية ، والعربية منها علي وجه الخصوص، يفاجأ بالفوضى غير الخلاّقة التي عمّت دول شرق أوسطية كلبنان والسودان وليبيا وأخيراً فلسطين. المثير في هذه الفوضى ،أنها أعقبت حرب أهلية في لبنان ، دمّر فيها أمراء الحرب مقوِّمات البلد،وأحالوها لغابة من الفوضى، والمضحك أنه في الحالة اللبنانية بمجرد إنتهاء الحرب الأهلية، تحول أمراء حربها إلي سياسيين ،وتحولت ميلشياتهم لأحزاب سياسية تقاسمت (كيكة السلطة) والوزارات الحاكمة. كان ذلك في ثمانينات القرن الماضي ،والمثير في حالة لبنان، أن البلد تحول خلال 3 عقود ونيّف ، إلي غابة من العصابات السياسية التي نخرها الفساد ، الذي سيطر علي اقتصاد البلد وحوَّله إلي مستعمرة مصالح تقاسمتها الأحزاب التي أفرزتها الحرب الأهلية. والحال نفسه ، ينطبق علي الحالة السودانية ،حيث تتصارع قوتان هما الجيش والدعم السريع ،وتسببت حربهما، في نزوج الملايين من السودانيين، ناهيك عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للبلد. ونحمد الله في المملكة ودول الخليج ، علي ما أنعم به تعالى علينا من أمن وأمان في ظل قيادتنا الرشيدة في مملكتنا الحبيبة ، وأشقائنا في دول الخليج. أدام الله علي هذا الوطن الحبيب ، نعمة الامن والأمان ووفق قيادة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده رئيس مجلس الوزراء قائد نهضتنا الحديثة ، لتحقيق آمال الشعب السعودي ،ونحو مزيد من التقدم والازدهار، وكفانا الله شر الحاسدين والحاقدين. كاتب صحفي ومستشار تحكيم دولي