في كتابه الأخير بعنوان "الدبلوماسية العامة"، يتطرق د. سعود كاتب إلى تعّريف الدبلوماسية الثقافية، بأنها كافة الأنشطة والممارسات التي تقوم على توّظيف تبادل الأفكار والقيّم والمعتقدات و غيرها من أوجه الثقافة والهويّة الوطنية، وذلك بغرض توّطيد العلاقات مع الشعوب ، وتحّسين التعاون الثقافي والإجتماعي والترّويج للمصالح الوطنية، لذا نجد الكثير من الشركات الكبرى في كافة التخصصات ، تعتمد في ميزانياتها السنوية ما بات يعرف اليوم ب "ميزانيات المسؤولية الإجتماعية " والتي تنفقها عادة على رعاية الأنشطة الثقافية، وتبادل إقامة اللقاءات بين الجماعات الثقافية المختلفة، في سبيل الوصول الى التعاون والإنسجام، والتكامل بين المجتمعات، والعمل على نبذ الخلافات التي تؤدي الى الصدامات في غياب التواصل والفهم المشترك. وهناك العديد من الوسائل والأساليب التي يتم من خلالها ممارسة الدبلوماسية الثقافية حسب ماورد في بحث د. سعود كاتب منها المقطع الثقافي، حيث يتم اختيار جزئية محددة من ثقافة البلد ،يتم انتقاؤها بعناية وتكون قادرة على التأثير في المتلقي الخارجي وإثارة إعجابه. التوعية الثقافية وهنا يتم اختيار جزئية معينة من الثقافة إما لكونها مجهولة وغير معروفة لدى المجتمع الآخر، أو لأنها مفهومة بطريقة خاطئة لديهم ويتم عرضها لتصحيح الصورةالمغلوطة. فسائل الثقافة هذا أسلوب متعدِّد الفوائد فهو من ناحية يقدم للبد الاخر برامج وخدمات ثقافية هوبحاجة إليها وتعود بالفائدة عليه. التفاعل الثقافي يقوم هذا العنصر على التفاعل المشترك بين الطرفين مثل برنامج المملكة " جسور ثقافية" حيث قامت المملكة بتنظيم زيارات خارجية للشباب بقصد الحوار مع شباب الدول المختلفة. وقد اصبحت القوة الناعمة من ضروريات التعامل مع الآخر – فعندما نخفي وجهنا يرسمه الآخر كما يشاء – والعبارة للدكتور سعود الذي أمتعني كتابه الجادّ والذي صدر عن دارتشكيل عام 2022 .