يضع ريال مدريد نصب عينيه ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ولكن من أجل تحقيق مبتغاه يجب على النادي "الملكي" العودة بنتيجة إيجابية من عقر دار "الوحش الأسود" بايرن ميونيخ، في ذهاب الدور نصف النهائي مساء اليوم. يسافر رجال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى ملعب" أليانز أرينا" لخوض مواجهة من العيار الثقيل في ال" كلاسيكو الأوروبي" الأكثر تكرارًا في المسابقة القاريّة الأم. ورغم الحذر، الذي يبديه ريال تجاه عملاق بافاريا، الأكثر فوزًا على الملكي من خارج إسبانيا (11 مرّة)، إلا أن الأرقام تشير إلى تفوق ال "ميرينغي" على منافسه 12 مرة في 26 مواجهة، وفي العقد الماضي، كان واضحًا تفوّق ريال على بايرن. أطاح ريال، حامل الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالمسابقة القارية (14 مرة)، ببايرن في كل من المواجهات الثلاث الأخيرة، في نصف النهائي عامي 2014 و2018، وفي ربع النهائي في عام 2017. وفي كل مرّة واصل نادي العاصمة مدريد طريقه بنجاح ليرفع الكأس الغالية. في عام 2017 كان أنشيلوتي يشرف على بايرن، عندما أطاحت ثلاثية نجم ريال السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو على ملعب سانتياغو برنابيو فريقه بعد التمديد، بعدما انتهى الوقت الأصلي بتقدمه 2-1 ليخرج خاسرًا 2-4 (فاز ريال 2-1 ذهابًا). خلال تلك الأمسية، انتقد أنشيلوتي التحكيم الذي اعتبره سيئًا، وقرار الطرد القاسي بحق لاعب خط الوسط التشيلي أرتورو فيدال، وعدم احتساب حالة تسلل على الهداف رونالدو. دفع أنشليوتي غاليًا ثمن هذه الخسارة؛ إذ اقيل من منصبه بعد بضعة أشهر، فيما ستكون عودته إلى ملعب" أليانز أرينا" فرصة للمدرّب الأكثر تتويجًا في المسابقة مع 4 ألقاب (ميلان 2003 و2007 وريال 2014 و2022) للثأر من فريقه السابق. وفي حين أنهى باير ليفركوزن ومدربه الشاب الإسباني تشابي ألونسو هذا الموسم هيمنة بايرن على لقب "بوندسليغا" في المواسم ال 11 الماضية، يتجه ريال لإحراز لقب "الليغا" للمرة ال 36 في تاريخه. لم يفز بايرن، الفائز بدوري أبطال أوروبا 6 مرات، بالكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين سوى مرة واحدة منذ تتويجه الأخير على حساب مواطنه بوروسيا دورتموند عام 2013 في ويمبلي (على باريس سان جيرمان 1-0 في نهائي 2020). وعلى النقيض من ذلك، توّج "لوس بلانكوس" باللقب 5 مرات في تلك الفترة. أفضل الأوقات ويدرك بايرن جيدًا مدى حاجته للمس المجد في دوري أبطال أوروبا؛ لتجنب موسم مخيب للآمال، حيث يعوّل المدرب توماس توخل على سلاحه الفتّاك المهاجم الإنجليزي هاري كين (30 عاما) الذي سجل 35 هدفًا في 31 مباراة في الدوري هذا الموسم، و42 هدفًا في مختلف المسابقات، ليحطم رقمه القياسي الشخصي، الذي حققه عندما كان يدافع عن قميص توتنهام (41 في موسم 2017-2018). وفي الفريق الملكي، فرض الحارس الأوكراني أندري لونين الذي حلّ بديلًا للبلجيكي تيبو كورتوا المصاب نفسه بطلًا لركلات الترجيح أمام سيتي بتصديه لركلتين، لكنه سيشعر بضغط الأخير بينما يستعد لإبقاء تسديدات كين بعيدة عن شباكه. وفي سياق متصل، أكد أنشيلوتي أن الحارس البلجيكي بات جاهزًا للوقوف مجددًا بين الخشبات الثلاث، وسيلعب في نهاية الأسبوع المقبل في الدوري، ما يعني أنه بات يتوجب على لونين رفع مستواه؛ من أجل حجز مكانه في مباراة الإياب أو النهائي المحتمل. ويعول أنشيلوتي على تألق النجم الإنجليزي جود بيلينغهام الذي يعرف جيدًا أسرار الكرة الألمانية؛ كونه دافع سابقًا عن قميص بوروسيا دورتموند قبل انتقاله إلى العاصمة مدريد، حيث يقدم أداءً رائعًا هذا الموسم، خصوصًا خلال المواجهات المصيرية محرزًا 3 أهداف في 3 مباريات ضد برشلونة. وحرمت الاصابة اللاعب الدولي الإنجليزي من خوض المرحلة الأخيرة من الموسم الماضي، حين خسر دورتموند أمام بايرن بفارق الأهداف في الرمق الأخير في السباق للفوز باللقب؛ لذا يأمل هذه المرة أن يثأر من غريمه السابق في ال "كلاسيكو الأوروبي".